حياتنا افتراض لا مفر منه ... نتمرد عليها بالمسرح او بالسرد لانه الواقع الوحيد الذي من صنع ايدينا
العرض المسرحي ” لا رجولة في زمن العنف ” الخميس القادم بمسرح مكتبة الزقازيق العامة العرض المسرحي ” لا رجولة في زمن العنف ” الخميس القادم بمسرح مكتبة الزقازيق العامة
اعلان مهرجان العمارة لفنون الشارع قرر اتحاد الفرق المسرحية في ميسان اقامة مهرجان العمارة لفنون الشارع دورة الرائد المسرحي ( محمد عطية الغريب ) في منتصف شهر رمضان المبارك عبر ( عروض مسرحية – معارض – جلسات ادبية ) وبعروض ليلية مابعد الافطار وحسب الشروط التالية : ١- ان لا يقل العمل عن ١٥ دقيقة ولا يتعدى ٢٠ دقيقة ٢- ان تخلو الاعمال من الالفاظ النابية والايحاءات الا اخلاقية والمساس باي جهة كانت ٣- تقبل جميع انواع العروض ( شعبية - فصحى -صامت ) ٤- تحدد الفرق مواعيد لمشاهدة اعمالها لغرض اجازتها للمشاركة في المهرجان ٥- يحق للفرقة المسرحية تقديم عرضين في المهرجان ان استطاعت لذلك ٦- اخر موعد لقبول الاعمال يوم ١٥ من شهر نيسان المقبل ٧٧- تتنافس الفرق على المراكز الثلاث الاولى مع ( افضل نص - افضل اخراج - افضل ممثل - افضل ممثلة- افضل ممثل واعد ) مع التقدير
الكاتب عدي المختار عضو لجنة تحكيم مهرجان العراق للمسرح الشبابي4 شارك الكاتب عدي المختار في مهرجان العراق للمسرح الشبابي في مدينة الكوفة بمحافظة النجف الاشرف بدورته الرابعة التي حملت شرف اسم الفنان الراحل ( محمد الصگر) , وتألفت لجنة التحكيم من : الدكتور حسين علي هارف - رئيسا الدكتور امير هشام - عضواً الفنان ناظم زاهي - عضواً الكاتب عدي المختار - عضواً الفنان علي غالب - عضواً ومقرراً
الكاتب عدي المختار عضو لجنة فرز الافلام في مهرجان واسط السينمائي الدولي شارك الكاتب عدي المختار في مهرجان في مهرجان واسط السينمائي الدول بصفة عضو لجنة الفرز والمشاهدة التي تألفت من : 1- المخرج حسين الشباني – رئيسا 2- المخرج ذو الفقار المطيري – عضوا 3- المخرج ناطق سعدي - عضوا 4- الكاتب عدي المختار - عضواً
خطتنا لعام ٢٠١٩ أقر اتحاد الفرق المسرحية في ميسان وبعد مداولات مع الفرق المسرحية المنضوية تحت مظلته خطته التالية لعام ٢٠١٩ : ١- اقامة مهرجان العمارة الاول لفنون الشارع دورة الرائد المسرحي ( محمد عطية الغريب ) في منتصف شهر رمضان المبارك على ان يكون العام المقبل مهرجان عراقي بمشاركة عدد من المحافظات. ٢- اقامة ورشة في صناعة وتحريك الدمى خلال شهر تموز المقبل . ٣- اقامة ورش في ( اعداد الممثل - السينوغرافيا- والمؤثرات الموسيقية خلال شهر حزيران المقبل ٤- اقامة ورشة للتمثيل الصامت خلال شهر ايلول المقبل ٥٥- اقامة مهرجان محترف ميسان المسرحي العربي للمونودراما الثاني ( كبار - صغار) دورة الرائد المسرحي الراحل ( مهدي حمدان ) نهاية العام الحالي . ومن الله التوفيق ادارة الاتحاد
الكاتب عدي المختار عضو لجنة تحكيم مهرجان للمسرح الحسيني شارك الكاتب عدي المختار في مهرجان في مهرجان ديالى للمسرح الحسيني الاول حيث تألفت لجنة التحكيم من : الدكتور اياد السلامي - رئيسا الفنان ماجد درندش - عضواً لدكتور مثال غازي - عضواً لفننة اميرة جواد – عضواً الكاتب عدي المختار - عضواً
ميسان تختتم ورشة 1000كاتب لمسرح الطفل في ميسان ميسان - خاص بحضور الاستاذ محمد الحسناوي مدير قسم رعاية وتنمية الطفولة في العتبة الحسينية المقدسة ختتمت في محافظة ميسان وعلى قاعة نقابة الفنانيين ورشة 1000كاتب لمسرح الطفل والتي اقامها قسم رعاية وتنمية الطفولة في العتبة الحسينية المقدسة على قاعتي المعهد الاسلامي للدراسات والتطوير في ميسان ونقابة الفنانيين . وقال محاضر الورشة الكاتب المسرحي عدي المختار : خلال شهر كامل انتظم ( ١٩) متدرباً من شباب محافظة ميسان في الورشة وبواقع (١٠) محاضرات نظرية وعملية حول اسس الكتابة لمسرح الطفل . وأضاف المختار : كتب المتدربون خلال النصف الاول من الورشة نص مسرحي لقصة موحدة ( مؤذن القرية ) للكاتب السوري مهند العاقوص وكانت النصوص قد أشرت الى ملامح كتابية جديدة لدى المتدربين حيث أنتجت التجربة الاولى نصوص مهمة . واشار المختار الى ان النصف الاخر من الورشة اختتم بامتحان في الجانب النظري وتقديم نص او مشروع التخرج الذي كتب من نسج خيال المتدربين وقد اتضحت بهذه النصوص المهارات الكتابية المهمة للمتدربين وخرجنا بعدد من الكتاب الجدد الذين سيغنون المكتبة الخاصة بالطفل مستقبلاً . من جهته قال منسق الورشة الاستاذ سعد حميد الغراوي : افتتحت الورشة ب(٣٠) متدرب وتم خلال شهر كشف مهارات المتدربين الذي استقر عددهم حتى الختام ب(١٩) متدرب واصلوا الحضور والتفاعل مع المشروع وإنتاج نصوص حقيقية وكانت للمحاضرات النظرية والعملية التي القاها محاضر الورشة الأثر الكبير في تفجير طاقات المتدربين لإنتاج نصوص مهمة وبالتالي بات لدينا في ميسان عدد مهم من كتاب مسرح الطفل وهذا هو هدف المشروع الذي تحقق بنجاح في محافظة ميسان . يذكر ان حفل الختام الذي أقيم في قاعة نقابة الفنانيين الاحتفاء بالورشة كسنة اولى وتم تكريم جميع المتدربين والذين ساهموا في نجاح الورشة وحضره عدد من الاعلاميين والمثقفين وقدم خلالها عرضاً مسرحية للدمى، كما واصل مراسل اذاعة الروضة الحسينية المقدسة وقناة كربلاء والنجباء وإذاعة آلامل وأذاعة الاوفياء بحضور كل جلسات الورشة .
العنونة والنص جدلية كاريكاتورية قراءة للقصة القصيرة جدا عند الأديب العراقي عدي المختار بقلم - محمد داني/روائي وناقد مغربي الأديب عدي المختار ، المبدع العراقي المغرد، يدخلنا عالمه السردي، من خلال القصة القصيرة جدا...لقد أبدع نصوصا قصصية بينت أنه يمتلك ناصية هذا اللون الأدبي الحديث... خاصة وأنه يغرف في كتاباته من واقع يرى تناقضاته تتكالب يوما بعد يوم.. ويعيش مفارقاته... وهو يرى فيه واقعا متخما بالمفارقات اليومية الساخرة...والدامية...ومجالات الحياة المختلفة... لذا يتحول إلى عين لاقطة لهذه الصور... ولهذه المشاهدات... ينقلها لنا بكاريكاتورية مغرقة في السخرية، والنقد اللاذع...والحسرة... هذا يدفعنا إلى الوقوف إلى بعض قصصه القصيرة جدا، والتي لفتت الانتباه إليه ...والتي نحددها في أربع، وهي:مارينز1- مارينز2- عنوان- هدهدة... وعندما نتمعن في هذه القصص القصيرة جدا التي اخترناها، نجد أن خيطا رفيعا يجمعها.. - أولها:ميزة القصر أو الكم الجملي... حيث إن كل قصة تتكون منمجموعة من الكلمات، بعد إحصائها نحصل على المعطى التالي: - مارينز1، تتكون من 85 كلمة. - مارينز 2، تتكون من 73 كلمة. - عنوان. تتكون من 27 كلمة. - هدهدة. تتكون من 62 كلمة. - ثانيها: العناوين الدالة، والمثيرة.. أي أنها تقوم بعملية الاستثارة، وتلعب دور المثير والمنبه.. يتغيى عدي المختار منها حدوث استجابة إشراطية...ولذا هي مثير un stimulus....قوي...لأنها إحالات إلى نصوصها التي من خلال قراءتها وولوج عالمها،يسترجع القارئ أو الداخل إلى جوانيتها مشاهد ورؤى أثثت فضاء العالم العربي عامة والعراق خاصة في فترات قريبة... - ثالثها: العناوين المكونة من كلمة واحدة مفردة... - رابعها: حضور العنوان في هذه القصص القصيرة جدا نكرة.. مجردا من أي تعريف.. وهذا مقصود من الكاتب لأنه يريد أن يعبر من خلالها عن فداحة المضمون.. ودلالاتها.. وخطورة الموضوع المتطرق إليه. - خامسها: أن القصص المختارة تعرض في صورتها الإنسان العربي عامة والعراقي خاصة..ورؤيته وتفاعله مع الاحداث التي عرفتها بلاده...وما تعرض إليها من تحولاته، ومسوخاته القهرية، والتي أحشر فيها رغما عنه. - سادسها: أنها تعرض حالات ومواقف شاذة.. تعتبر من الجروح البليغة في الجسد العربي، والتي لن تندمل رغم الجبر المعتمد في علاجها... - سابعها: أنها نصوص صادمة.. ومخيبة لأي توقع.. فالمتلقي/ القارئ بولوجه عالم القصة تنبني دهشته، على تمثلات، وتوقعات وانتظارات،لكن نهاية القصة وقفلتها نجدها صادمة لهذا الانتظار، ومخيبة له..لأنه يصدم بنهاية غير منتظرة منه... أول ما يشد انتباهنا هو اهتمام عدي المختار بعالم العلاقات الإنسانية والتي تفسخت في عالمنا المادي والذي طغت فيه التقانة بمختلف ألوانها...وحولت العلاقة إلى شيء ثانوي، وجعت الإنسان أمامها يتحول من إنسانيته إلى نوع من الروبوتية un être robotisé... حيث يزول منها الإنساني والمقدس، ليطغى فيها المادي، والمصلحة، والأنانية الفاحشة.... ويصبح هذا الإنسان الذي يمارس عليه نوع من الغسل الإيديولوجي، والقهر السياسي والاستعماري، ويسلب في إرادته واختياراته، لا يجد إلا أمرين لا محيد له عنهما: إما المقاومة، أو الاستسلام والرضا بما قسمه الله... لكن الشخصية تعاني الأمرين.. فهو لا يرضى بأن تكون بلاده تحت وطأة دخيل.. حصره في (مارينز).. أو اليانكي الكوبوي القادم من الغرب...لذا يمارس عملية الكتابة ، ونعرف ما للكتابة في علم النفس.. فهو يجد فيها إفراغا لغضبه وثورته وحنقه... كما انه يدون من خلالها يوميات هذا الاحتلال وانطباعه حوله...لكن الغريب أو من المفارقات العجيبة هو أن هذه الكتابة تحولت إلى نوع من المسخ، تغيرت فيها حتى الأغنية المحلية القديمة... والجميلة بأغنية مستوردة أمريكية ، هي أغنية الراب... يقول في قصته (مارينز2):"بعد أن احتل الصمت المكان ، وأرخى ليل الأزيز سدوله ، وهجع للتو العويل والنحيب، وجفت آخر دمعة على سهل وجنتيه وأعلنت موتها في كوة تجاعيد وجهه البركانية، جلس على نور الشمع الخافت يراجع ما تبقى من مذكراته، وفي نهاية مرحلة المجون المراهق، أعلن الضوء استسلامه للظلمة، فتم ظلام موج الخطايا المنتهية الصلاحية، فأخرج من درج مكتبه آخر شمعة أحرقها الظلام بعد خمس توان من دخول المارينز ساحة الفردوس"... في هذه القصة نكتشف التحول الخطير الذي أصبح عليه الإنسان العربي، العراقي... وبالتالي علاقاته وسلوكاته...فقد خلد إلى الصمت... والعويل.. في ظل ما تعرفه بلاده من خرق، ونهب، وتجويع وتقتيل.. وتدمير ممنهج...ولم يجد بدا من الاستسلام لهذه الظلمة الخانقة التي غلفت بلده...كل الضوء الذي كان يأمله انطفأ مع أول دخول لهذا المارينز الذي لا يعرف غير التدمير والقتل... إنها قصة ترشح بالتلميح والترميز والإشارة لما تعرفه العراق وما عرفته من تدخل امريكي سافر نتج عنه تدمير لكل مكوناتها الحيوية... إن عدي المختار يبني قصته هاته على المفارقة...لأن مجرياتها تبين المفارقة العجيبة التي بينت الجلوس إلى الشمعة يراجع على ضوئها ما تبقى من مذكراته... وبين انطفاء آخر شمعة عند دخول المارينز ساحة الفردوس... وهي إشارة من الكاتب لما عرفته بغداد من حصار، وتنتكيل وقطع للماء والكهرباء.. وتضييق للحريات... وما عرفته ساحتها الرئيسية من تدمير للشخصية العراقية، وإسقاط لرمزها ونصبها أمام كاميرات قنوات العالم... ويستمر في تصوير العلاقات الإنسانية، وما يشوبها من تحول..مسوخي في أصله...وثناياه، لنراه في قصة (عنوان) والتي يقول فيها:<<شاعر كبير ومتمرس.. كتب قصيدة عصماء عن ساحة التحرير. انتهى منها وفي الصباح مزقها، لانه لم يستدل طوال الليل لعنوان لها.. يليق بالساحة.. والتحرير.." في هذه القصة القصيرة جدا نصاب بالفزع.. بعدما كنا نتابع سرد كاتبنا بهدوء واسترخاء...وإذا بنا نهتز هزات: الأولى :تمزيقه لهذه القصيدة التي قضى في كتابتها ردحا من الليل... ثانيا: عدم الرضا الذي تسرب إلى ذاته.. و اليأس الذي انتابه والشعور بأنه يكذب على نفسه عندما يسمي ساحته بالتحرير وهي تعج بالمارينز.. فكيف يستقيم الوصف بالواقع ما دام الواقع يكذب كل التخيلات...والخيالات.. إنه بتمزيقه لهذه القصيدة فهو يعلن رفضه القاطع للمماراة والكذب ... والتمزيق هو نوع من الرفض والتمرد... وعدم الرضا... إنه التحول الكاسح لكل شيء، والذي يأكل الأماني... والإرادات.. فالتوقع منا كمتلقين كان يضع عنوانا لقصيدتهن ويقوم بتدوينها او قراءتها او نشرها.. لا ان يمزقها... لكن الرؤية الأولية تتحول إلى شيء أكبر من الهول..وذلك أن شعوره بأن عدم توصله إلى إيجاد عنوان يليق بالساحة دفعه إلى تمزيق القصيدة، وهذا يحمل في طياته إشارة إلى رفض المواطن العراقي لهذا النوع من الاحتلال المبطن... الهزة الثانية، هي قفلة القصة ونهايتها...والتي جاءت صادمة بقوة...وجاءت عنيفة لما تحمله من مشاهد ودلالات...ففي قصة(هدهدة).. عندما نقرأ سطورها ن نقف إلى الصورة الجميلة التي تحملها... وهي صورة الام المسالمة، المسكينة ، والتي تهدهد صغيرها كي ينام.. لا تفكر إلا في ابنها الصغير تناغيه ن وتغنيه كلمات رقيقة تنبع حنانا.. لكن تهزنا نهايتها هزا عندما نعلم أن هذا العدو الخارجي الذي استوطن هذه الساحة يتربص بها ، ويتقنصها ببندقيته ورشاشه الاوتوماتيكي ... لكن .. تكون الصدمة.. ويخيب توقعنا وانتظارنا، عندما نكتشف ان هذا العدو لا يرحم لا صغيرا ولا أما وشيخا.. لا يعرف إلا شيئا واحدا : قتل العربي كيفما كان نوعه... هنا يتماثل أمامنا النقيض، النقيض بين التوجسات والوساوس والظنون، وبين الواقع والحقيقة...وندرك أن هناك اختلافا بينا بين الحقيقة والخيال، بين الوهم والواقع، بين المثال والمادة... فنتساءل لم كل هذه السوداوية وهذا الحزن المبطن؟... هل هو ضعف منه؟.. عندما نعود إلى ذاكرتنا الثقافية ونقارن النهاية بها، نجد مشاهد كثيرة تشابه هذه النهاية... في تراثنا وواقعنا العربي، وفي التراث العالمي......فيتم استدعاء اليابان واستسلامها، وألمانيا واندحارها...وفلسطين واغتصابها...وبالتالي العراق ودكها... وأمام هذه المشهد الختامي يتبادر إلى ذهننا سؤال: ماذا لو غيرت الشخصية الأحداث والصور والتواريخ و النهايات؟... - ما العلاقة بين العنوان والنص...؟ - هل هناك توافق وتطابق بين العنوان ومضمون النص؟. - هل تتوافق برانية النص بجوانيته؟.. - هل كان عدي المختار موفقا في اختاره لهذا العنوان؟.. - هل هذا العنوان يختزل النص، ويحتويه، أو لا.؟.. عندما نتمعن في هذه القصص، نجدها حابلة بالسخرية الهادفة..والرمز والتلميح والإشارة... وتعطينا صورة كاريكاتورية للمشهد السياسي العربي، وموقف العربي من احداث العراق والقضايا العربية، والذي يضيع فيه يمينه ويساره ووسطيته..... كما نستشف إدانته لأولئك الذين يتخذون من السياسة وسيلة لبيع الأحلام، وشراء الذمم... فيتقدمون للانتخابات ببرامج طوباوية لا تقدم ولا تؤخر...يضيع فيها المواطن، وتضيع فيها مصالحه...ولا تفرخ إلا الشذوذ... - ما هي المقومات الفنية والجمالية التي تختزنها هذه القصص القصيرة جدا؟.. لو عدنا إلى هذه الومضات القصصية التي استعرناها من أديبنا سي عدي المختار، لوجدنا أنها تختزن في تمفصلاتها تركيبا قصصيا ينم عن فنية ، وجمالية... إذ اعتمد فيها على الجملة الفعلية البسيطة... فمثلا في : - مارينز1: نجدها تتكون من 13 فعلا، 10 منها ماضية... - مارينز2: تتكون من 12 فعلا. منها 11 فعلا ماضيا. - عنوان. تتكون من 4 أفعال، منها 3 ماضية. - هدهدة. تتكون من 10 أفعال. منها 8 مضارعة. وهي جمل كما قلت بسيطة لأنها تتركب من الفعل وعامله... وأحيانا بعض مكملات الجملة... وهذه الجمل الفعلية ميزت كتابته... وشحنتها بنوع من التكثيف، وأعطتها حركية، وديناميكية... وهذه الحركية طورت أو على الأصح صعدت من درامية النص القصصي، وعملت على تسريع الزمان فيها.. كما أن الحبكة تأثرت بهذه التقنيات مجتمعة... الشيء الذي عمل على تطويرها،فجاءت سرديتها تحمل مقومات قصصية نحصرها في: - المدخل ، والنهاية أو القفلة، والموضوع ، واختيار العنوان.. والرؤية الفنية. وأصبحت تشي بالجو العام السائد في القصة.. وبالموقف الذي تنبني عليه... ومن هنا تلاءم العنوان مع مضمون النص، بل احتواه، وتضمنه.. ومن ثمة أصبحت علاقة التضمين واضحة في كل قصصه القصيرة جدا... من هنا نقول بأن ثوب القصاص ، خرج عدي المختار... واستطاع أن يبدع في القصة القصيرة جدا،... وأتمنى أن يلتفت النقد إلى الجانب القصصي عند الأديب العراقي :عدي المختار...
