فجر أخر

فجر أخر

مذ كنت صغيرا اعشق الفجر,أهيم به وفيه ,احلق في فضاءاته وأداعب خيوطه الفضية بأحلام ندية,أذوب فيه حد الثمالة ,ويمدني هو بخيوط الأمل الفضية ,

...العب ,,,والعب دونما كلل أو ملل ,وكلما افتتح لي سموات أكثر يصدنا المساء,فابكي بكاء طفل لثدي أمه ,

وانتظر ............نعسة ...نعسه  حتى يحن لقاء أخر .

سمعت احدهم يقول إن للفجر مدينة مابين الابهر ... والابهر من قلب الوطن ,سرت سعيا له وأنا أتأبط  خارطة كتبها لي عراف اخرس ,كتبها وهو يحاول أن يقول شيئا دون أن يسعفه الصوت أو الصدى ,

الهم كل الهم خارطة الأرض وليس الكلام  او بقايا إشارات خرساء  ,وكي أتمتع بخيوط الفجر ركبت أبطأهن سيرا,...ورحت أمارس غوايتي وهوايتي بالتفكير ,كيف سألقاه على الدوام ؟,وأعيش فجرا بلا ضحى أو ظهرا  أو عصرا ومساء ؟,أحلام  وأفكار كانت تجعل الابتسامة تجتاح فمي بين الحين والأخر دونما شعور ,ابتسامة عريضة كأنها نهر يجتاح جرفيه ويستبيح عذب الطين أكثر...فأكثر....,

نسير وسط الزحام ...إلا أن ثمة جموع كانت تسير كما نسير وكأنها تصلي مشيا على الأقدام .

- ربما كانت تسير نحو الفجر ؟إلا أنها لن تصل قبلنا بالتأكيد وسنحفل نحن لا غير به.

هكذا كانت تراودني في سري الأقاويل والأفكار,اقتربت السيارة أكثر فلاح الفجر من بعيد وهو يمد خيوطه للترحاب بنا أو ليحتضننا .

انه الفجر .....وصلنا لمنابع النور ......و....

هكذا صرخت بأعلى صوتي إلا أن السائق كان لي بالمرصاد فقاطعني وهو يقول بصوت هادئ جدا .

ليس بعد ......ليس بعد .

نسير .............ونسير ...........الضوء يشدنا إلى الأمام أكثر ,نسير فيشتد الضوء أكثر ,.....نسير ويغرب الفجر أكثر .....والسائق يقول .

ليس بعد ......ليس بعد .

وصلنا وخيوط الغروب تجتاحنا ,و تأتأت العراف الأخرس تضج في راسي ومخيلتي بين الحين والأخر  دونما سبب ,وثمة لافتة كتب عليها (بلدية الفجر ترحب بكم ) وتحتها كتب بلغة شعبية دارجة (العراقي فوك الجمل وعضه .................).......فاجتزناها مخيرين نقتفي اثر السائرين لفجر أخر أكثر بقاء .

 

خريف2011

تم عمل هذا الموقع بواسطة