رغيف انطباعي /عدي المختار الرؤيا وعوالم التمكن بقلم الكاتب والاديب علي حسين الخباز • اولا ... الرؤى الشعرية يكمن ثراء المنجز الدلالي بما يوفره المعنى من جواذب تواصلية نتيجة فاعلية البنية النصية أي اسلوبية التعامل الفني في عرض تلك الرؤى ، وتجربة المبدع عدي المختار من التجارب الأبداعيةالجادة،حيث سعى لبناء الجسر التواصلي الذي يمتد الى روحية التلقي ، لتحميل المعنى المعبر عن الهوية متمسكا بالعمق المعرفي الوجداني المتأصل في الذاكرة الجمعية، مفردات اصبحت مداليل رمزية لها وقع في نفسية التلقي ( الجود ـ الرمح ـ السبي ـ .. هيهات منا الذلة ) يستقطب الجاذب الشعوري ويمتلك عبر المسكوت عنه امكانية التماهي مع العمق المكون .. نجده يكثر من النقاط ـ الفراغات التي تشكل مقاربات تأويلية يعززها بخصوصية اسلوبية (يا دجلة الخير يا ...................... ................عفوا .................. يا سارق الرياحين ................... سكونه........... ليل ....................... صمته ..............سبات.............. غضبه مجهول...................) فهو عامل دجلة معاملة المذكر وابتعد عن تانيث النهر ومن ثم وصف النهر بالسارق ، كما راح يلعب بصيغ لغوية اذ نكر ليل وسبات وصدر، بينما عرف بعض المفردات النكرة بالاضافة مثل ندى الصبية ، وأسس مفهومه الجمالي على تماثلات الأرث الدلالي المرتبط بحيوية الجوهر التضحوي ( يسمع عن قرب .......................... النوائح ......................... ....................... فلا تهمه ..........الصوائح ...............................................او حرارة الفقد ) يحرك الداخل النصي بدلالات مكثفة يجذبها الى ماهية الرمز، يسخرالمتن الشعري لتدريجية تشويقية يقدم من خلالها صيغا بلاغية ،فهو يقدم اولا الأرضية المناسبة لأستحضار الرمز ومن ثم يحضرها كدال نصي .. يظهر واضحا السعي لومضات دلالية تشير الى معاني مستوحاة من وقائع معروفة مدركة في الذاكرة ...علامات واشارات كلامية منسوبة لشخصيات معلومة او لحوادث معلومة ( ورقص فرحا على ظلم أو هلل وكبر ........................وقال ( لا تشل) . ...................................................................وشكك وأمعن وقال (لا ملك جاء ولا وحي نزل )...) تقرب عدي المختار الى جوهر القناع مقرونا بالفعل التضحوي المقدس • ثانيا - الرؤى القصصية لم تنفصل القصة القصيرة يوما عن المعنى وعن الرؤية رغم كل اشتغالات التجريب ورغم الغرائبية والشعرية والسريالية والترميز بقى القص الحقيقي متمسكا بعوالم الرؤية مع تعدد الاساليب وقد حاول المبدع ( عدي المختار ) تكثيف جمله وضغط الصور لتسوية المضمون فهو قادر على توزيع عوالم الدلالات رغم ضغط الجملة ، في حبكة القصة القصيرة ( مقال ) اظهر امكانية جلية في تقنية القص اذ جاء قرار المنع عبر رصاصة اخترقت صدر الكاتب ومن ثم ذهاب المقال الى لفافة الكرزات كشف عن رؤى اكبر من الكلمات اذ نجد هناك اكثر من رؤيا واكثر من مفهوم تفسيري من الممكن ان يعقب القصة القصيرة ، مثلا كم موجع هو الامر حين يذهب المقال الذي ضحى الكاتب حياته من اجله الى لفافة كرزات .. فهذه الثيمة ترينا ان القتل مؤسس لأسكات الفعل الابداعي اسف اكبر في ان يصبح المنجز الذي يضحي المبدعون حياتهم من اجله .. لفافة كرزات ، وهكذا يكبر الضمون على الظاهر الحرفي للجملة ، وهذا ما نجده في باقي القصص ،ارتكاز على الواقع المتكون فنيا فالمرجعية الحقيقية عند هذا المبدع تتمحور حول الواقع وفق رؤية أدبية تهتم بالمعنى القصدي ... ولا يتخلى القاص في منجزه عن انتمائه وتوظيف الفني لصالح معناه فهو يتخذ المؤثر المرجعي لحياة الهور ليشيع به روح التأمل ويستدرج المتخيل لصالح النص ليمد أفقه بمضمر استباقي يتنبأ بالفحوى المنشود النبوءة التي اوصلته حد الاختناق .. انها الحرب .. ما يميز القاص عدي المختار هو مقدرته الأدبية المتنوعة شعر، قصة ، مسرح ، صحافة رياضية ،صحافة اخبارية ، قفشات مواضيع ، رؤى بلورها المنجز ليبتعد عن السرد التقليدي ( سماعه لصوت مداعبة جدران زورقي للقصب والبردي اللذان اعتادا على مداعبة بعضهما وإصدار أصوات لا إرادية (الخربشه ) كأن احدهما يدغدغ الاخر بشغف طفولي ,فما كان من ذلك الطائر الفضي الذي كان يغفو بين ذراعي ذلك القصب والبردي, الا التحليق هاربا من هذه الاصوات) • ثالثا ا- لرؤى المسرحية يحرك عدي المختار عوالم السنغرافيا لخدمة الفكرة المعروضة وتعزيزالقدرة التوصيلية يعتني بها حد ان يكون ّمسرحية منها بحد ذاتها وهذا الهاجس التواصلي هو الذي يجعله مخرجا لجميع نصوصه المسرحية اثناء الكتابة ونجده يرتكز على الطرح المباشر ليضمن شمولية التلقي ويمد وشائج قوية مع الواقع ومن ثم يمنح نفسه حرية الحركة الحوارية والنقاشات الفكرية ، يناقش مسألة التأريخ ويقف امام قضية مهمة هي من يكتب لنا التاريخ حيدر : (يلتفت للجدار ويتحسس مافيه من كتابات)التاريخ يكتبه المنتصرون . عدي: (وهو يدق بالدف ) والمهزومون ايضا حتى ولو بعد حين مسر حيات عدي المختار تقدم فكرتها وشخصياتها دون تعقيدات واهمة ويتجه احيانا صوب الوعظية ليزيد من تأثير الجانب الرؤيوي حيدر: لو اننا فهمنا الله جيدا ماكنا هاهنا نندب السنين والليالي . عدي : بعد كل ذلك علينا ان نفهم بان الله فرق بين قائد الدنيا والدين ..ونحن خلطنا الحابل بالنابل فكان ما كان . حيدر: (بخوف) لا تحاول التفكير بصوت عال تعد الرؤيا سبيلا مهما من سبل الافصاح ووسيلة من اهم وسائل الاقناع تدخل بواسطتها الحكمية الفلسفية عدي :ـ الضمير منجاة الشعوب ) اما في مسرحية ( المحنة ) قدم الكاتب القصة الواقعية لأغتيال الشهيد الاول ( محمد باقر الصدر ) حاول المختار عدي ان يلج خصوصية الشهيد من خلال شمولية المشهد العام ( مظاهرة عامة ـ مداهمة امنية مسلحة ـ معتقل ) فيذهب باتجاه المنحى الرؤيوي بواسطة الصراع القائم بين قوى الشر وقوى الخير بين قوى المعارضة وقوى الامن من ذيول السلطوية المريرة ، حاول المختار البحث في الماضي القريب وامتداداته ومناقشة الواقع بلغة مكثفة واعية تطرح النموذج التعبيري والشخصية والحدث الدرامي الذي هو المسعى التضحوي بصبره وصموده ومعاناته وتضحياته والمتميز في انجاز المختار عدي المسرحي هو جرأة الطرح التي شكلت رؤيا قائمة بذاتها على نابض فكري يذهب الى محورين .. انتقاد الوضع القائم وصياغة الجوهري كامتداد شرعي لموروث انساني مقدس ,,, المحور الاول ... انتقاد بعض الشخصيات المخترقة للحوزة فدخول رجلين معممين على الشهيد الصدر وهما يحملان تهمة الخيانة .. رغم جرأة هذا المفصل الا انه شكل ثيمة ورؤيا جريئة الشهيد ( يقبض على لحيته ويبكي ) لقد شابت هذه من اجل الاسلام أفأتهم بالعمالة لأمريكا وانا في هذا الموقع ؟؟!!! الاول : (بسخرية ) كفاك تمثيلا .. ستجرنا جميعا للتهلكة .. اصبح كل من ينتمي للحوزة متهم بالخيانة وكل هذا بسببك !! ) المحور الثاني :ـ السعي لخلق الموحد الجذري لهذه الشخصية التضحوية فاستثمر المختار عدي .. قيمة الشهادة ليقترب بها من صنع محوره الجذري ،فقد ارتقى الشهيد الشهادة بنفس الرؤى التي ارتقى بها سيد الشهداء الحسين عليه السلام الشهادة .. الشهيد : نعم هذا طريقها عسى ان يستثمر الشعب دمي لاقامتها وبهذا خدمنا الاسلام حتى لوكان ثمنه حياتنا ولا افكر ابدا بنصر سريع) لنتأمل في قيمة هذا الاحتواء الفكري للمفهوم التضحوي الحسيني .. لقد قدم عدي المختار رؤاه بطرق مبدعة فاعلة حاز بها روح المنجز الرؤيا التي ترينا ما وراء اللغة .
آليات الخطاب المخصوص والمحمول في عرض مسرحية “دعبول والمارد الأكول” بقلم الكاتب والمخرج حيدر عبد الله الشطري يتشكل الخطاب المسرحي في مسرح الطفل من خلال طابعه الخاص وهويته التي تتسم بها وكذلك نوعية الوظائف التربوية والتعليمية والترفيهية التي يؤديها والتي بالتالي تحدد الهدف الأساس له والغاية التي يسعى اليها العاملين فيه. انطلاقا من ذلك دأب العاملون على عرض مسرحية ( دعبول والمارد الاكول ) ان يكون خطابهم الجمالي والتربوي معتمدا على هذه الركائز المهمة لاقتراح عرض درامي مسرحي موجه للأطفال. النص :- فقد اعتمد كاتب النص الكاتب عدي المختار على لغة بسيطة مستقاة من الكشكول المعجمي للغة الطفل ولم يكن يحتاج الى لغة قاموسية لا يفهمها الطفل واعتمد على مفردات يومية متداولة منحوتة بشكل تثير هواجس الطفولة نحو البحث والاكتشاف الذي يكون في متناول اليد وليس صعب المنال . فهي لغة وصفية اشارية تحدد المعنى بصورة واضحة وجلية استهدفت الفئة العمرية (8-15)سنة. اقترح النص موضوعته التي اثارها مراعيا أيضا الفئة العمرية المذكورة بعرض موضوع خيالي أساسه السفر الى عالم اخر عبر وسيلة نقل معتمدة لذلك .فاتسمت حبكة النص بالركون نحو بالبساطة والابتعاد عن التعقيد فالسبب والنتيجة واضحان ويتضحان بصورة جلية وليست مضمرة. يبدأ النص بعرض موضوعته علي سعي دعبول وصديقه نحو البحث والاستقصاء حول ما يمنعه الجد من اطلاعهم عليه وما يترتب على ذلك من نتائج غير مأمونة والتي سيطرحها النص لاحقا باعتبارها أساسا لصراع ما بين مشيئتين كل منهما تبحث عن الحقيقة وان اختلفت زاوية النظر . وقد تأسس هذا الخطاب على فعل ربما لا يقبله الطرح التربوي المخصوص لنص مسرحي موجه للطفل وهذا الفعل هو السرقة التي يقوم بها دعبول وصديقه لجهاز الحاسوب العائد للجد مفتاح والتي ظهرت في خيال الظل في بداية العرض , وقد كنا ننتظر ان يتأسس خطاب هذا النص على سلوك إيجابي فاعل وكذلك فعل تبريري مقنع يوضح أسباب إخفاء الحاسوب من قبل الجد عن احفاده باعتباره جهازا من الممكن الإفادة منه في توعية وتعليم الأطفال فيما لو تعرفوا على اسراره وخباياه وكذلك كونه الجهاز الدال على المفتاح الذي يفتح مغاليق الحقيقة الغائبة . اشتمل النص على الكثير من الإشارات الكوميدية التي طرزته من خلال الملفوظ الحواري الذي يركز على المفردة التي يكتمل معناها ودلالتها الكوميدية باكتمال فعل التلقي بين الباث والمستقبِل وكذلك في الإشارات الحركية التي تشير الى ذلك. ولكي تتماهى رسالة النص وتتسق مع شعار المهرجان المعلن والذي يدعو لبناء جيل ينهل من منهل الشهادة والثورة الحسينية في معانيها السامية انسحب النص باتجاه تأكيد هذه الرسالة عبر عملية تفسير الحلم التي قسرت من اجل ان تتطابق مع ذلك. وهكذا يتجه النص نحو تأكيد ثيمته الرئيسية التربوية في توجيه الطفل نحو اهداف نبيلة يسعى اليها خطاب مسرح الطفل دائما. نص العرض : اجتهد مخرج العرض في فهم اليات المعالجات الاخراجية المعمول بها في هكذا نوع من المسرح وذلك بتسليط الضوء على التشكيلات البصرية لفضاء العرض على حساب غيرها من الاليات التي تؤسس لخطاب العرض. فسعى بذلك الى تأسيس وتأثيث مكان العرض عبر لوحات صورية ثابتة بمساعدة الإضاءة للبيت وكذلك لقصر الملك والتي رُسمت معالمه من خلال الداتا شو دون اللجوء الى تجسيد ذلك عبر ديكور مسرحي مباشر يعبر عن ذلك . واقتصد صانعوا العرض في طريقة تقديم عناصره وابتعدوا عن تحشيد الفضاء بما يراكم مكوناته بشكل زخرفي وادخروا كل ما يحتاجونه لذلك في اللحظة الدرامية المتحفزة لتعزيزها فلم تستخدم سوى الدراجة والكرسي والبالونات التي انتقل عبرها الممثلون الى الزمان والمكان الاخر . حاول مخرج العرض الفنان عبد الحسن نوري ان يعمل على ان يكون عمل الممثل متسقا مع السمات البدنية والنفسية والعمرية للشخصية , فنجد ان شخصية دعبول وصديقه حسن والتي تتسمان بخفة الحركة والظل واللذان كانت حركتهما بالتوافق مع ذلك , وأيضا شخصية المارد السمين التي تجنح نحو الكوميديا غالبا في أدائها الحركي والشكلي والتي وفق المخرج في اختيار زيها بما يوحي من دلالات تشير الى أدوات التواصل الاجتماعي الالكترونية والتي تسيطر على العلاقات الإنسانية حالي ( فيس بوك ,تويتر, وغيرها ) والتي أشار اليها المخرج اكثر من مرة باعتبارها أدوات تواصلية وتفاعلية بين الناس في الانتقال عبر (غوغول ) الى اقاصي بعيدة . وكذلك لم يدخر المخرج من جهد في تطويع ادواته في الاستفادة من إمكانيات الخشبة بكل مكوناتها في رسم معالم عرضه بصورة جيدة لكنه لم يستطع ان يقدم مشاهدا متعددة وفق الانتقالات المتعددة للشخصيات بطريقة سلسة ومنظمة وبإيقاع منضبط وفاعل وانما وقع في فخ التراتبية في عرض المشاهد المتعددة بفعل عدم توفر الإمكانيات الفنية لذلك مرة ,وأخرى بسبب غياب الفعل الاخراجي الذي يجب ان يعمل على سد الفراغات وتلوين البياضات المتشكلة في بنية العرض. وهكذا استطاع كادر مسرحية دعبول والمارد الاكول ان يقدوا لنا وجبة مسرحية اشتملت على الكثير من اشتراطات العرض المسرحي للطفل بجهود استثنائية من الجميع .
في ..لا رجولة في زمن العنف بقلم الكاتب قاسم ماضي فغيرة الوضيعين ماتزال أكثر قوة في مسرحية ” لا رجولة في زمن العنف ” للكاتب المسرحي عدي المختار يقول ” ت. س . اليوت ” في مسرحيته الشهيرة ” قتل في الكاتدرائية “ الغيرة تأكل أحشاء الشيطان ص51 ذلك التوحد الجميل بين الذات ، والفعل المقدس ، هذا باختصار ما تعالجه المسرحية ” قتل في الكاتدرائية ” لا أدري لماذا يذكرني موقف رئيس الاساقفة هنا بموقف الفيلسوف اليوناني ” سقراط ” ولماذا يكون هناك ضحية ؟ هكذا يقول المترجم ” مُيّسر الخشّاب ” في نهاية المسرحية التي كتبها ” اليوت ” ويبدو هذا الصراع الذي يخُيم على أبناء البشرية منذ صراع ” هابيل وقابيل ” لم ينته بل على العكس يزداد يوماً بعد يوم ،وهل يعتقد كٌتاب المسرح أو القصة أو الرواية أنهم سيقضون على هذا النزاع الذي شكل غولاً كبيراً في نفوس المبدعين عبر ما يكتبوه على الورق الأبيض ، وهم يلامسون الواقع المعاش الذي خيم عليهم بالموت والدم والقتل ، الذي أزهق أرواحا كثيرة من بني البشر دون سبب أو أقتراف للجريمة أو الحديث عن شيء يمس الملوك والامراء وأصحاب القرار ، بل قضى حتى على الصامتين من الذين فضلوا النأي َ عن دائرة الجدل ، لأنهم لاذوا بلغة الصمت كوسيلة إنقاذ والابتعاد عن كل ُ ما يفقد حياتهم ،ورغم مايقال عن الشعوب ، الا أن هذه الشعوب هي ولودة في خلق أناس من صناع الجمال على مدى العصور ، وكما قال الروائي المعروف ” عبدالرحمن منيف ” الصمت لغة ،فجاء الكاتب الشاب المبدع ” عدي المختار ” ومن خلال النص الفائز بالمركز الأول في جائزة ” دار الشؤون الثقافية التابعة لوزارة الثقافة العراقية ” وهذا النص ” لا رجولة في زمن العنف ” يقدم لنا طبخة شهية فيها الكثير من الخيال الذي استمدهُ الكاتب عبر قراءته المستمرة والمفعمة بقضايا تمس الحداثة والتقدم و إشكالاتها ، بل هي بإعتقادي رسائل إلى الاخر الذي ينمو في عقله الخراب والقتل الوحشي الذي يرفضه الكاتب ، هذه مفردات المحبة والسلام في عالم لا يكترث لها ومن خلال شخصيتين مهمتين هما ” الرجل + المرأة ” وبالتالي لماذا أختار المرأة هي الضحية ، وجلادها الرجل ، هذا الصراع الذي تحدث عنه كبار الفلاسفة والمبدعين ومنهم ” اليوت ” في مسرحيته الشعرية التي أراد لها أن تدخل العقل وتصبو إلى تفعيل الحياة ، وهنا يتلاعب ” المختار ” ويطالب بمنح المرأة حقها و إعادة لها بيتها ،وهل السلطة الذكورية هي التي تمارس العنف مع هذا الكائن اللطيف ، أو مايسمى الجنس الناعم ،هذه الرحلة هي إنصاف وعالم الحقيقة المرة والدفء بالاضافة إلى الرومانسية المشتعلة في دواخل الشخصية ” المرأة ” وهو بالتالي ينطلق من الحياة اليومية ولم يكتف بهذا بل راح يغوص في المخزون التراثي الأدبي والفكري ، حتى يتماشى مع الواقع الذي نعيشه ، وتسديد فاتورته التي أصبحث ثقيلة على كواهل مبدعينا ، هذا النص على ما أعتقد جاء بعد مخاض طويل وفيه حوار مدروس بين الشخصيتين ” المرأة + الرجل ” وهما يشكلان المحور الرئيسي في هذا العمل ، نجد ومن خلال المشهد الأول صراع الولادة وهي تعني إستمرار الحياة ،ومن خلال إستخدام قطعة قماش بيضاء ،وأخرى حمرا ء ، تمتدتان بشكل طولي من أعلى عمق فضاء المسرح ، منتصف المسرح ، وكأنهما متدليتان من السماء ، وهذه دلالة سيميائية مهمة لإرسال بعض الشفرات عبر العلامات والالوان ، لخلق هامش أوفضاء يطلق العنان لمشتغلي النص المذكور في الأبحار في عملية الخلق والابداع واستنباط استنتاجات جديدة مرتبطة برؤآهم حيال مضمونه ، وكما هو معروف عند جميع المشتغلين في المسرح ، وخاصة الذين يريدون التجديد من خلال البحث عن مضامين وأشكال جديدة والبحث عن ما هو جديد في سبيل تقديم ما هو مفيد وجميل للمتلقي ، بإعتباره هو نص أدبي مكتوب على الورق ، وبالتالي هو تركيز الضوء من خلال متعة معرفية كما فعلها ” المختار ” في نصه الذي أراد له أن يخرج إلى النور ، وهو يكشف عن مواطن الخلل في أوطاننا المتعبة التي تنتشر فيها الكثير من العادات السيئة والمقرفة التي تداولها الإرث العراقي الفطري الطافح في نفوسنا المريضة ، وهو المبصر بها ومحدد المشكلة بعيداً عن الحشو والتلفيق ، وعند تناوله لشخصيتين مهمة في المجتمع العراقي هما ” الرجل +المرأة ” هو واحد منه يعبر عنه وهو لسان من ألسنة حاله ،مما جعل بيننا حميمية ونحن نقرأ النص وموضوعة الطرح التي كانت تتصارع في مخيلة الكاتب ، في المشهد الثاني كان المؤلف ” المختار ” كان عمله مستساغاً بعيدا كل البعد عن السرد والخطابة والوعظ والتكلف وكذلك الابتذال واللفظ والتعقر والتعالي على الجمهور ، كما يفعل الكثير من كتاب المسرح هذه الأيام ، نجد في معظم المشاهد هذا الصراع الذي يلف عقول الكثير من رجال هذا العصر ،والكاتب يجابههم في كل تحد ٍ وصراع فكري تنسجه المخيلة ، في المشهد الثاني هذه الحورات الرجل ” لاردة في أن يكون الرجل سيد المرأة ، والمرأة جارية للرجل ، بل الردة ” يحمل قطعة القماش ويلفها على يده كأنها سوط ” المرأة ” تحاول التمايل في المسرح للإقناع ” الشمس خليلة القمر ” بحزم له ” من يعجز منهم عن تبديد الظلمة وهو يقدم لنا حواراً متنوعاً وحسب الأحداث التي سار عليها المؤلف ، ولو تعاملنا مع الحالات النفسية ، كي نظهر البعد النفسي للشخصيتين نجد المونولوجات الفردية التي اشتغل عليها بدراية واعية ، وكأنه طبيب نفساني حاول الولوج إلى عوالمهم التي تتنفس فيها روح المجتمع العراقي ، وهذا يذكرني في إستطلاع ظهر حديثاُ بين نساء العالم فظهرت المرأة الكندية الأولى من حيث نيلها لحقوقها ودورها المؤثر في المجتمع في حين حلت المرأة العراقية الأخيرة من ناحية عدم نيلها لحقوقها المدنية المشروعة ومحاولة تحجيم دورها بدواع ٍ مختلفة ، وهو يُسّير أحداث عمله المسرحي تبعاً للشخصيات بعيداً عن مساحة الدور ، حتى يظل يحقق المتعة الفنية والفكرية للقارئ ، وكل كلمة وظفها في مكانها ” المختار ” لها وظيفتها في خلق أجواء تثري العمل المسرحي ، الرجل ” يخرج من بين كتبه دستور البلاد ” خليلتي بالفراش ” يضحك ” بالفراش فقط بعيدة عن الحكم والدولة المرأة ” وهي تقف يسار المسرح نصف دائري ” حقي هو ان اشاطرك الدين والسياسة ” تحاول الإمساك به ” مثلما أشاطرك الحب والرغبة ولا غرابة في تهميش المرأة العراقية في المشاركة في مواضع صناعة القرارات المهمة فوجودها في الاروقة السياسية لا زال هشا ً لا يخرج عن كونه إكمال ديكور فحتى الآن لا دور حقيقي يذكر لها ، والأغرب من ذلك كله هو اننا حتى في مغترباتنا نشهد الواقع نفسه فالمرأة العراقية مغيبة تحت عناويين مختلفة منها العرف الاجتماعي البالي الذي أعيد التعاطي به هنا وتارة تحت عناوني دينية لذا بقي دورها هنا ايضا محدودا ضمن فضاءات ضيقة جدا ً في خريطة الحراك المدني للجالية العراقية تحديدا ً .
أبداع المختار.. مع سبق الأصرار بقلم - الشيخ عبدالسلام الكعود المغرب كثيرأ ما نكتب عن المنتخبات والاندية العراقية لكرة القدم،، فتارة نمتدحها واخرى نشهر سيوفنا عليها ،، وثالثة نهيم بوصفها فتتداخل الصور والاحداث ونكتب باسهاب عن كل شاردةً وواردة الأ انا نغفل الكثير عمن يكتبون عن شجونها فمنهم ولا اريد ذكر الأسماء ( كان وأصبح ، وأمسى ) لسان حال من يدفعه للكتابة عن هذا وذاك وبكل الظروف المناخية السابقة والحالية واعتقد حتى المستقبلية ،، وشخصياً احتفظ بمكتبتي الرياضية نسخ من صحيفة البعث الرياضي لاعلاميين كتبوا عني زوراً وهم لم يكونوا بموقع الحدث واخرون منحوا نوط النفاق لانهم خطوا عنوان طردي من الرياضة منتصف تسعينيات القرن الماضي،،، لان سيدهم انذاك أمرهم بذلك ،، لكنني لم ولن اكترث لهؤلاء المنافقين لانهم غارقون بركب الموجة متى ما حلت ،، ولاننا نحن الاعلاميين لم نكتب يوماً عن الصالحين والطالحين منا ،، ولم نفي قدر المبدعين من زملائنا ،، ولم نسبر بعمق الاحداث كلها ونجمع شتاتها ،، فلابد ان نعترف جميعاً وانا منهم ان اقلامنا تصاب بالعقم أحياناً ،، أعود لعنوان مقالي هذا والذي اتحدث به عن احد الزملاء الشباب وثورته الثقافية والتي اطلعت عليها هنا بالمغرب وهو يقدم ( لوحة ابداع من ميسان الى مراكش ) ،، انه نص مسرحي لمبدع عراقي اسمه عدي المختار اخ وزميل وصحفي رياضي لكن ثورة ثقافته تعدت حدود الوطن فصرخت أهاتها وأكتلمت صورها الابداعية وانا ارى شخوص الممثلين المغاربة يقدمون نصها ،، فحضر كل الوطن أمامي لتنهار دموعي على فراق بلدي ولاقف مع لفيف الجمهور أصفق لابداع ابن العمارة (عدي المختار) ،، ولاتذكر كل الطالحين من اغرتهم واخافتهم بنفس الوقت سطوة الجلاد ابان حكم الاستبداد ،، لكن زميلنا المختار كان له موعد سبق وأصرار فرفع هامات العراقيين جميعاً بنصه المسرحي ( لا رجولة ،، في زمن العنف ) ،، حتى ان العرض لهذا النص اعيد وتكرر بالكثير من المدن المغربية وأصبح الجميع يبحث عن المؤولف العراقي كي يبحث عن عمل وابداع اخر لكن ما أزعجني عدم حضوره شخصياً كي نحتفي به جميعاً لانه من حمل راية العراق الثقافية في مملكة المغرب الشقيقة ،، قد اكون أختصرت مساحة الالق التي شعر بها كل عراقي في المغرب لما قدمه اخي وزميل المهنة معي ــ لكنني واثق ان مساحات شاسعة سيرثيها من عطائه الخضب ،، فمبروك لكل من يحب العراق بهكذا عطاء ومبروك للعراقيين جميعاً بأصرار عدي المختار على تجاوز البحار ليحط مركبه الثقافي على شواطئ المغرب والتي صعب ان ترسي محطاتك عندها الا اذا تملك فراسة الابجدية لكثر السواح والزائرين وولع المثقفين بالمكوث بها ،، لكننا لنا مكانات واسعة لاننا ابناء العراق اللهم احفظ العراق وأهل العراق
قشعريرة نساء في البرزخ للكاتب عدي المختار بقلم: علاء الباشق / كاتب وناقد عراقي هكذا فقط يمكنني ان اصف ما اختلج في صدري من عاصفة هذيانات وانعكست على اسفل راسي قشعريرة او قل تيار حزن كهربائي، وانا اطالع نص “نساء في البرزخ” لعدي المختار . اردت ان امسك النص واضعة في زاوية من الذكريات الحربية التي مرت علي في هذا الوطن . ولكن الزاوية لم تتسع كان اكبر ولا اعرف لماذا تذكرت وانا اقرئ هذا النص؟. نصا اخر هو “الحب في زمن الكوليرا “لغابريل غارسيا ماركيز .حيث ولا اعرف السبب رأيت في كل الشخوص النسائية في المسرحية شخصية البطلة (فيرمينا ) التي بعد السبعين وبعد زواج خمسين سنة ظلت تحتفظ بمشاعر الحب والعشق لحبيبها الاول (فلورنتينو ) رغم الحرب ورغم الالم كان الحب اقوى هكذا هن نساء في البرزخ مايجذبهن الحب ما يوحدهن في المعانات العشق عشق رجالاتهن الراحلين في الحروب وعشق اولادهن السائرين الى الحروب وهوس الوطن . من هنا عرفت ان النص برزخي كأسمة ينطبق على الماضي والحاضر وعلى العراق و معاناة نسائه وعلى اي معاناة اخرى بسبب الحرب .. فالحرب تحفر عميقا في ذاكرة الشعوب والافراد انها سهم يصيب قلوب الجميع الاموات والاحياء . او كما قال المؤلف .(( فلهيب الحرب لم تكتوي به الا الارحام التي تعودت .ان تلد وتزف…تلد وتهدي …تلد وتدفن)) وهكذا هي بالفعل . واذا عدنا للنص الذي جذبني واياكم للحديث عن الحرب . نراه نصا متدفق يجرفنا بمشاعره حتى انك لا تكاد تشعر انك تقرأه وانما تتخيله… شخوصه كل يحمل رؤياه عن ذات الوجع ودلالة ذلك الاغنية التي تتشاطرها النسوة على اختلاف اعمارها . . وللنص شطئان فتارة يرمينا لشاطئ الذكريات الموحشة وتارة يرمينا على شاطئ المستقبل المبهم وتارة يحملنا الى تداعيات وانثيالات شخوصه، التي اعتقد انه يشار الى كاتبها بالبنان لأنه استطاع ان يعيشها في خيالاته وينقلها لنا حروفا موشات بالدموع . وان كان مأخذي على النص انه متشائم وضعنا في مثلث الماضي والحاضر والمستقبل ثم صبغ الجدران باللون الاسود . الا ان هذا لا ينفي ان اسلوب السرد الذي امتاز به الكاتب كان رشيقا ومتناسقا ومحبوكا بشكل جيد . والحوارات كانت كأنها كرة تتقاذفها الشخوص بلمسة واحدة . فلا تمل ان تنصت وانت تقرئ وتنتقل من حوار الاخر حتى تشعر ان المؤلف دائم تسديد الاهداف الى قلبك وعقلك . فتارة يسدد حكمة الى عقلك على غرار ((الولادة هي زمن لابد منه …زمن تختفي فيه خطوط الطول والعرض ..وتدق فيه طبول الحذر)) ولكني احسست انه لا يشير الى ولادة الطفل وانما ينطلق منها رمزيا الى ولادات اخرى وخطوط طول وعرض مختلفة . وتاره يسدد الى قلبك على غرار ((ارميه ولا تخافي…فله وطن يحميه )) ولنا ان نسأل هنا هل الوطن يحميه ام يذبحه حسب النص ؟ . وباتجاه اخر الجانب الديني الذي تناوله النص او رؤيا المؤلف عن الدين فكانت ترى ان الدين مسالم وبسيط ويرفض الدم وهنالك من يستغله لصالحة ومن الدين الى المعاناة الشخصية الى اثر الحرب يدحرجنا الكاتب ما بين ضفافه ولذلك ارى انه نص ثر وغني من ناحية الجوانب التي تناولها واوقفنا على عدة مناطق مهمه ومؤثرة . وللنص اكثر من وجه فاذا شئنا قرأناه على انه صراع ما بين الفحولة والانوثة وهكذا نكون ظلمنا النص وتناولناه بسطحية تامة . واذا شئنا جردناه من مفاهيم مستعارة الايصال فكرة اتخذها الكاتب اداة . كمفاهيم الفحوله والانوثة والارحام لنصل الى مستوى اخر من فهم النص باعتقادي انه ما ارادة الكاتب . نساء في البرزخ نص جدير بان يجسد على خشبة المسرح مع المحافظة على روحة وتدفقاته السردية و الحدثيه . وهو نص جدير بالقرأه للمتعة او للتفكر فهو برزخي المناطق والاحداث والمشاعر .
كتابة الواقع في نصوص عدي المختار بقلم- علاوة وهبي/ ناقد جزائري هو شاب من شباب العراق الباحث عن موقع له في الحركة المسرحية في بلده اولا وفي البلاد العربية ثانيا وقد حقق بعضها اذ عرضت له اعمال خارج العراق في مصر والمغرب والجزائر. تجربته في الكتابة لا تتوقف عند النص المسرحي فقط، فلقد جرب الكتابة في انواع غير المسرح كالسنيما . وهو اعلامي .وما لابد من ملاحظته او الذي لاحظته انا ان اهم الاسماء ابداعيا فيما وقرأته من اعمال جاءت ميدان الابداع من بوابة الاعلام . ربما لان الاعلام يجعل الشخص يكتشف اشياء لم يكن يعرفها ولن يعرفها خارج الاعلام ، وكذلك لان الاعلام يمكن المشتغل في حقله من اكتساب اللغة السهلة والممتنعة وسرعة الكتابة. واجادة الحبكة. وكل هذا متوفر في الكاتب عدي المختار .الذي يشق طريقه في كتابة النص المسرحي بثقة واجادة . وعدي الذي لم يتجاوز العقد الرابع من عمره فهو من مواليد 1980 بمدينة البصرة ما زال امامه الطريق طويلا ليحقق الكثير من احلامه في كتابة نص مسرحي يتجاوز اسلافه ويظيف عليه .عدي كتب النص المسرحي للكبار وكتبه للاطفال .كما كتب المونودرام والديويو درام والبانتوميم وخلافه. بمعني انه جرب كل الانواع المسرحية. وقد اجاد في كتابة اغلبها .كما كتبالسيناريو .واخرج كذلك وله فرقة مسرحية ويخرج بعض الاعمال لها هو اذن فنان شامل..والشمولية تعطي صاحبها امكانية النجاح اكثر. وعن الكتابة للمسرح ومتعتها يقول عدي: “متعة كل عمل فني تكمن بمدي المجازفة والمغامرة التي فيه والا ما فائدة الاعمال الفنية ان لم تأتي بجديد وبجدل الاثارة وتقول لم يستطع احد البوح به” هكذا يفهم عدي المسرح وهكذا يريده .لان المتابة المسرحية مغامرة ومغامرة جميلة وتحتاج الي الجراة لقول حتي الذي لا يقال ..اذ يقول بعض نقاد المسرح ان العمل الذي لا يقلق ولا يستفز المتفرج ويجره لطرح الاسئلة هو نص فاشل حتي قبل عرضه علي ركح المسرح .النصوص التي قراتها للكاتب عدي وهي اربعة: 1..ثوار الورد 2..شيزوفرينيا 3..اوركسترا الرصاص 4..لا رجولة في زمن العنف اربعة نصوص تدفعك الي التساءل لا محالة من خلال الذي تتحدث عنه كان تدفعك الي القول وبعد ماذا..لان الموضوعات التي تطرحها هذه النصوص مأخوذة من الواقع المعيوش في الوطن العربي وما حدث ومازال يحدث فيه او الذي حدث في العراق بشكل خاص, وكاني بعدي يوثق لكل ذلك فنيا بمعني ان نصوصه هي نصوص توثيقية تسجيلية للحدث، مما يحعل مسرحه اقرب الي مسرح بيتر فايس التسجيلي . ومن الاهمية مثل هذه النصوص ولكنها من اصعب انواع الكتابة المسرحية فهي تحتاج الي الكثير من الحذر لانها ما تزال احداثها قريبة مز الناس وما تزال حية الحذر وتوخي قول الواقع دون زيف مهي من سمات هذا النوع ولكنها لا تخلو من الجماليات الفنية الضرورية لها مثل ضرورة الماكياج للمراة. وعلي الكاتب معرفة نوع هذا الماكياج الذي عليه اضافته لنصه دون تشويه الواقع الذي يمتبع ويوثق له في نصوصه. عدي المختار وفي هذه النصوص الاربعة نجح الي ابعد حد في هذا رغم ما قد نشعر به احيانا من التقررية او المباشرة العارية في بعض هذه النصوص. الا انها في رأي كانت تقريرية ايجابية ومباشرة رغم تعريتها وحتي قساوتها خدمت عدي ونصوصه في قول ما لم يقله غيره . مسرح عدي المختار فيالنصوص التي قراتها هو مسرح حدث الواقع الحي الذي نعيشه او عشناه يوميا من انتفاضات الشعوب في ماوسمي بالربيع العربي الي ظاهرة الارهاب التي عرفتها اغلب الدول العربية الي الفتاوي المغرضة والي تلك التي تدعو الي المجتمع الذكوري وقهر المراة وحتي استعبادها والتي لا تري فيها سوي كونها كائن لا دور له في الحياة سوي اشباع رغبات الذكر والخنوع له. الي تلك الاحداث التي عرفها العراق بشكل خاص منذ سقوط نظام صدام حسين وهذا الموضوع موضوع مشترك بين كل كتاب النص المسرحي في العراق الحالي. عدي المختار هو اذن واحد من شباب كتابة النص المسرحي الجديد في العراق، وكاتب يوثق لاحداث وطنه بالمسرح . انه يكتب واقع العراق اليوم مسرحيا مما يعطي لنصوصه موقعا خاصا في كتابة النص المسرحي في العراق . رغم بعض التمردات علي الواقع والملموسة في هذا النص او ذاك. يبقي في اعتقادي عدي هو المسرحي التسجيلي وكاتب الحدث في المسرح بالعراق علي عكس اقرانه تماما مما يعطيه تفردا بينهم.
قراءة في نص مسرحي..(ليلة ضياع الشمر) للكاتب عدي المختار *علي حسين الخباز (هو أحد النصوص الفائزة في مسابقة المسرح الحسيني العالمي لعام 2014م الذي اقامته العتبة العباسية المقدسة) تشكل واقعة الطف الحسيني المبارك مادة غنية للأدب كتاريخ له مساحة وجدانية واسعة في ذات التلقي، ولها يقظة شعورية محفزة للتعالق الوجداني، وواقع مليء بالأحداث الفاعلة من رموز السلب والإيجاب، وهذه بحد ذاتها مؤثرات تترك مساحات واسعة لاشتغالات الخيال، وخلق المعادل الموضوعي، ومن ثم اسقاطات الواقع الضميري على الواقعة، لوجود الصراع الذروة في معناه، ليصوغ من الأدب ما يشاء من اثارة ومتعة، ويستخلص منها دروس الحكمة والتصابر، وبالمقابل ما يعاني المجتمع البشري من فوضى الجشع لصياغتها أثراً أدبياً يبتعد عن سرديات العرض المباشر للوصول الى ذهنية التلقي، ومسرحة الواقعة لها جانب فكري مرتبطا بقيم النهوض الحضاري الانساني، ولها رسالة فكر سامية، تحظي بالشعور الجمعي. الكاتب المسرحي ليس مؤرخاً، وإنما يعتمد على الحدث التاريخي، ولهذا نجد ان لكل كاتب اسلوبه الخاص بالتعامل مع حيثيات الواقعة التأريخية، والكاتب عدي المختار في (مسرحية ليلة ضياع الشمر) سعى لاستخدام العديد من الاساليب التي تظهر قدرته الابداعية مثل استخدامه للزمن المفتوح، والزمن في الدراما المسرحية يرتبط بمؤهلات الحراك النصي الذي اختاره الكاتب عدي المختار خروجاً من أسر الحدود الزمكانية وهذا ايمان بأن زمنية الطف كواقعة غير محددة بزمن، فهي ما زالت قائمة وعناصرها ممتدة كأطياف تابعة لرموز الحدث الأساسي والزمان من المحاور الاساسية في النص المسرحي، وعدم تحديده يعني اظهار الأبعاد الجمالية والايحائية لبلورة الدلالات. ومن مميزات الزمن النص المفتوح، لتجاوزه على القولبة الجاهزة في نمطية المسرحة، فتتوهج شعرية النص المسرحي عبر مساحات التخييل والتكثيف والانزياحات المكتنزة بدلاليات اللازمان، ولذلك نجده ارتكز في مسرحيته على التضاد (الدلول × الشمر) والمعادلة الصوت الحسيني وحز الرؤوس، كفعل مسرحي لا يعني قص الرؤوس الفصل عن الاجساد بل حز الفكر عن الفعل الحياتي، وهذا سيظهر الخطأ الذي سقط فيه الشمريون عندما ظنوا أن حز الرؤوس سيميت الفكر. بعض المسرحيين ما زالوا يتخوفون من استثمار وتوظيف الطاقة الشعرية داخل النص المسرحي، بينما ممكن للمسرحي امتلاكها لتقوية التصاعد الدرامي، دون ان يترك مجالاً للشعر يجعله قادرا على امتصاص الفعل الدرامي، وانما اتصلت شعرية النص بالنسق الداخلي، فأصبح بوح الشمر يعري موقفه الذليل اثر نفسين، اولهما: الجهل فالشمر لا يعرف معنى ان يكون هناك في الآخرة حساب، والشمر الثاني: يجهل سبب العذاب الأخروي. وأما النفس الثاني يتمحور حول مفهوم الانا المريضة، ومن هنا تأتي صياغة الدلالة الشعرية في عمق المسرح بارتكازه على دوران الناعور والذي كان تسخيرا ذكيا لتعالقات الزمانية تتمتع بالثراء الدلالي، ويشكل فضاء معنوياً، فالناعور دوار وللاستقرار يظهر نوعية التحولات الفكرية لكل (أنا) فردية، كانت او جمعية المفهوم الجوهري لمعنى التكوين: كالتفكير السلبي للشمر على مقولتي (نحن لم نخذل الحسين) أي نحن لم نبعث خلفه رسائلنا أن تعال، ولم نخدعه بالرفض والقبول، وإنما كنا صريحين بالعداء، والمقولة الثانية (القلوب معك والسيوف عليك)، فكان الناعور يرسم تكوينات الزمن الشعري، والزمن النفسي وتحولات هذه الازمنة الى الزمن الخاص في النص المسرحي: (الحاضر، الماضي، المستقبل) مزيج من تحولات فكرية. الناعور اعادة احلام السلب ليتغنى بخنوعه وانتقاصه المستمر للنساء، فهناك مفهومان للحر المفهوم الاول عندنا هو رجل شجاع وثائر انقلب على واقعه وخلد نفسه حراً أبياً، أما المفهوم الثاني الذي عندهم فهو رجل جبُنَ فخان، بهذا يصبح الناعور الدليل على ان الحر منصور وان عقله نصره. وأسلوبية الحوار الشعري في النص المسرحي فتح آفاقاً رحبة للمتلقي لتكوين ومضات ابداعية تؤثر في وجدان المتلقي وعقله ورؤاه، واعتبره النقاد من الأساليب المهمة للمواقف الدرامية التي تسمو في الموقف الدرامي ليثير التعبير الاحساسي والشعوري والتلوين الادائي. شعرية النص في المسرح تكشف عن الرغبات والصراع من اجل خلخلة القناعات، من اجل خلق فكرة مقنعة، يرى بعض النقاد أن شعرية النص المسرحي وضعت لخلق ثيمة فكرية في عقلية المتلقي، ومن ضمن تلك الجمل الوامضة التي بثت في روح النص (غيري معالم الصمت) فلقد وجهت الومضات الشعرية داخل النص المسرحي، يعني خلق لحظة او مشهد أو موقف أو احساس شعري، خاطف يزيد رصانة النص، ويولج المتلقي الى عمق الحدث. جاء في نص (ليلة ضياع الشمر): (كل زمان يخذله فحولته..) ويظهر السعي الاقتصادي انتماء الى عوالم الومضة لتتواشج مكونات النص الاساسية، كومضة (ينحر خيوط الوحي) للومضة الشعرية القدرة على خلق روح جمالية ودلالات تأخذنا الى ما ورائية النص، فمثلاً جملة (ممتعا لحد الثمالة) عندما تصدر من الشمر والناعور يدور فهي تبين خفايا انتماءاته العبثية، واعتبرت الومضات الشعرية تؤثر تأثيراً مباشراً في المتلقي، وتكون بمثابة تلطيف الجو (انين الخيام ارتجازات مظلوم). البعض يرى أن بعض تلك الومضات في المسرح تعمل على شمولية التلقي (قلب يختصر كل القلوب)؛ كونها تصبح قضية انسانية لقلب يختصر كل القلوب، مهما كانت هوية هذا القلب فهي مؤثرة، وهناك الكثير من الومضات الشعرية التي سعى الكاتب لاثارتها، مثل: (عش كدلاء الناعور فملؤه اللعنة وتفرغه الخيبات)، وهناك الكثير من المسرحيات العربية والعراقية كان سبب نجاحها هي شعرية لغتها وما يسميها النقد بفوضى الحواس الذي هو اساسا تجاوز السائد والمبتذل والممكن الى فضاء اوسع، وهناك الكثير من هذه الومضات الشعرية (نخرت حروفي بابا/ عقول صماء/ تعثرت بأنفاسك) وبهذا الشعرية خلقت المسرحية عمقها الدلالي وحققت الدهشة. *كاتب وناقد عراقي
دراسات اكاديمية معاصرة دور المرأة في المسرح الحسيني(مسرحية ليلة ضياع الشمر انموذجا) الدكتور زيد سالم سليمان- استاذ في جامعة بغداد/ كلية العلوم منشور في مجلة احياء التراث العلمي العربي 2017 المقدمة نشأ المسرح العالمي في الحضارة اليونانية الاغريقية متاثرا بالطقوس الدينية وبما كان يعرف باحتفالات الاله ديونسوس، اما في العراق فقد ارتبط المسرح ايضا بالطقوس الدينية ومن بينها طقوس العاشر من محرم الحرام عام 61 هجري والمرتبطة بمعركة (الطف)*الخالدة التي قادها الامام الحسين (عليه السلام) وكوكبة من ال بيته وانصاره لتصحيح مسيرة الاسلام . وتعد واقعة (الطف ) و ما شهدتها من احداث تم تجسيدها فيما بعد بمشاهد حقيقية وعفوية ومؤثرة حدثت على ارض كربلاء المقدسة، وكان هذا التجسيد هو البداية الحقيقية للمسرح الحسيني في العراق، واخذت هذه الطقوس تتطور شيئا فشيئا بمرور السنين والاعوام بفعل التطورات الاجتماعية وحب ثورة الامام الحسين (عليه السلام) ومعها تطورت هذه الطقوس عند اقامة الشعائر الحسينية في كل عام ولا سيما في الايام العشرة الاولى منها. وقد كان للسيدة زينب (سلام الله عليها ) دورا أساسيا رئيسيا في فصول هذه الثورة العظيمة،فكانت الشخصية الثانية على مسرح الثورة بعد شخصية أخيها الإمام الحسين ( عليه السلام) ،فكانت معه في اغلب الفصول والمواقف، بل أنها قادت الثورة بعد استشهاد الإمام الحسين وأكملت حلقاتها ، فضلا عن الشخصيات النسائية التي شاركت في احداث هذه الثورة الخالدة. فلولا كربلاء لما بلغت المراة شخصيتها هذه القمة والتألق والخلود ... ولولا ادوار النساء لما حققت كربلاء أهدافها ومعطياتها وآثارها في واقع الأمة والتاريخ، وقد تجسدت الشخصيات النسائية العظمية في الاعمال التي قدمها المسرح الحسيني واعطت صورة عظيمة للدور الذي كانت تقوم به المرأة في هذه الاحداث وانعكاسه على صورة المراة العراقية ومكانتها في المجتمع ولتتخذ النساء قدوة لهن بعد ان يشاهدن هذا التجسيد في الادوار التي يقدمها المسرح الحسيني . الفصل الاول الاطار النظري اولا: مشكلة البحث والحاجة اليه: يعد المسرح احد اهم من الفنون التي يمكن ان يجسد الملاحم والاساطير والثورات التي يمكن ان تساهم في منح المجتمعات والافراد الخبرة والثقافة والتربية والاقتداء بالشخصيات الاسلامية العظيمة نسائية كانت ام رجالية، من خلال طرح المضامين الكبيرة فضلا عن ما يمتلكه من قوة تأثيرية في المجتمعات. والمسرح الحسيني هو احد اهم المرتكزات الاساسية العظيمة في تجسيد الثورة التي قادها الامام الحسين (عليه السلام) وتجسدت فيها ادوار قادتها المرأة في هذه الثورة عبر نقلها دراميا على المسرح واسهمت في تعزيز دورها في المجتمع والاقتداء بهذه الشخصيات النسائية الاسلامية العظمية التي حملتها رموز الثورة الحسينية . وقد شاركت المرأة الحسينية في نجاح الثورة ونصرتها وتغلبت على عاطفتها في المواقف التي تحتاج إلى التجرد من العاطفة وتنكرت لرقتها في المواقف التي لا تنفع فيها الرقة، وتلبّست عنوان التضحية وتدرّعت بالصبر والاستقامة وصرخت في وجه الباطل ملبية نداء الإمام القائد (عليه السلام). وبالرغم من وجود الكثير من النصوص التي حاولت ان تكتب عن ثورة الامام الحسين (عليه السلام) في داخل العراق وخارجه، حيث تناولت تلك الشخصية الفذة المقدسة والشخصيات النسائية التي جسدتها احداث الثورة العظيمة الا اننا لم نجد فيها ما يؤكد على خصوصية متميزة للمراة في المسرح الحسيني الذي ندعو اليه من خلال سمات التفرد التي نحاول البحث فيها والغوص في اعماقها جهد المستطاع وهذا ما سنحاول بحثه وتسليط الضوء عليه من خلال هذا البحث الذي نقف فيه على الملاحم الاسطورية التي قدمتها المرأة في الثورة الحسينية والتي تم تجسيدها في المسرح الحسيني ، اذ كان لابد لنا من تسليط هذا الضوء على دورها في هذا المسرح عبر طرح سؤال اشكالية البحث في مدى ابراز هذا الدور وتاثيره في المجتمع . ثانيا: اهمية البحث: تكمن أهمية البحث في محاولة التعرف على دور المراة في المسرح الحسيني، إذ إن إلقاء الضوء على دور المرأة في قضية الإمام الحسين (عليه السلام) المطروحة في العروض المسرحية يمكن أن يوضح دورها في المجتمع الإنساني ايضا، ولاسيما في الحركة السياسية والاجتماعية العامة، فالمرأة كان لها دور كبير ومهم في النهضة الحسينية لا يقل عن دورالرجل فيها، ولاسيما إذا أخذنا بنظر الاعتبار الخصوصيات التي يتميز بها الإمام الحسين (عليه السلام) كإمام مفروض الطاعة وله مواصفات خاصة لا يمكن أن يشبهه فيها أحد ، فضلا عن فائدته للكتاب والمخرجين المسرحيين المعنيين بنصوص المسرح الحسيني .. هدف البحث: يهدف البحث الى التعرف على دور المرأة في النصوص الخاصة بالمأساة الحسينية التي يقدمها العر ض المسرحي العراقي، والكشف عن هذه الادوار . حدود البحث: الحد المكاني: العراق - الحد الزماني: - 2014 منهج الدراسة: اعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي في هذه الدراسة . تحديد المصطلحات:- 1 - الدور: الدور عمل او مهمة، والدور في المسرح هو ما يجب ان يقوله او يقوم به احد الممثلين، والمسرح - نفسه قائم على توزيع للادوار( 1 ). 2 - المرأة: المرأة مشتقة من مرأ ومرىء الطعام اي ساغ له وهنأ، والمرأة ما يقابل الرجل اصله امرأة - وسقطت الهمزة وجوبا عند التعريف، وجمعها النساء (من غير لفظها) ، هذا باختصار هو التعريف الذي نجده في جل المعاجم العربية، اما في معاجم اللغات الاجنبية الفرنسية منها على وجه الخصوص فان هذا التعريف لا يتجاوز هو الاخر كون المرأة شخص من جنس الاناث او زوجة او رفيقة للرجل( 2). 3 - التعريف الاجرائي للمسرح الحسيني: عرفه الباحث على انه المسرح الذي تقدم فيه الملاحم والقصص - الحسينية الخالدة المستندة الى واقعة (الطف) في كربلاء المقدسة، والعمل على ابراز معانيها ودلالاتها الإنسانية والفكرية التي تساعد المجتمع على مواجهة الأزمات والمحن والعبور إلى الضفة الأخرى بكل عزم وثقة، وهو المسرح الذي نستطيع أن نقدم فيه أعمالاً معاصرة تستند إلى مبادئ المدرسة الحسينية وصولاً إلى تحقيق أهدافنا المشروعة في إقامة مجتمع العدالة الاجتماعية والمساواة الإنسانية . الفصل الثاني الاطار النظري المبحث الأول أدوار النساء في الثورة الحسينية:- حضيت المراة بالاسلام بتكريم كبير، اذ قال فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ( رفقا بالقوارير 3 ) ،ورفع شأنها؛ وذلك بان وضع القوانين والأسس التي ترعاها وتكفل لها الحقوق الكاملة، سواء أكا نت زوجة أم أم، إبنه أم كأخت، وصانها من الهوان والابتذال. ولو نقبت في كتب الفقه لو جدت مصداق ذلك . كما ان القرآن الكريم قد زخرت آياته بالحديث عن نساء سجلن على صفحات الإنسانية مواقف ناصعة، في سبيل إعلاء كلمة الله والدفاع عن الشرائع السماوية، وأخريات أعطين دروسا في الجهاد والفقه، رغم ما كان يكتنف عصورهن من ظلم وطغيان، فيروي لنا قصص عن نساء الأنبياء وامهاتهن وبناتهن وأزواجهن، فهذه أم موسى(عليه السلام)وهذه مريم العذراء(عليها السلام) وتلك ابنة شعيب زوجة النبي موسى (عليه السلام)،وهذه آسية بنت مزاحم زوجة فرعون وغيرهن كثيرات . كذلك تزخر كتب التاريخ والسيرة بسير نساء كن مثالا في النبل والكرامة والشجاعة والوفاء، والعفة والطهارة ، والجهاد في سبيل إعلاء كلمة الحق، فكانت على رأسهن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السلام)، وأمها الصديقة خديجة الكبرى(عليها السلام) أول المجاهدات بمالها وصبرها وعونها للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)من اجل دين الله. وتشهد كتب التاريخ وكتب السيرة والكتب التي تناولت واقعة الطف الأليمة التي راح ضحيتها نتيجة الغطرسة الأموية والعصبية القبلية ثلة مؤمنة من آل الرسول مع ثلة مؤمنة أخرى من الصحابة المنتجبين، وكان على رأسهم قا ئد البيت الهاشمي وزعيمهم الإمام الحسين (عليه السلام) في العاشر من المحرم سنة إحدى وستين للهجرة المباركة . من هنا سنحاول الدخول على ما نريد الحديث عنه وهو وجود نساء الأنصار ومشاركتهن في واقعة الطف الأليمة؛ لأن جواب الحسين (عليه السلام) يوحي أن لأولئك النسوة دورا هاما سيقمن به اثناء تلك الواقعة، أو حتى فيما بعد الواقعة التي بقيت حتى يومنا هذا صفحة سوداء في تاريخ ال بشرية والمرحلة التي بعدها. وهناك نسوة قا تلن إلى جانب الرجال، وبعضهن نلن الشهادة ف يها او بعدها بقليل، وأخر حاولن المشاركة في القتال لكنهن فوجئن برفض الإمام الحسين(عليه السلام)ذلك، بينما كان دور الأخريات منهن دور في حث رجالهن وأبنائهن على خوض المعركة دفاعا عن آل الرسول، ونساء قمن بدور الرعاية والإشراف وحفظ النسوة والأطفال خلال المعركة وما بعدها كالعقيلة زينب (عليها السلام). اولا: ابرز النساء وادوارهن في الواقعة ومابعدها:- لقد كان مع الإمام الحسين من نساء بيت الرسالة كثيرات ومواقفهن لا تعد ولا تحصى، لكن الحق يقال ان دور السيدة زينب (عليها السلام)قد غطى على كل دور نسائي، فهذه أم كلثوم الأخت الثانية للإمام الحسين (عليه السلام)قد شاركت أخاها(عليه السلام)في الواقعة، فكل ما نزل بآل ا لبيت من مصائب كان لها نصيب منها، فهي تارة شاركته أي -الإمام الحسين الركب الحسيني وسفره وعنائه، وأخرى عند عطش النساء والأطفال، - والاخرى عند وداع وشهادة الإمام (عليه السلام)وولده وإخوته وأصحابه، ورابعة عند حرق الخيام وهجوم الخيل، وخامسة عندما اخذ رجل قرطي أم كلثوم وخرم اذنيها،وسادسة عند ضرب المتون ولطم الوجوه، وسابعة عند ركوب النياق الهزل، وثامنة عند السبي، وتاسعة عند دخول الكوفة ،وعاشرة عند دخول مجلس الطاغية ابن زياد و.....ومصائب اخرى شاركت فيها أختها زينب، في كل ذلك كانت صابرة محتسبة واقفة كالجبل الشامخ لا تبالي، ففيها شموخ علي وصبر الزهراء، وهذه سكينة بنت الإمام الحسين (عليه السلام)،هذه الابنة الصابرة المحتسبة التي تربت في حجر الرباب بنت أمرئ القيس وعاشت مع اخويها الإمام السجاد وعلي الأكبر شهيد كربلاء، هذه السيدة التي اتهمها المؤرخون المنحرفون عن مبدأ اهل البيت بشتى الاتهامات، فقد لصق بها الأصفهاني صاحب كتاب الأغاني شتى الإتهامات والأباطيل، لكنها كانت في كربلاء في موقع الحدث، شاهدت مصائب كربلاء التي لا يقوى عليها إلا من سبكته الظروف الصعبة والمحن ولا يتحملها الا من وصل الى كماله وعلوه، ولا يصبر عليها الا من تخلق باخلاق الأنبياءوابناء الانبياء . تلتها البنت الثانية للإمام الحسين، الا وهي فاطمة الصغرى التي شاركت الركب الحسيني في رحلته وآلامه وأحزانه، وكان لها دور في بعض الوقائع، فقد فقدت هذه السيدة زوجها وابن عمها الحسن بن الحسن في واقعة الطف صابرة محتسبة، ولكن الذي فجع قلبها وأدماه هو ساعة الوداع مع الإمام المفترض الطاعة والاب الحنون بعد ان جمعهم الإمام الحسين (عليه السلام)قائلا:ًاستعدوا للبلاء، واعلموا ان الله حافظكم وحاميكم وسينجيكم من شر الأعداء، ويجعل عاقبة أمركم الى خير، ويعذب اعدائكم بأنواع البلاء، ويعوضكم عن هذه البلية بانواع النعم والكرامة، فلا تشكوا ولا تقولوا بالسنتكم ما ينقص قدركم. ثم أمرهن بلبس ازرهن ومقانعهن، فسألته أخته زينب عن ذلك فقال : كأني أراكم عن قريب، كالإماء والعبيد، يسوقونكم أمام الركاب، ويسومونكم سوء العذاب(4) . أما زوجات الإمام الحسين(عليه السلام) فقد كانت لهن مواقف مشرفة في هذه الواقعة، لكن التاريخ قد ركز على ا ثنتين منهن، فقد صحبن الإمام في الواقعة، فالأولى السيدة الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن اوس، فهذه السيدة عندما يذكرها ال تاريخ يقف بكل إجلال واحترام لها لما لها من الصفات والأخلاق العالية، فقد ذكرها السيد الأمين في أعيان الشيعة بقوله : كا نت الرباب من خيار النساء جمالا وأدبا وعقلا ،اسلم أبوها في خلافة عمر ،وكان نصرانيا من عرب الشام،فولاه عمر على قومه من قضاعة ،وما أمسى حتى خطب إليه علي بن أبي طالب ابنته الرباب على ابنه الحسين، فزوجه إياها(5),هذه الزوجة الوفية التي رفضت ان تستضل بسقف بعد ان رأت جسده تصهره الشمس وتغطيه الرمال، يقول ابن الاثير: وكان مع الحسين امرأته الرباب بنت امرئ القيس، وهي أم ابنته سكينة،وحملت الى الشام فيمن حمل من أهله، ثم عادت الى المدينة، فخطبها الأشراف من قريش، فقالت : ما كنت لاتخذ حموا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبقيت بعده سنة لم يضلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا(6) والثانية: ليلى الثقفية: وهي أم علي الأكبر شهيد كربلاء، وهي امرأة كبيرة المنزلة، عالية المقام، رفيعة الشرف اغترفت من أهلها خلقا وأدبا ومحبة لأهل ال بيت (عليهم السلام)،فأبوها أول من استجاب لدعوة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) من أهل الطائف،شهدت واقعة الطف مع زوجها الإمام الشهيد، كذلك شهادة ولدها علي الأكبر صابرة محتسبة. هذه الكوكبة من النساء الطاهرات اللواتي حملن مشعل الكرامة والحرية، وقمن بما لا يقوم به الرجال، وكان لكل واحدة من هذه العناصر النسوية لمن كان لها ارتباط بالمعسكر الحسيني دوراً رائعا بقيت الأجيال تتحدث عنه، لكننا اليوم نحس إننا أمام مشكلة تعاني منها بناتنا ونساؤنا؛ وهي افتقارهن الى القدوة الحسنة؛ وذلك لأنهن لم يقرأن التاريخ جيداً وخصوصا تاريخ واقعة الطف؛ لذا افتقرن الى المثل الاعلى المتمثل بزينب(عليها السلام) والثلة الصالحة من المؤمنات اللائي كن معها في واقعة الطف عندما حولن الهزيمة الى نصر، وحققن ماعجزت السيوف عن تحقيقه مع قلة الناصر وكثرة الاعداء فالمسلمات من أخواتنا السنّيات – - بصورة خاصة قد حرمن أنفسهن من هذا التراث الضخم لأهل البيت(عليهم السلام)؛ وذلك لعدم دراستهن سيرة السيدة زينب (عليها السلام) الا ما قلَّ منهن والنسوة اللائي كن معها اللاتي بذلن الغالي والنفيس - -والأهل والولدان، والمال والأزواج من اجل المبادئ والدين، وأن الكثرة الكثيرة قد فاتهن هذا النموذج الحسن أو لنقُل أنهن قد تناسين هذا الإرث العظيم عن هؤلاء النسوة الصامدات، أما الثلة المؤمنة منهن فقد سرن على الطريق القويم، وواسين زينب وأخواتها المؤمنات الأخريات بما قدمن للإسلام والمسلمين، فهذه آمنة الصدر(بنت الهدى)، وتلك فاطمة الطالقاني، وهذه أحلام، وهذه ... وهذه .... ممن سرن على طريق زينب الحوراء قد حققن النصر على العدو، وحولن دماءهن الزاكية الهزيمة الى نصر، فتغيرت الموازين بصبرهن وجهادهن . ثانيا: السيدة زينب(عليها السلام) ودورها في واقعة الطف:- 1 - نبذة عن سيرتها العطرة: ترجم لها ابن الاثير بقوله: زينب بنت علي بن أبي يطالب واسمه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم القريشية الهاشمية، وأمها فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أدركت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وولدت في حياته، ولم تلد فاطمة ب نت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد وفاته شيئا ،ً وكا نت زينب امرأ ة عاقلة لبيبة، جزلة، زوجها أبوها علي (عليه السلام)من عبد الله بن أخيه جعفر، فولدت له عليا وعونا الأكبر وعباسا ومحمدا وأم كلثوم، وكا نت مع أخيها الحسين (عليه السلام) لما استشهد وحملت ا لى دمشق وحضرت عند يزيد بن معاوية، وكلامها ل يزيد حين طلب الشامي أختها فاطمة بنت علي من يزيد مشهور مذكور في التواريخ، وهو يدل على عقل وقوة جنان(7). روي أنها جعلت مجلسا للنساء اللواتي كن يقصدنها من اجل طلب التفقه في الدين، وكان ابن عباس (رض) إذا روى عنها يقول: حدثتني عقيلتنا زينب بنت علي، فكان إذا ذكرت العقيلة لم يعن بذلك سواها، وكان يقال لبنيها بنو العقيلة . هي معصومة بالعصمة الثانوية، لا كالعصمة التي يمنحها الله تعالى للأنبياء؛ لان عصمة الانبياء والأئمة (عليهم السلام) واجبة لوقوعهم في طريق التبليغ، فلو لم يكونوا معصومين لجاز أن يقع منهم الخطأ والسهو (8) . توفيت (عليها السلام) في 15 رجب سنة 65 هجرية،.ولها اليوم قبر معروف في ضواحي دمشق، يناسب جلالتها وعظمتها، يتوافد إليه المسلمون من مختلف أقطار المعمورة، ولها مشهد آخر في مصر لا يقل روعة وزوارا عن مشهدها في دمشق(9) هذه مقتطفات من حياة جبل الصبر، والمرأة الفولاذية زينب (عليها السلام)، فهي لم تعش بعد اسشتهاد الإمام الحسين (عليه السلام) إلا مدة قليلة، ولكن حياتها القصيرة كانت كافية لتبدل مجرى التاريخ، ووافية لاستكمال دورها في تحمل العبئ الملقى على عاتقها. 2 - دورها في واقعة الطف وما بعدها:- لقد كان ظن بني أمية ساذجا عندما تخيلوا ان مسيرة الحسين (عليه السلام)بل ودين النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) ينتهي بعد واقعة كربلاء، وما أبدعوه من أسلوب وحشي فيها، نعم بل لم يكن يرجى ان تقوم لآل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم) قائمة بعد المجزرة التي لا مثيل لها عبر التاريخ، خصوصا بعدما فني الرجال ولم يبق غير الصبية اليتامى والنسوة والثواكل، لولا زينب الحوراء عقيلة الهاشميين الكاملة الفاضلة، عابدة آل علي (عليه السلام) والتي خبرت الحياة وخبرتها وجربتها وعاشت مأساة أمها فواجهتها بصبر أبيها (عليه السلام) وحكمته ووعيه، فلم تدع فرصة إلا استغلتها لصالح الدين، ولم تترك مجالا إلا بمزيد من السم الزعاف في كؤوس الظافرين. والذي يبحث في سيرة السيدة زينب(عليها السلام) العطرة لايستطيع القول ان دورها كان فقط في الواقعة أي الطف بل لابد ان يبحث في أدوارها جميعا خصوصا دورها ما بعد - الطف- ؛ لان أدوارها (عليها السلام) سلسلة لا يمكن دراسة واحد بمعزل عن الآخر؛ لان احدهم كان مكملا للآخر، بل جزءا منه، فهكذا هي حياة العظماء، خصوصا ا نها (عليها السلام) كانت عالمة بما سيحدث لأخيها الحسين (عليه السلام) قبل الوقوع، بل في عهد جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد اخرج الترمذي في صحيحه أنها (عليها السلام) رأت في منامها رؤيا افزعتها وأذهلتها، فأسرعت الى جدها تقص عليه، ولما مثلت بين يديه أجلسها في حجره ولاطفها ودللها وقبلها، فقالت له: يا جداه رأيت رؤيا البارحة، قال ( صلى الله عليه وآله وسلم): قصيها عليَّ، قالت: رأيت ريحا عاصفا إسودت الدنيا منه وأظلمت، ففزعت الى شجرة عظيمة فتعلقت بها من شدة العاصفة، فقلعتها الريح وألقتها على الأرض، فتعلقت بغصن قوي من تلك الشجرة فقطعتها الرياح، فتعلقت بفرع أخر فكسرته الرياح ايضا ،ً وسارعت فتعلقت بأحد فرعين من فروعها فكسرته العاصفة ايضا ،ً ثم استيقظت من نومي، فأجهش النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالبكاء وفسر لها رؤياها قائلا:ً أما الشجرة: فجدك، واما الفرع الأول: فأمك فاطمة، والثاني: أبوك علي، والفرعان الآخران هما: أخواك الحسن والحسين، تسود الدنيا لفقدهم وتلبسين لباس الحداد على رزيتهم(9) وكانت زينب حينها طفلة صغيرة، فلم يشأ صلوات الله عليه ان يجرح قلبها الصغير ويخبرها بما سيحدث لها بل اكتفى بالقول: أنها قادمة على رزايا عظيمة تمر عليها تعجفها، تدعوها لارتداء السواد حزنا على ذلك. هذا بالإضافة الى حديث السيدة أم أيمن الذي روته لزينب (عليها السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، والذي بدورها (عليها السلام) عرضته على أمير المؤمنين (عليه السلام) عند وفاته فأقره لها، وهي قد أخبرت به الإمام زين العابدين(عليه السلام) عندما وجدته يجود بنفسه على أجساد الشهداء قبل الرحيل الى الكوفة، والحديث كما نقله جبرائيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا له: ان سبطك هذا واوحى جبرائيل(عليه السلام) الى الحسين(عليه السلام) مقتول في عصابة من ذريتك وأهل بيتك وأخيار من أمتك بضفة الفرات بأرض يقال لها كربلاء، من اجلها يكثر الكرب والبلاء على أعدا ئك وأعداء ذريتك في اليوم الذي لاينقضي كربه ولا تفنى حسرته، وهي أطيب بقاع الأرض وأعظمها حرمة، يقُتل فيها سبطك وأهله وإنها من بطحاء الجنة، فإذا كان اليوم الذي يقتل فيه سبطك وأهله، وأحاطت به كتاب أهل الكفر واللعنة، تزعزت الأرض من أقطارها ومادت الجبال وكثر اضطرابها، واصطفقت البحار بأمواجها، مماجت السموات باهلها غضبا لك يامحمد ولذريتك، واستهضاما لما ينتهك من حرمتك، ولشر ما تكافى به في ذريتك وعترتك، ولا يبقى شي من ذلك إلا استأذن الله عز وجل في نصرة اهلك المستضعفين المظلومين الذين هم حجة الله (10) . اذا هي عالمة بما سوف يجري ولكون زينب (عليه السلام) عالمة بجميع ما يجري عليها من المصائب والنوائب والمحن وإنها على بصيرة من أمرها قابلت تلك الرزايا والفوادح بجميل الصبر وعظيم الاتزان وقوة الإيمان وكامل الإخلاص(11) . لذا نرى أنها بعد الواقعة كانت مستعدة لها بكل جوارحها، وما رواه ابن قولويه القمي (ت 367 ه أو 368 ه) في كتابه كامل الزيارات لخير دليل على ذلك، فقد روى بسند متصل الى الإمام زين العابدين(عليه السلام) انه قال: لما أصابنا بالطف ما أصابنا، وقتل أبي (عليه السلام) وقتل من كان معه من ولده وإخوته وساير أهله، وحملت حرمة نساؤه على الاقتاب يراد بنا الكوفة، فجعلت انظر إليهم صرعى، ولم يواروا، فيعظم ذلك في صدري، ويشتد لما ارى منهم قلقي، فكانت نفسي تخرج، وتبينت ذلك مني عمتي زينب بنت علي الكبرى، فقالت: مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي؟ فقلت لها: وكيف لا اجزع ولا اهلع، وقد أرى سيدي واخوتي وعمومتي، وولد عمي وأهلي مصرعين بدمائهم، مرملين بالعراء، مسلبين، لا يكفنون ولا يوارون، ولا يعرج عليهم احد، ولا يقريهم بشر، وكأنهم أهل بيت من الديلم والخزر؟، فقالت: لايحزننك ما ترى، فوالله ان ذلك لعهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى جدك وأبيك وعمك... ولقد اخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة، وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لايدرس أثره ولا يمحو رسمه، على كرور الليالي والأيام، وليجتهدن أئمة الكفروأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهورا وأمره إلا علوا ،فقلت: وماهذا العهد وما هذا الخبر؟ فقالت حدثتني أم أيمن (12) وروت حديث أم أيمن المتقدم. من هذه المعرفة الحقة يمكننا تصور دورها قبل الواقعة وبعدها ،فهذه الأحاديث قد مهدت في نفسها للواقعة؛ لذا مرت بعدة ادوار بعد ان ارتكب بنو امية أبشع جريمة في تاريخ البشرية سماها عباس محمود العقاد نكسه الضمير الإنساني (13) ،فقد صبوا جام حقدهم الدفين في هذه الواقعة . وهذه البطلة العظيمة نجدها قد نفضت عن أكتافها غبار الجولة الأولى، ووقفت على الجسد الشريف لتطلق الرصاصة الأولى معلنة حربا من نوع آخر تقودها هي بذاتها رغم كل الآلام التي جرت عليها لتدك (حصون الظالمين) وتدمر جميع ما احرزوه من الانتصارات، لتحول الهزيمة الى نصر، وتلحق بمن حسب نفسه انه انتصر الهزيمة والعار، ثم لتملأ بيوتهم مأساة وحزنا .ً لقد اقبلت هذه الصخرة الصماء التي لا تحركها العواصف الى ساحة المعركة وهي تشق صفوف الجيش تفتش عن جثمان اخيها الإمام العظيم، فلما وقفت عليه شخصت لها أبصار الجيش، واستحال الى مستمع، فماذا تقول أمام هذه الخطوب المذهلة التي تواكبت عليها؟، إنها وقفت عليها غير مدهوشة، لم تذهلها الرزايا التي تميد منها الجبال، فشخصت ببصرها الى السماء وهي تقول بحماسة الإيمان وحرارة العقيدة قائلة: اللهم تقبل منا هذا القربان، وأطلقت بذلك أول شرارة للثورة على الحكم الأموي، بعد اخيها، وور الجيش ان تسيخ به الأرض، فقد استبان له عظيم ما اقترفه من الاثم، وانه قد اباد عناصر الإسلام، ومراكزالوعي والإيمان(14) . فسجلت بذلك موقفا عظيما ينم عن عظم شخصها العظيم لتكون بعدها صاحبة الأدوار والمواقف العظيمة؛ لأنها كانت تمثل لمن بقى من آل الرسول الأم الحنونة، والزوجة الوفية، والعمة العطوفة، والخالة الرؤوفة، والأخت المسؤولة، التي لم تكن قدوة للنساء فقط بل وحتى للرجال، فأخذت على عاتقها ادوارا مختلفة يصعب على المرء حصرها، لكننا نشير الى أهم تلك الأدوار؛ لأنها كانت شريكة الإمام الحسين(عليه السلام) في نهضته عرفت دورها فأجادت تطبيقه . المبحث الثاني المسرح الحسيني اولا: النشأة والجذور: يمكن ان نعد واقعة الطف في كربلاء هي الجذور الاولى لنشأة المسرح الحسيني في العراق والوطن العربي من خلال مأساة الامام الحسين (عليه السلام) ولا سيما منذ أن بدأت السيدة زينب (عليها السلام) مع نساء الوحي يروين قصة استشهاد الإمام وأصحابه . إن أول مأتم حسيني أقيم في بغداد كان في محرم سنة 352 ه / 866 م حيث أقيمت المأتم وتطورت إلى مسرح أقيم في وسط ساحة بغداد ألعامة لعرض قصة الحسين وواقعة كربلاء حتى قيل أن أول مسرح عربي تمثيلي هو المسرح الحسيني في العهد البويهي(15)، وعند سقوط البويهيين تلاشت المأتم في بغداد خشية من الأمراء والحكام وحاشياتهم .وبعد ذلك بدأت سلسلة اخرى من العروض شبه المسرحية بما تسمى بالحكواتية (**) اذ قسم منها كانت يحاكي قصة مقتل سيدنا الحسين (عليه السلام) في عاشوراء المصاحب بالبكاء ، المقطوع بالرواية كذلك في عروض العاشر من شهر محرم (عاشوراء ) وما يتخلل العرض من مواكب تمثل نكبة الحسين(عليه السلام) وهي تستعرض في المدينة تقدم عروضها . وفيها كل عناصر العرض المسرحي من: النص ، الممثل، الجمهور، الخشبة (16) . تلا ذلك بداية جديدة لتجسيد المأساة الحسينية في التشابيه (الطقس الدرامي) ويتم تجسيدها بقافلة الحسين (عليه السلام) وعائلته ومعها الجمهور الذي سيشاهد هذا الطقس وهم يتجهون الى المكان الذي سيقام فيه " التشبيه " للتعبير عن مسيرة الحسين من المدينة الى كربلاء ".عندها يقف الجمهور على جانبي مكان التمثيل على شكل مستطيل او دائرة وفي الوسط يقام الطقس الدرامي بدون الاعتماد على خشبة مسرح كما في التعزية الفارسية.وينقسم الممثلون (او المشاركون) الى مجموعتين، جيش الحسين قرب خيامهم التي تميزها الرايات الخضراء والسوداء وفي الجانب الاخر جيش الخليفة الاموي براياتهم الحمراء ورايات اخرى مختلفة .وتبدأ المبارزات الفردية على الخيول الحقيقية و الخطب الحماسية بين الممثلين فيؤكد كل واحد منهم على عدالة القضية التي يدافع عنها والتي سيموت من أجلها ويبدأ حوار متبادل بين احد الممثلين وممثل من الفريق الاخر، وكل منهم يذكر صفات الشخصية التي يمثلها ويعدد فضائلها التاريخية(17) ويمكن أن نلاحظ وجود تطورا في داخل الشخصيات ذاتها كتحول أحد قواد الجيش الأموي بعد قلق وتردد،إلى جانب الحسين ليحارب معه ويموت.وهنالك بعض المشاهد المؤثرة كأن يمسك ممثل دور الامام الحسين طفلا ويخبرهم بأنه يموت عطشا، ويطلب منهم الماء ( لان الجيش الأموي قطع الطريق إلى النهر أمام أنصار الحسين) ، وبدلا من هذا فانهم يصوبون سهامهم ورماحهم لقتل الطفل، فتصبغ رقبته باللون الأحمر دلالة على قتله. وبالتأكيد فان هذا يدعونا إلى التفكير بالبعد الشرطي للحدث والأدوات والإكسسوارات والاشياء المستخدمة في الطقس.وعند موت جميع جنود الحسين يودع عائلته و يحارب وحيدا حتى يقتل، ومن ثم يبدأ الجيش بحرق خيمة الحسين. وتعلق رأسه ورؤوس جنوده على الرماح ويأخذون عائلته للأسر، فتسيطر الهستيريا على الجمهور الذي يبدأ مسيرة كبيرة مع الممثلين تتجه نحو المسجد الرئيسي واحيانا يحرقون خيم الجيش الاموي دلالة على الغضب والتضامن مع الامام.وخلال هذا يظهر "موكب رجال التطبير" باكفانهم البيضاء، وعلى ايقاع هتافاتهم وإ يقاع الطبول والموسيقى العنيفة يضربون رؤوسهم بالسيوف بشكل خفيف في بادئ الامر، الا ان الموقف يتسارع فيصبح الايقاع اكثر حدة وتتسارع حركاتهم ويعلوا صراخهم ويمسكون السيف باليدين وتشتد ضرباتهم به وحين يدنوا الموكب من المسجد تكون الاكفان والوجوه قد تلطخت بالدم) (18) وينتهي الطقس الدرامي التشابيه بالدعوات الهستيرية الغاضبة ضد الطغيان والشر في الحياة. وبعد هذا العصر بدأت انطلاقة جديدة للمسرح الحسيني في العراق مع بداية ثمانينات القرن الماضي على الرغم من نهج النظام الدكتاتوري السابق في السماح لتاسيس مسرح حسيني حقيقي، ومع ذلك فهناك بوادر صوت الحسين « وبعدها مسرحية ،» قمر بني هاشم العباس بن علي « لكتابات، حيث بدأتُ كتبت مسرحية التي جسدت ثورة » سِفر التوبة « ، ومسرحية » سِفر الحوراء زينب سلام الله عليها « ومسرحية ،» عليه السلام التوابين وحركة المختار الثق في(19) آيات اليقين في « وبعد سقوط النظام الديكتاتوري الظالم في العراق، أنجزت مسرحيات حسينية أخرى، هي » سِفر الحسن المجتبى « ، ومسرحية ،» بهجة الدماء في سِفر كربلاء « وكذلك مسرحية » سِفر أم البنين ومسرحية (الحسين ثائرا وشهيدا) للكاتب والمخرج المسرحي المصري جلال الشرقاوي وقام باخراجها المخرج العراقي جواد الحسب بعد سقوط النظام البائد في عام 2003 وقدمت على مسارح بغداد ولكنها لم تعرض سوى ايام قلائل لاسباب كثيرة ولعل في مقدمتها المادية ولم تسجل لهذه المسرحية اختيار لممثلات عراقيات معروفات في تجسيد شخصايتها حيث تم التركيز على الشخصيات الرجالية فقط .،» نهر الدم « وقد قامت بعض المؤسسات الدينية الحوزوية بتنفيذ بعض الاعمال المسرحية مثل مسرحيةالتي نفذتها وحدة المسرح الحسيني التابعة للعتبة الحسينية المقدسة .. كما قدمت ،» صوت الحسين « ومسرحية آيات اليقين - - « و مسرحية ،» صوت الحر الرياحي « جامعة بابل كلية اللغات قسم اللغة الانكليزية، مسرحية وباللغة الانكليزية من خلال فرقتها المسرحية وعلى قاعة الشهيد الصدر في جامعة بابل ،» في سِفر أم البنين عام 2012 م . اما على صعيد المهرجانات الخاصة بالمسرح الحسيني ومن بينها المهرجان الخامس الذي اقامته العتبة العباسية عام 2014 وحازت فيه مسرحية (ليلة ضياع الشمر) انموذج هذه الدراسة فلم تكن النصوص المشاركة بمستوى الطموح وهو الامر الذي اكدته لجنة التحكيم حيث اكدت ( بعد القراءة الفاحصة للنصوص المشاركة من قبل أعضاء اللجنة كلّا ، تولّدت قناعات فردية لديهم أن النصوص المقدمة للمسابقة والبالغة ستةً وأربعين نصّا مسرحيّا كانت خجولة في معالجتها لواقعة الطف، وقد وقفت بمسافة بعيدة عن روح القصدية التي خرج من أجلها الإمام الحسين عليه السلام ممّا جعلها تدور في فضاء مجاور لفضاء ملحمة الطفّ الخالدة، الأمر الذي أكل الكثير من جرف الإبداع النصي ، مما أرغم لجنة التحكيم الى حجب الجوائز الثلاث الأولى متمنّين أن يكون هذا الاجتهاد خدمة لتفعيل الحراك النصي القادم للمؤلّفين قبل سواه) (20 ) وهذا التصريح هو مؤشر خطير لعملية الارتقاء بالمسرح الحسيني الذي يجب ان ينفرد به العراق لانه المعني الاول على مستوى الكتاب والمخرجين والممثلين في ضرورة ايلاء هذا الجانب الاهتمام الكبي، سيما وان كانت هناك مهرجانات حسينية تقام في عدد من المحافظات العراقية، ومنها ماهو مخصص لمسرح الطفل الحسيني، فضلا عن مهرجان اخر تقيمه دائرة السينما والمسرح، لكنها لا ترتقي الى المستوى المطلوب في لطموح اكبر من ذلك في السعي الى اقامة مهرجان حسيني عالمي . ثانيا: ادوار المراة في المسرح الحسيني:- تعد ملاحم الثورة الحسينية من اكثر الموضوعات التي تناولتها اقلام المؤلفين من شرح وتفصيل، شعراً ونثراً ومسرحية ولكن هناك قصور في استلهام المعاني الحقيقية لها من خلال المسرح، وانما هي محاولات متواضعة واحيانا فقيرة . وفي مسيرة المسرح العربي تسجل عروضا متميزة معروفة مثلما هي في مسرحية ( الحسين ثائراً وشهيداً) للشرقاوي عام 1969 ، وفى عام 1972 اذ اتفق معه المخرج والممثل المصري المعروف (كرم مطاوع) على تحويلها لعمل مسرحى وقد استهو ت هذه المسرحية بأجزائها الكثير من المخرجين بأن تقدم على المسرح المصري وكان أبرز هؤلاء المخرجين المخرج المرحوم كرم مطاوع الذي جند نفسه لإخراجها مع نخبة من ألمع نجوم المسرح المصري آنذاك مثل عبد الله غيث وسميحة أيوب(21) واختيار الممثلة المصرية القديرة ( سميحة ايوب) لتجسيد احدى ادوار هذه المسرحية، فضلا عن اختيار الممثلة المصرية القديرة ( أمينة رزق) التي جسد ت شخصية السيدة زينت (عليها السلام) وهو مؤشؤ جيد باخيار هاتين الممثلتين المعروفتين بالوسط الفني العربي لابراز الشخصيات البارزة في واقعة الطف . اما عن بدايات المسرح العراقي فاننا نسجل ضعفا واهتماما وقصورا بالمرأة ودورها في المسرح وتجسيدها للشخصيات المسرحية، وهذا العيب ليس مبعثه الفهم الخاطئ لرسالة المسرح فحسب وإنما كان يعود إلىسببين: أولهما: ديني، والثاني: اجتماعي. والديني لا يعني أن نظرته للمسرح كثقافة وتهذيب وتربية وتنوير كانت قاصرة، إنما كان ينصب النقد آنذاك على المحتوى والهدف الذي يقلل من شأن الإنسان ويسقطه في متاهات، والدليل على ذلك هو المسرحيات التاريخية والدينية التي يمكن ان تثي ر الحماسة وترتق ي بمستوى السامع والمشاهد الى مراتب الأدب والجمال، ولذلك كانت ادوار المرأة في العروض شبه معدومة الشخصيات المعروفة في المسرح العراقي . والمرأة في خضم هذين التيارين السابق ذكرهما لم يكن لها أصلاً خيار كي تقف على ناصيته بجرأة وتحدٍ لتؤدي دوراً في مسرحية ما أمام جمهور كان هو بالأصل يعيب على الخروج عن أطر المجتمع التقليدية الا بالقدر اليسير الذي توفر لها في مجالات الأدب الأخرى كالشعر والفنون التشكيلية بالرغم من محدودية هذه المشاركة بعكس المناخ الذي يسمح للمرأة في بعض الأقطار العربية ولا سيما في مصر وسوريا ولبنان حيث برزن ممثلات ذات شأن في الحياة الفنية كأمينة رزق وفاطمة رشدي وروز اليوسف واسيا وماركويني وزينات صدقي وماري منيب على خشبات المسارح العربية قد أثار بعض الحمية والحماسة والفضول لدى البعض منهن في العراق ممن اعتبروا المشاركة أو الدخول الى معترك هذا الفن ليس كضرورة إنما لغايات شخصية قد تمنحهم الشهرة والمال(22) وفي بداية نشأة المسرح الحسيني كذلك كانت الادوار النسائية التي تجسهدها النساء شبه معدمة وهو ماتشيراليه هذه العروض، اذ كانت هناك حورا ت بمقاطع غنائية من الممثل )الرجل( الذي يمثل دور السيدة زينب(عليها السلام) والتي تؤدي دور رئيسة كورس النساء عائلة الحسين عليه السلام( في ذات الوق ت، وكان هذا الممثل يدور على الجمهور بصوته الشجي من اجل تحفيزه ودفعه للمشاركة الوجدانية، وكان دائما كذلك يعمل على اكمال الحدث او اداء الممثل الرئيسي غنائا وحداءا (وهذه ميزة مهمة في التعازي). كما ان كورس النساء المتلفعات بثياب سوداء و اللواتي يقفن امام الخيمة ويحملن مناديل بيضاء او سوداء يشكلن كورس النائحات في الطقس، وعندما يبرز جنود الحسين يستقبلنهم باغنية تعدد صفات كل واحد منهم، اما جنود الخليفة الاموي فيستقبلنهم بالصمت.ويندبن وهن يقرعن الصدور بالايدي او يجلسن ويلطمنةالركب في حركات موقعة، وحين ينتهين من الغناء يشرعن بالعويل، ملوحات بالمناديل "للتحية والوداع في ذات الوقت، وهذا استباق للتنبؤ بموت البطل المأساوي "إذ قد حان موعد خروج الحسين للحرب ثم يخيم الصمت.ويبدأ مايصح ان نسميه العنصر التمثيلي الدرامي فهناك ممثل لدور الحسين وممثلون للآدوار الرئيسة الاخرى وهنالك حوار يتبادله الممثلون وهنالك مراحل لتدرج الحدث(23) وهناك اعمال مسرحية مثل تجربة المخرج منير راضي العبودي في مسرحية (واقعة الطف) لم يخرج عن ( الشبيه) في الكثير من الاحيان ولعل الامر راجع الى اعتماده على ممثلين غير محترفين، جلهم من الهواة الذين ما زال موروث ( الشبيه) يجري في عروقهم، واحيانا يوازي بين المسرح المغلق (العلبة) والمسرح المفتوح، مع هذا كان اكثر من غيره توفيقا في اختيار الممثلين وخصوص ا الشخصية الرئيسية(24) اما الشخصيات النسائية فكانت شبه معدمة، محاولا الاستغناء عنا اما بالصوت او الرمز او الممثل البديل . وتبقى المشكلة التي تواجه اغلب المخرجين في كيفية العثور على ادوار نسائية تستطيع ان تجسد شخصيات المرأة وان يكون لها الدور البارز في هذه العرو ض. واليوم ومع وجود مهرجانات تعنى بالمسرح الحسيني وفي اثناء بحثنا وسعينا الحثيث لم نج د ادوارا نسائية متميزة جسدت فيها شخصيات واقعة الطف بهذه المهرجانات، وهو ما يسجل قصورا في هذا المجال، قياسا بالعروض المسرحية الاخرى التي تسجل فيها الممثلات العراقيات حضورا متميزا تشهد له وسائل الاعلامة المختلفة والمشاركة في المهرجانات العربية والمحلية، في حين العروض المسرحية المخصصة للمسرح الحسيني لانكاد نجد اسما معروفا لممثلة عراقية جسدت احد الادوار المهمة لواقع الطف التاريخية العظيمة . والسؤال هو لمن نعزوا هذا التقصير؟ هل بسبب ضعف ايجاد المخرجين لممثلات يمكنهن تجسيد هذه الادوار؟ ام ان اماكن اقامة هذه المهرجانات وجهات تنظيمها والوسط الاجتماعي التي تقدم بها هذه العروض تستثقل الاستعانة بالمثثلات لاداء ادوار ضمن موضوعات المسرح الحسيني؟ المؤشرات التي اسفر عنها الاطار النظري 1 - تزخر كتب التاريخ والسيرة بسير نساء كن مثالا في النبل والكرامة والشجاعة والوف اء، والعفة والطهارة، والجهاد في سبيل إعلاء كلمة الحق، فكانت على رأسهن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (عليها السلام) ، وأمها الصدي قة خديجة الكبرى(عليها السلام) أول المجاهدات بمالها وصبرها وعونها للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)من اجل دين الله. 2 - هناك الكوكبة من النساء الطاهرات اللواتي حملن مشعل الكرامة والحرية، وقمن بما لا يقوم به الرجال، وكان لكل واحدة من هذه العناصر النسوية لمن كان لها ارتباط بالمعسكر الحسيني دوراً رائعا بقيت الأجيال تتحدث عنه . 3 - يسجل الت اريخ عن السيدة العظيمة زينب (عليها السلام) والتي لم تكن قدوة للنساء فقط بل وحتى للرجال، فأخذت على عاتقها ادوارا مختلفة في واقعة الطف وما بعدها يصعب على المرء حصرها، لكننا نشير الى أهم تلك الأدوار؛ لأنها كا نت شريكة الإمام الحسين(عليه السلام) في نهضته بعد ان عرفت دورها ف أجادت تطبيقه. 4 - تعد واقعة الطف في كربلاء هي الجذور الاولى لنشأة المسرح الحسيني في العراق والوطن العربي من خلال رواية مأساة الامام الحسين (عليه السلام) ولا سيما منذ أن بدأت السيدة زينب (عليها السلام) مع نساء الوحي يروين قصة استشهاد الإمام وأصحابه . 5 - قلة الاهتمام بتجسيد الادوار الخاصة بللشخصيات النسائية التي تتضمنها واقعة الطف والثورة الحسينية، حيث لم تسجل الممثلة العراقية حضورا متميزا في عروض المسرح الحسيني . الفصل الثالث اجراءات البحث اولا: مجتمع البحث: سيقتصر مجتمع البحث على النص المسرحي لمسرحية (ليلة ضياع الشمر). ثانيا: عينة البحث: لجأ الباحث الى الطريقة القصدية في اختيار عينة البحث وذلك لتوفر المؤشرات المطلوبة للتحليل وهو ما يرمي اليه الباحث. ثالثاً: أداة البحث: أعتمد الباحث على ما تمت الاشارة اليه في الاطار النظري من مؤشرات لتحليل عينة البحث، إذ كانت مؤشرات الاطار النظري وما اسفرت عنه ، أداة لتحليل العينة . رابعا:ً منهجية البحث: أتبع الباحث في تحليل العينات المنهج الوصفي التحليلي وهذا ما يتلاءم مع ما يرمي اليه الباحث. خامسا: تحليل العينة: تشكل واقعة الطف الحسيني مادة غنية للأدب كتاريخ له مساحة وجدانية واسعة في ذات التلقي ولها يقظة شعورية محفزة للتعالق الوجداني وواقع مليء بالاحداث الفاعلة من الشخصيات الرجالية والنسائية وهذه بحد ذاتها مؤثرات تترك مساحات واسعة لاشتغالات الخيال وخلق المعادل الموضوعي ومن ثم اسقاطات الواقع الضميري على الواقعة، مع وجود الصراع والذروة في معناهما ، ليصوغ الكاتب من الأدب ما يشاء من اثارة ومتعة ويستخلص منها دروس الحكمة والتصابر وبالمقابل وما يعاني المجتمع البشري من فوضى الجشع لصياغتها اثرا ادبيا يبتعد عن سرديات العرض المباشر للوصول الى ذهنية التلقي . وتعد مسرحية ( ليلة ضياع الشمر)*** لكاتبها (عدي المختار)من المسرحيات الحداثية حسب ما يصنفها كاتبها (عدي المختار)هي من ضمن مسرحيات ( المسرح الحسيني) , لها جانب فكري مرتبط بقيم النهوض الحضاري الانساني ، ولها رسالة فكر سامية ، تحظى بالشعور الجمعي ولم يتم تمثيلها وعرضها الى الان . تتكون هذه المسرحية من فصلين ستة عشر شخصية، ست منها شخصيات نسائية، تناول الكاتب فيها احداثا من واقعة الطف بصورة رمزية حداثية واعتمادا على الحدث التاريخي ، مركزا على دور السيدة زينب(عليها السلام) على الرغم من ظهورها البسيط في بداية الفصل الاول ونهاية احداث الفصل الثاني، الا ان وقعها كان مؤثرا وكبيرا في القيم التي تحملها هذه الشخصية العظيمة ومضامين حوارتها في النص المسرحي، فضلا عن الشخصيات النسائية الاخرى التي تضمنها النص ايضا. يبدأ الكاتب مسرحيته وهو يهديها بمقولته التي ضمنها في بداية المسرحي ة****: ( لكل الامهات اللواتي تقطعت نياط قلوبهن من اجل قضية عادلة ....( 26) وهي دلالة رمزية على ايلاء المرأة في هذا النص المسرحي الدور الكبير والمهم والمؤثر والذي يترك اثرا لدى قارئيها ومشاهديها عند عرضها مجسدة على خشبة المسرح .بداية المسرحية في حوارها الاول لصوت الام وهي تنشد (دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكنُ الجول يالولد يبني يايمه ) صوتُ سلاسلٍ ( دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكنٌ الجول يالولد يبني يايمه). نلاحظ في هذا الحوار اعلاه الذي جاء باللهجة الشعبية الدارجة متخذا من انشودة )الهدهدة( التي تتغنى بها الامهات لاطفالهم الصغار، وقد وظفها الكاتب للدلالة بالتنبأ على هزيمة اعداء الامام الحسين (عليها السلام) وهنا يتبين المضامين الفكرية والتربوية المهمة في اجمل المعاني الانسانية لحظة ولادة الانسان وما تحس به الام تجاه وليدها وهي ولودة للشاعة والبطولة المتمثلة بالامام الحسين )عليه السلام( وال بيته، وبذلك حقق الكاتب هدفه في اعطاء المرأة صفة بداية الخلق الانساني والولادة وهذا ما دلل عليه هذا الحوار. وفي الحوار التالي : صوتُ الشمر : ( يصرخُ بصوتٍ عا ل ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا لا صوتُ الا م: ( تنشدُ ) دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكن الجول يالولد يبني يايمه ( صوتُ سلاسلٍ )دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكن الجول يالولد يبني يايمه . الشمرُ : ( يخرجُ وهو مقيدٌ بسلاسلٍ تجرُّهُ لعم ق المسرح ويصرخُ بصوتٍ عا ل) لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا.....( صمتٌ ومن ثم بهمسٍ ) لا.....لا.....لا ( بصوتٍ عا ل وهو يحاولُ التخلصَ من السلاسل ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا( صمت ) . في هذين الحوارين نجد الصراع بين انشاد شخصية (الام) وشخصية (الشمر) المقيد بالسلاسل وهو يحاول الانتصار على الارادة الالهية والارادة الحسينية المجسدة بانشودة حوار شخصية (الام) . صوتُ الاما م الحسين ( ع) : ( من بعيد) لم اخرجْ اشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما . الشمرٌ : لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا.....( صمتٌ ومن ثم بهمسٍ ) لا.....لا.....لا ( بصوتٍ عالٍ وهو يحاولُ التخلصَ من السلاسلِ ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا( صمت ) بعد ذلك ياتي صوت السيدة زينب (عليها السلام) : صوتُ السيدةَ زينبَ (ع) : الظليمةُ الظليمةُ ... الا لعنةُ اللهِ على القومِ الظالمين . الشمر : لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا.....( صمتٌ ومن ثم بهمسٍ ) لا.....لا.....لا ( بصوتٍ عالٍ وهو يحاولُ التخلصَ من السلاسلِ ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا( صمت ) صوتُ سيوفٍ وخيولٍ ومعركةٌ يختلطُ فيها صوتُ الامامِ العباسِ عليه السلام وصوتُ الاطفالِ العطشى والشمرُ يحاولُ ان يسد اذنيه ويتلوى صارخاً . صوتُ الشمرِ : لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا.....( صمت ومن ثم بهمس ) لا.....لا.....لا ( بصوتٍ عال وهو يحاولُ التخلصَ من السلاسلِ ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا( صمت ) صوتُ الامامِ الحسينِ( ع) : الان انكسرَ ظهري ...الان قلّتْ حيلتي ...اما من ناصرٍ ينصرُنا. الشمر : ( بهستريا يضحكُ )هههههههههههههههه.....( صمتٌ ومن ثمَّ بهمسٍ ) لا.....لا.....لا ( بصوت عال وهو يبكي يحاول التخلص من السلاسل ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا ( صمت ) يظهرُ عمرُ بنُ سعد وقيس بن الاشعث وشبث بن ربعي وهم مقيدونَ ايضا ويبتلعونَ الشمرَ لعمقِ المسرحِ المظلمِ وهوَ يصرخُ الشمر : ( بهستريا ) لالالالالالالالالالالا....( صمتٌ ومن ثم بهمسٍ ) لا.....لا.....لا (يختفي صوتُهُ تدريجيا ) لالالالالالالالالالالالالالالالالالا( صمت ) صوتُ الامِ: ( تنشدُ ) دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكنُ الجول يالولد يبني يايمه ( صوتُ سلاسلٍ )دللولُ ...دللولُ ....دللولُ عدوكَ عليلُ وساكنُ الجولِ يالولدُ يبني يايمه. والشمر مقيد بسلاسل يجلس في احد الابواب كالقرفصاء وهو ينوح كالثكلى ,اصوات حرب وسيوف ونواح عدد كبير من الامهات يزعجه نشيد المرأة فيتلوى يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان . وفي وصف اخر لمشهد (الشمر) وتاثره من انشاد( الام) يصف الكاتب هذا الموقف: )يزعجُهُ نشيدُ المرأةَ فيتلوى يحاولُ ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان . جانب اخر وفي وقع الاثر الكبير الذي يتركه حوار شخصية السيدة زينب (عليها السلام) على شخصية (الشمر ) الذي يكون اكثر ايذاءا يعطي دلالاته الرمزية للرد على هذه الشخصية الظالمة كما يصفه ) الشمر : ( كالثكلى ينوح ) آه ....أعشقُ حزَّ الرؤو س...لأني أكره تلكَ العقولَ) اصواتُ اطفالٍ ينادون العطشَ العطشَ مع صوت نعي الامهات ينتفضُ مفزوعا يجولُ في المسرح مرعوبا من الاصوا ت التي بانَ منها صوتُ .. واه حسيناه ....( فضلا عن ذلك فان حوار السيدة يبين مدى الظلم الكبير الذي وقع على الامام وال بيته الاطهار وهي بذلك قوة دافعة في اطار احداث المسرحية الى جانب الغناء الانشادي لشخصية الام مع وقع السلاسل المعروف في ايقاع القراءات الحسينية . وفي المشهد الثاني من الفصل الاول حيث يصف الكات بالمنظر المسرحي ( ثلاث اطارات كأنها ابواب بلا مغاليق موزعة على المسرح يتدلى من اعلى المسرح حتى وسط المسرح قماش اسو د يغطي الابوا ب مع ناعور وسط المسرح(، مع وصفه لشخصية الام )في مقتبل العمر تجلس في مقدمة يسار المسرح بملابس تتشابك معها التاريخية والعصرية وهي تجلس امام مهد وتهز ه(، وهي تنشد )دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه). ودلالة الناعور هنا على ان (الحر) منصور وان عقله نصره، واسلوبية الحوار الشعري في شخصية الام وحوارها في النص المسرحي فتح افاقا رحبة للمتلقي لتكوين ومضات ابداعية تؤثر في وجدان المتلقي وعقله ورؤآه، وهو اسلوب من الاساليب المهمة للمواقف الدرامية التي تسمو في الموقف الدرامي ليثير التعبير الاحساسي والشعوري والتلوين الادائي للشخيصة النسائية في حالة تجسيدها على خشبة المسرح، يضاف معها شعرية النص التي تكشف عن الرغبات والصراع من اجل خلخلة القناعاتو، من اجل خلق فكرة مقنعة، إذ ان انشاد الام مع شعرية النص المسرحي وضعت لتخلق ثيمة فكرية في عقلية المتلقي لخلق لحظة او مشهد أو موقف . وتمضي احداث المسرحية بصوت الشمر وهو يردد : الصوت الشمر ساعة المعركة مرة اخرى : اعشق دمع الثكالى.... واتلذذُ بتقطيع نياط قلوب الامهات...ههههههههههههه . وهنا نجد تركيز الكاتب عبر شخصي ة (الشمر) على الامهات مما يحدوه الى وصف المشهد والتركيز على شخصيات الامهات ايضا : ( يستعيدُ كبرياءَهُ ويقفُ مزهواً مع نزو ل دروعٍ وحبالٍ ورماحٍ وعمائم وخوذٍ حربيةٍ , فيظلم المسرح الا من ثلاث بقع على الابواب مع موسيقى تخيفُ الشمرَ وتجعلُ منه جوالاً في المسرح مرعوب ا فيظهرُ من خلفك الباب أمرأةً مغطاةً بقماشٍ فالباب الاول في المنتصف امرأتا ن وفي اليسار امرأتا ن وفي اليمين امرأتا ن يحملْنَ جميعا ملابسَ ملطخةً بالدم وكفنا حتى يقفْنَ بالقرب منه فيحاولُ الهربَ يمينا فيصدنهُ ويحاولُ الهروبَ يسارا فيصدنْهُ الى ان يجبراهُ على الجلو س في المنتصف وكأنها اشارةٌ لسجنه في البرزخ ) . ينتهي ذلك الوصغ لتبدأ معه النساء بحوارهن مع (الشمر) : النساء جميعا : لماذا ..... الشمر : لست وحدي من خان .. النساء جميعا: لماذا ... الشمر : لست وحدي من قتل ودمر وسب ا النساء جميعا: لماذا .... الشمر : كلُّهم خانوا مواثيقَهم وعهودَهم وانا لم اخُنهُ .. امرأة 1: انتَ قاتلٌ دع ي الشمر : انا لم ارسلّْ له ايَّ كتابٍ... امرأة 2 : سفكتَ دمَ اطهَر البش ر . امرأة 3 : واستبحتَ حرمةَ الله .. الشمر : لكني ماغررتُ به وقلت له اقبل . . امرأة 4: بأيّ حقٍّ اردتَ انْ تُطفيءَ نورَ الله ؟ امرأة 1 : فحززتَ رأسَ الكو ن... امرأة 2: وقطعتَ نياطَ قلو ب الامهات ؟ النساء جميعا: كيفَ تجرأتَ على نياط قلو ب الامها ت ؟؟... الشمر : ( وهو يدورُ في الناعور) في الحرب ثمةَ رابحٌ وخاسرٌ وانا تعودتُ ان لا اخسر حربا ..ما يهمني هو سطوة سيفي لا غير ... فانا من قومٍ يؤمنونَ بسطوةٍ السي ف اكثرَ من ايمان هم بحكم ة العقل ونزاهة الروح ..فضلا عن اني اعشقُ دموعَ الثكالى واتلذذُ بفجعتهن ههههههههههههه..فلا تستغربنَّ ما حدث فهو جائزٌ وواردٌ الحدوث في ايّ زمنٍ كان وسيكون ... ( للجمهور ) لو جاءَ الحسينُ اليومَ وطلبَ نصرتكم فهل ستنصرونَهُ ؟... ههههههههههه وبعد ك لّ هذا الوجع هل ستدفعْنَ بأبنائكنَ واخوتكن الى حربٍ خاسر ة مع الحسين واهل بيته ؟ ؟ النساء جميعا: ارواحُنا لمقدمه الفداء... الشمر : ( يضحكُ بسخريةٍ وهو يدورُ في الناعور بشكلٍ معاكس ) قا لُوها غيركن.. فعلوها قبلكن .. وحينما تعلقَ الامرُ بالحياة او الموت كانت كلُّ الالس ن تهتفُ ) بصوتٍ عا ل ( يا حسينُ ارجعْ فقلوبُنا معك وسيوفُنا عليك ههههههههههههه ما من مفر امامَ معادلةٍ كبرى اما حياتك او مماتك... كلُّ جدرا ن الكوف ة اسالوها ستدلكن اين يكمنُ الخذلانُ ؟ ههههههههههه فلا تراهن على مافيكن .....لان مافيكن ليس سوى عاطفةٍ ووجعٍ فقدٍ ودمع غياب وحتما ستخذلُها الشجاعةُ يوما ههههههههه ( يحركُ الناعورَ ) كلُّ زمانٍ يخذلُ فحولته ...كلُّ مكانٍ يضجُّ بدماء ضجيجه .. والناعور في ك لّ الدهور يدورُ.... ويدورُ .... ويدورُ هههههههههههههه . . النساء جميعا: ( يحركْنَ الناعور عكس دوران الشمر ) عكس كل الدهور كان ناعورُ الفرا ت يدورُ .. . امرأة 1 : فلا بطولة فيه او نصر سوى نصر النحور .... امرأة 2 : وزهو الدماء التي انتصرت على السيف ....... امرأة 3 : وما انت الا معنا اخر للتيه .... امرأة 4 :لم يخذل سفير او يطعن ظهر الرسالة بل خذلك الراي.. النساء جميعا: فكنت بطلا من ورقٍ مهزومٍ في كل ما فيك ... الام: ( تنشدُ ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه . يزعجه نشيد المرأة فيتلوى يحاول ان يسُدَّ اذنيه من صوتها الذي يضجُ في المكان . الشمر : ( يصرخ وهو يدخل ويخرج من الابواب الثلاث ) لا ...لا ... لا ....لالالالالالا..( يستعيد كبرياءه ) ههههههههههه كان....كان كل شيء يدور عكس تلك النحور ..وكلما كانت تقترب النحور كانت الاقدار تبور.. فالوعد كان غدر .....وهذا بالضبط ما كان ههههههههههه.... ( ينادي في عمق المسرح)...قيس...ياقيسُ بنُ الاشعث ..هلمَّ واستعدَ الوثبةَ ..هلمَّ يا شبث بن ربعي فقد اينعت النحور وحانَ قطافَها ..تعال يامالك .... ويا سهيل .....نادوا بالناس ان نهار بنوا هاشم قد ازفَ ...تعال يا حر بن يزيد الرياحي كي تستعيد حلمك بتغيير التاريخ مرة اخرى ... تعال يا عمر بن سعد فملك الري لازال بلا امير ... هلموا يا رجالا ت الكوفة وفرسانها فابنُ بنت رسول الله قد اقبلَ فلا تدبروا.. يا نساءَ الكوف ة استعدن للندب والنحيب فلا زالت تدورُ ذات المحن ة في فلك النحور ... تعالوا يافرسان امير المؤمنين فأن ليل الطف قد اسرج ...هيا تعالوا..تعالوا ... مشهد حواري متكامل تجسد فيه الشخصيات النسائية مع انشاد الام في صراع دائر بين الشمر وبينهن وهي دلالة واضحة على ابراز دور المراة وقوتهن وتحديهن ل ( الشمر) واضعافه وهزيمته مما يعطي القوة لقدرة المرأة على هزيمة الشر والظلم بداية الفصل الثاني للمسرحية ايضا للمرأة دور كبير ومؤثر فيها وكا يرد في النص المسرحي : تتحولُ الاطاراتُ الثلاثةَ الى ابوابٍ كأنهن ابواب بيوتات الكوفة ...تظهرُ من خلالهن نسوةٌ بهلاهل وهن يرمين ورود على جماعات من الكوفيين تدخل المسرح وكأن الامرَ يجري في شوارع الكوفة مع تداخل الاصوات لدى الطرفين حول بشارةٍ ما . قيس بن الاشعث: هلاهلٌ تتبعها مشاعل .. شبث بن ربعي : مشاعلُ النو ر قد لاحَ فجرُها ... كوفي 1 : املئن الدنيا زغاريد فليلُ الظل م قد حانَ احتضارَه .. كوفي 2 : ورمالُ الصحراء تطايرت فرحا وهي تحملُ البشرى كوفية 1 : اياكم والتراجع فمن ركبَ معهم نجى ومن تخلفَ هلكَ .. كوفية 2 : لا مكانَ لكم في القلب الا ان تكونوا له ناصرا ومعينا . كوفية 3 : كونوا للثورة رجالُها وصناع زهوها ولا يكن احدكم اسيرَ رغبات الامير الكوفيين : قد اينعت الثمارُ ...فأقبل على جنودٍ لكَ مجندة ....( هلاهل النسوة ). وهاهي المرأة تاخذ دورها في دفع هذا المعركة نحو الانتصار، دافعية كبيرة في المعنويات العالية برمزية (الهلاهل) التي تدحض الظلم على لسات الشخصيات النسائية (الكوفية) اللواتي نصرن الامام وال بيته الاطهار في واقعة الطف وصنعوا زهو انتصار الحق على الظلم . وفي حوار اخر بين النساء والشمر: النساء جميعا : وماذا بعدُ .....؟ الشمر : وماذا بعد ماذا ..؟ النساء جميعا: الدم ... ام السيف .. ؟ الشمر : ( بسخرية يضحك ) هههههههههههه السيفُ اصدقُ انباءً عن الد م . النساء جميعا: بل قلوبُ الامها ت اصدقُ انباءً عن الانتصار . نجد هنا في حوار النساء بانهن عنوان للانتصار وهي مكانة كبيرة اخرى لانتصار المرأة الشجاعة على ظلم وجبروت الظالمين . وما زالت (الام) تنشد منتصرة على (الشمر): الام: ( تنشد ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه ( يزعجه نشيد المرأة فيتلوى يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان )ويجيبها (الشمر)بحواره : الشمر : هههههههههههههه هو لك يا عمر لا تخفْ فليلُ كربلاءَ يدورُ ومعه ال ف نحرٍ يدور...فالأمهات هن من وهبن ابنائهن للحرب وفي الحرب لا مكان للقلوب ابدا بل للسيف لا غير ...من تجرأ على قلوب الامهات هو من خرج اشرا وبطرا ليرميَ بقلوبهن في اتو ن الوجع كي يراهن سبايا...من تجرأ على قلوب الامهات هو من اينعت ثماره عنوة لقطاف سيوفنا راضية مرضية ...وتأتيْنَ لتسألن من تجرأ ومن لم يتجرأ ..سل النحور علها تجيب ... فسيوفنا صماء لا ترد السائل ...( تتكلمُ النسوةُ وضحكاته تتصاعد ) نتبين من دلالة حوار شخصية (الشمر) دور الامهات في هذه الملحمة اللواتي كانوا خير عون لرجالهن واخوانهن وابنائهن في الانتصار بهذه الواقعة العظيمة، اذ لايكاد يخلوا اي حوار لشخصية (الشمر) الا وذكر الامهات في حواره . وحتى في وصف )الحر( بحواره فانه يذكر شخصية الامام بقوله )ابن بنت رسول الله ((ص)) زهراء العفة وخير نساء العالمين و ما يتردد من رسول الله ((ص)) ( فاطمة الزهراء بضعة مني فمن اذاها اذاني) : الحر: ) بصوت عال ( العار ان نطلبَ شفاعةَ ج د ه يومَ القيام ة ونحنُ نسفكُ دمَ اهلَ بيت ه ..العار ان تمضيَ مطية للرغبة وتترك من بيده الجنة والخلود وحيدا ..اليس هذا سيدَ شبا ب اهل الجنة يا ابن امي وابي ؟؟ اليس هذا من كان رسولَ الله ((ص)) يقبلُهُ بنحره ؟؟!! اليس هذا ابنُ بنت رسو ل الله ((ص)) زهرا ء العفة وخير نساء العالمين التي كان يردد فيها رسول الله ( فاطمةُ الزهراء بضعة مني فمن اذاها فقد اذاني( فكيف لنا ان نؤذيَ قلبَ من هي بضعةُ رسو ل الله ؟؟!! عن ايّ ملكٍ وجاهٍ نقاتل يا مصعب ؟؟ الملكُ لله وهؤلا ء ابناءُ رسو ل الله .. دلالة هذا الحوار ايضا يعطي المكانة العظيمة للمراة مجسدة بشخصية فاطمة الزهراء (عليها السلام) سواء بحوار (الحر)او اعادة ما ذكره رسول الله ((ص)) عنا وعن من يحاول ايذائها . وفي حوار اخر من ذات الفصل يركز (الحر) في حواره على فاطمة الزهراء (عليها السلام) بالقول : الحر: لا اريد ان اقفَ وتقفون يوم لا ظلَ الا ظله ورؤوسنا في الرمال كالنعام امامَ رسو ل الله وفاطمةَ وعليّ عليهم الصلاة والسلام ..لا اريدُ ان اقف كالخائن او المتخاذل يوم تسألني سيدة نساء العالمين عن الحسين واهل بيته عليهم السلام ,لا اريد ان اواجه ابا الحسن علي عليه السلام وانا التمس صفحه لأني شاركت بقتل سيد شباب اهل الجنة ...ماذا اقول لرسول الله ؟؟ ماذا اقول لفاطمة او لعلي عليهم الصلاة والسلام ؟؟ ماذا اقول لله عز وجل وهو يسألني لماذا حينما وجدت دين الله لا يعمل به لم تنتصر اليه ؟؟ ما عساي ان اجيبَ يا مصعب حينما اُسألُ لماذا تركت دعيا مثل الشمر وفاسقا كعمر يقتلون ابناءَ الرسال ة ويسبون نساءَ النبو ة ؟؟... ماذا عساي ان اجيبَ يا مصعب؟؟؟؟؟؟ ؟ وفي حوار اخر يفصح (الشمر)عن انزعاجه بانشودة (هدهة الام) ويبين اسباب هذا الانزعاج : الام: ( تنشد ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه . يزعجه نشيد المرأة فيتلوى يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضجُ في المكان . امرأة 1 : تتلوى وجعا من صوت ياشمر...؟؟ الشمر :هدهدة اكرهها لأنها تلدُ الفَ عباسٍ ... اذن بهذا الحوار والافصاح تنتصر (الام) المرأة مرة اخرى على شخصية (الشمر) نتبين فلسفة الانشودة واجابتها على لسان (الشمر) وهو ما يدله حوار (الام) و (الشمر): الام: الارحام تلد الابطال والجبناء طالما هناك حرب تدور..) تنشد ( دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه . الشمر يزعجه نشيد المرأة فيتلوى يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان . الشمر : ( يصرخ بصوت عال ) كنا نلمح تلك العيون الباكيات من داخل الخيام لزوجة تودع زوجها ..وام تلفظ اخر انفاس نياط قلبها وجعا وهي ترى ولدها في ساحة المنون وحيدا ..كنت المح كل شيء الانين والدموع واتلذذ فيهما وحينما تهاوى على الارض صريعا ( بتوجس ) احسست بأن السماء اخذت بحزن نفسا عميقا من الارض,( يستعيد كبرياءه ) كان ممتعا لحد الثمالة ان ترى وجع الام التي رمت بولدها لنصال السيوف لتقطعه هههههههه دفاعا عن الحسين واهل بيته وممتع جدا لزوجة وهي ترى زوجها يقتل امامها وتتلذذ السيوف بجسده ههههههههههه .. وانتصار المراة هنا هو ما ورد على لسان )الام( بالارحام التي تلد الابطال وزفاف المراة لابنها وزوجها واخيها دفاعا عن قضية الامام (الحسين) واهل بيته كما وردت على لسان شخصية (الشمر) وهو ما يرد ايضا في حوار احدى النساء في المشهد الثاني من الفصل الثاني حين تقول : امرأة 4: ( تبتسم) بلى والله مذ انجبتك وانا اناجي الله ليلا بأن افخر بك يوما وانت شهيدا من اجل الحق ولم يخيل لي بأني سأقدمك كهدية ابتسامة لفاطمة بنت خاتم الانبياء ..فأمضي لن ارضى عنك طالما الحسين وحيدا بلا ناصر او معين حتى تموت دونه . وتنتصر ارادة المرأة مرة اخرى في هذا الحوار ايضا : امرأة 4: ما من بنت او حفيد لرسول غيره في هذا الكون لذا وجب نصرته والقتال بين يديه بروح راضية مرضية ...ودعيه ...ودعيه يا بنيتي فأبواب السماء لن تفتح مرتين ..هنا تتوقف كل تواريخ الارض لتلتقط انفاسها من عقيدة الحسين وايمانه ..هنا يعجز حتى الكلام عن الكلام في وصف شجاعة قلوب الامهات ..هنا كل قلوب الامهات تختصر بقلوب تزف ابنائها واهل بيتها الى مذبح الحرية ... هنا قلب يختصر كل القلوب انه قلب زينب ...امضي يا ولدي وقل لزينب بأننا كلنا فدا لظلك مولاتي . ويهزم (الشمر) من المرأة ويعترف بهزيمته المرة بحواره مع النساء : الام: ( يضاء زاوية المسرح الاخرى وفيه النسوة تنشد ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن -الجول يالولد يبني يايمه . يخرج الشمر من عمق المسرح وهو يتلوى ويزعجه نشيد المرأة يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان . الشمر : ( بعصبيه ) اعشق دمع الثكالى.... واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات...( يدور في الناعور وبهمس وهو يلهث ) اعشق دمع الثكالى.... واتلذذ بتقطيع نياط قلوب الامهات...( تحوم حوله النساء) امرأة 1: هزمتك قلوب الامهات ... الشمر : ( باستسلام ) اعترف بذلك . امرأة2: اذلّتكَ قلوبُ نساءِ الطفِ . الشمر :( بانكسار ) هي ذا سخرية القدر . امرأة3: انتصرت على رجولتك قلوب حواء ... الشمر :(بوجع ) ما من مهربٍ منها او مفر... الام : انينُ الخيامِ تحول على مر العصور ارتجازات مظلوم ..( تنشدُ ) الا لعنة الله على الظالمين .. الشمر : ( وهو يتلوى ويزعجه نشيد المرأة يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان ) لا...لا....لالالالالا لا اللعن الا في قلوب الامهات . النساء جميعا : بل في كل العصور ملعون مرجوم . . وتنتصر الام بانشودتها كذلك ويعلن (الشمر) هذا الانتصار : الام: ( تهزُ المهدَ وهي تنشدُ ) دللول ...دللول ....دللول عدوك عليل وساكن الجول يالولد يبني يايمه . الشمر يتلوى ويزعجه نشيد المرأة يحاول ان يسد اذنيه من صوتها الذي يضج في المكان . الشمر : ( يصرخ بالأم ) كفىىىىىىىىىىىىىىىى الا تكفين من الولادة والهدهدة ( يجر المهد ويخرج مافيه سيف وملابس حرب عصرية كملابس المقاتلين عن مرقد السيدة زينب) ههههههههههه سيف وملابس حرب هههههههههههه هل ثمة متسع لحرب جديدة هههههههه . وتنهي احداث المسرحية بحوار السيدة زينب (عليها السلام) : السيدة زينب (عليها السلام): لم ارَ الا جميلا .....( يبقى يتردد صوتها في المسرح ) لم ارَ الا جميلا ...... لم ارَ الا جميلا .....) مع تعالي صوت الشمر تأخذ كلُّ امرأةٍ طرفَ القما ش المتدلي من اعلى السقف عند كل باب ويذهبان به الى عمق وسط المسرح فيحطْنَ النساء بالشمر الذي يضيع بينهن وهُنَّ يرفعْنَ طرفَ القما ش الى الاعلى وفي اعلى المسرح تظهر في شاشة العر ض قبةُ الاما م الحسين حتى يخيل للمتلقي بأن النساء بالقماش شكلن مرقد الامام والشاشة شكلت قبته ومن ثم يظهر في شاشة العرض صور للزحف المليوني مشيا للإمام الحسين (عليه السلام) مع تردد صوت السيدة زينب (عليها السلام)...( لمْ ارَ الا جميلا ...... لمْ ارَ الا جميلا ..... لمْ ارَ الا جميلا ...... لمْ ارَ الا جميلا...... وهذا الحوار للسيدة زينب (عليها السلام) وهي تنهي احداث المسرحية لهو دلالة واضحة على مدى الدور الكبير الذي ادته المراة في هذه المسرحية سواء في الجانب الفكري والفلسفي والدلالي والديني والمعنوي والبطولي والتحفيزي الذي اسهمت به في احداث واقعة الطف او من خلال ما تجسده في احداث هذه المسرحية . الفصل الرابع نتائج البحث اولا: النتائج: 1 - تجسدت اعلى معاني البطولة والانسانية والشجاعة والصبر والتضحية في صورة المرأة عبر شخصياتها في هذه المسرحية . 2 - بين الكاتب مدى الهزيمة النكراء التي تعرض لها (الشمر) من المرأة مجسدة في شخصيات المسرحية عن طريق الحوارات والايماءات والمناظر والافعال . 3 - قدمت المرأة في هذه المسرحية قيم ومبادئ ومثل عليا . 4 - اعطت شخصية السيدة زينب (عليها السلام) في هذه المسرحية درسا بليغا لجميع النساء بالقدوة الحسنة ولا سيما في الجانب الفكري والفلسفي والدلالي والديني والمعنوي والبطولي والتحفيزي . 5 - سعى لاستخدام العديد من الاساليب التي تظهر قدرته الابداعية في تجسيد الشصيات النسائية بالاداء والحوارات والدلالات . 6 - عمل الكاتب في شخصية (الام) وحوارها في النص المسرحي الى فتح افاقا رحبة للمتلقي لتكوين ومضات ابداعية تؤثر في وجدان المتلقي وعقله ورؤآه، وهو اسلوب من الاساليب المهمة للمواقف الدرامية التي تسمو في الموقف الدرامي ليثير التعبير الاحساسي والشعوري والتلوين الادائي للشخيصة النسائية في حالة تجسيدها على خشبة المسرح . ثانيا: الاستنتاجات: 1 - المرأة هي الوحيدة القادرة على صنع المستحيل، فهي وحدها تست طيع ان تكون زينب في كل عصر وزمان، وياتي ذلك عن طريق مشاهدة الاثر والبطولات مجسدة على خشبة المسرح والتي سيكون وقعها اكثر على الجمهور . 2 - حولت النساء الخالدات الهزيمة الى نصر، كما جسدت في الشخصيات النسائية في المسرحية وهزمهن ل(الشمر). 3 - عملت نهضة الامام الحسين(عليها السلام) على ان تجمع كل مقومات الحياة الكريمة، فكانت هذه النهضة مثلاً رائع ا لكل الشعوب، وكان للمرأة دو ر كبي ر فيها يمكن تجسيدها في المسرحيات المكتوبة للمسرح الحسيني . 4 - ان الحوراء زينب(عليها السلام) دورا دلاليا ورمزيا كبيرا مختلفا في هذه المسرحية، فكان تفصيل وتكريس للأهداف التي من أجلها نهض الامام الحسين(عليه السلام) ؛وذلك بعد شهادته، أو لنقل تكميل ذلك الدور واستمراريته، فقد وقع على عاتقها ان التاريخ لا يستطيع نسيان ذلك الدور، ولولا جهودها لما اثمرت تلك النهضة المباركة بهذا الشكل الذي أثمر ولما تجسد الانتصار في نهاية المسرحية . الهوامش - القرآن الكريم خير ما نبتدأ به ( *) وهي واقعة مفجعة، حدثت عام ( 680 ميلادي – 61 هجري) في العراق على نهر الفرات بأرض تدعى الغاضرية (كربلاء) حيث قام جيش بنى امية بزعامة عمر بن سعد بن ابي وقاص وابن زياد وجمع من الكفار بقتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) مع اصحابه المسلمين وأهل بيته واخوته وابنائه، وتحرق خيامه وتسبى عياله، واطفاله، فيقادون الى الكوفة ومن ثم الى الشام تاركين جسد عميد الاسرة الهاشمية الامام الحسين(عليه السلام) مقطع الاوصال، ومسلوب الرأس والرداء، وكذلك قطعت روؤس كل من معه من المسلمين وأخذت مرفوعة على الرماح مع الاسرى الى خليفتهم يزيد بن معاوية في الشام. للمزيد ينظر: جواد جعفر الخليلي، شرح القصيدة الرائية تتمة التترية، ط 6، )قم، طليعة النور، بلا. ت(، ص 470 – 471 – 472 . وكذلك ينظر: فارس حسون كريم، الروض النضير، ط 4، )بيروت، البلاغ للطباعة والنشر والتوزيع، 2001 (، ص 302 . 1- Larousse du xx siècle, La Maison la Rousse, Paris 1932 . 2 - بنت محمد محمود، تقييم دور المرأة المورتانية في التنمية المحلية، رسالة جامعية(غير منشورة)، كلية الاداب والعلوم الانسانية مكناس، جامعة المولى اسماعيل، مورتانيا: السنة الدراسية2004 / 2005 ، ص 23 . 3 - الصدوق، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، علل الشرائع، المكتبة الحي درية، النجف: 1385 ه-1966 م . 4 - انظر الحائري، معجم أنصار الحسن:محمد صادق محمد الكرباسي ص 1090 . 5 - انظر معالي السبطين في أحوال الحسن والحسين: ص 103 . 6 - الملهوف على قتل الطفوف: ابن طاووس ، ص 108 (مصدر سابق). 7 - الأمين، محسن، أعيان الشيعة، 6 / 449 ، دار التعارف للمطبوعات ، ط 5 ، 1420 ه- 2000 م. 8 - الطبري، تاريخ الطبري ، 3 / 488 . 9 - انظر، الامامي الشريف المرتضى علي بن حسين الموسوي العلوي، تحقيق ابو الفضل إبراهيم2 / 347 دار احياء التراث العربي القاهرة – 1373 ه- 1954 10 - انظر، دخيل، علي محمد علي اعلام النساء ، ، الدار الاسلامية بيرو ت لبنان، ط - 3 ، 1412 ه-1992 ، ص 276 - 2778 . 11 - انظر المصدر نفسه ص 270 . 12 - صحيح الترمذي 21 / 308 ، عن كتاب (السيدة زينب بطلة التاريخ ورائدة الجهاد في الإسلام) باقر شريف القرشي، دار المحجة البيضاء ، لبنان ، ط 1 ، 1422 ه- 2001 ، ص 64 . 13 - القمي، ابو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، كتاب كامل الزيارا ت، تحقي ق: جواد الفيومي ص 442 - 445 . 14 - سعي د، د.جميل، نظرات في التيارات الأدبية الحدثة في العراق، من مطبوعات معهد الدراسات22 العربية العليا القاهرة ، - 1954 ، ص 51 . ** والحكواتيه كما يطلق عليهم في سوريا ولبنان وفلسطين وبعض أقطار المغرب العربي، و(القصة خون ) و( الروزة خون) كما يطلق عليم في العراق وبعض أقطار المشرق العربي .عقلة عرسان، علي، الظواهر المسرحية عند العرب، ط 3 ، مطبعة اتحاد الكتاب العرب دمشق: – 1985، ص 441. 15 - معلوف، د. انطوان معلوف، المدخل الى المأساة، التراجيديا، والفلسفة المأساوية.المؤسسة الجامعية،.بيرو ت: 1982 ، ص 39 . 16 - http://www.alhodamag.com/index.php/post/543 17 - https://forums.alkafeel.net/showthread.php?t=69960 18 - munasbat/ashura/1432/104.htm/http://annabaa.org . 19 - http://www.skypressiq.net/ الازهر ومسرحية الحسين ثائرا والحسين شهيدا شيء- - - - - - - من التأري خ وأشياء م ن الحاضر - - - - 20 - المصدر نفسه والصفحة نفسها . 21 - المصدر نفسه والصفحة نفسها . 22 - http://www.narjesmag.com/news.php?action=view&id=1656 *** حازت مسرحية (ليلة ضياع الشمر) لمؤلفها الكاتب الميساني (عدي المختار) على الجائزة العاشرة في مسابقة النصوص المسرحية الرابعة لمهرجان المسرح الحسيني الخامس الذي تقيمه العتبة العباسية المقدس ة للفترة من 26 جمادى الأولى 1435 ه ولغاية 28 منه ) الموافق ل 30 -28 ( آذار 2014 م حيث عقد تحت شعار) المسرح الحسيني لوحة فكرٍ يخطّها المبدعون . ) 23 - https://forums.alkafeel.net/showthread.php?t=69960 24 - المسرحية منشورة على موقع(كتابات في الميزان) http://www.kitabat.info. Zaid salim suliman Bagdad Universty Introduction: Grew the world stage in Greek Greek civilization of his religious rituals and what was known as the celebration of God Dionsus, either in Iraq has been associated with the theater also religious rituals, including rites of the tenth of Muharram in 61 AH and associated battle (tuff) timeless * led by Imam Hussein (peace be upon him) The constellation of the house and his supporters to correct the march of Islam. The incident (tuff and witnessed the events were reflected later real and spontaneous and poignant scenes occurred on the land of Karbala, this embodiment is the real beginning of the theater Husseini in Iraq, and took this ritual evolved slowly over the years and years due to social developments and love of Imam Hussein (Revolution peace be upon him) and with it developed this ritual when establishing Husseini rituals every year, especially in the first ten days of each. It was the Lady Zainab peace be upon her key role key in the chapters of this great revolution, was the personal second revolution theater after the character of her brother Imam Hussein, peace be upon him, it was with him in most of the classrooms and attitudes, but they led the revolution after the martyrdom of Imam Hussein and completed the rings, as well as female characters that participated in the events of this timeless revolution. Without Karbala When she was a woman of her personality this summit, glittering and immortality ... but not women's roles to Karbala achieved their objectives and their input and their implications in the reality of the nation and history, it has embodied female characters bone in business that forward theater Husseini gave a great picture of the role that was played by women in these events and its reflection on the image of Iraqi women and their place in society and to take women a role model for them after watching a this incarnation of roles offered by the theater that Husseini.