الاولمبية ونفق الرؤية الوطنية
بقلم - عدي المختار
عند كل انتخابات رياضية نصطدم بالقوانين الوطنية التي لا تنسجم مع اجراء الانتخابات هنا وهناك والتي أنتجتها بالتأكيد مرحلة الفراغ الدستوري للحركة الرياضية وعجز قادتها في صناعة قوانين محلية تنسجم مع القوانين الدولية مما ينتج في كل مرة مرحلة متعبة ومرة من الشد والجذب في الاعلام مابين قادة الرياضة وممثلي البرلمان والحكومة المعنيين بالرياضة العراقية .
هنا لابد ان نؤكد ان غياب القوانين لا تتحملها المؤسسات الرياضية وحدها بل كل من تولى رئاسة وعضوية لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب وايضا وزارة الشباب والرياضة منذ اخر انتخابات اولمبية شهدها العراق لذلك فالخلل مشترك ولايمكن لأي جهة التنصل عن هذه المسؤولية او رميها في مرمى الاخر فكل الجهات مسؤولة عن هذا الخلل الدستوري الذي تمر به رياضتنا العراقية منذ ٢٠٠٣ .
المهم بين هذا وذاك اليوم هو تحكيم لغة العقل والمنطق للعبور للضفة الاخرى دون المساس بطرفي المعادلة (الحكومة والأولمبية الدولية ) لان تغليب لغة العقل واللجوء الى الحلول الوسطية المرضية للطرفين هو بر الأمان ألذي يتمناه الشارع الرياضي ، فليس من مصلحة طرف ايذاء الرياضة العراقية خارجياً او المساس بهيبة الدولة داخلياً ، فرياضتنا بحاجة لكلاهما من اجل المضي بقارب الرياضة نحو الأمان اليوم وغداً.
كما ولا يختلف اثنان على وطنية الكابتن رعد حمودي وحكمته التي جنبت رياضتنا الكثير من المطبات وخلقت جواً من (الاريحية) والدبلوماسية والكياسة مابين الحكومة والرياضة العراقية طيلة تواجده في دفة القيادة الأولمبية ، ولازلنا نراهن على هذه الروح الوثابة في هذا الرجل في خلق روح الانسجام التام وتهيئة المناخ المناسب والمرضي لإجراء الانتخابات بشرعية وطنية ودولية ، كما نؤمن بروح العمل المتأنية التي يعمل بها معالي وزير الشباب والرياضة في ردم الهوة الحاصلة مابين الاولمبية الدولية والحكومة العراقية وهو قادر بالفعل تجنيب رياضتنا اي عقوبات محتملة ان توافقت رؤاه مع رؤية الكابتن رعد حمودي رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية من جهة والأولمبية الدولية من جهة اخرى .
ماتحتاجه رياضتنا اليوم هو الصمت الاعلامي المشحون الذي بات يشحن المواقف ويسيرها نحو التعقيد وان نؤمن تماماً بأننا كلنا شركاء في الحل لا التعقيد فضلاً عن توافق الرؤى الحكومية والأولمبية والتفكير جدياً بمستقبل الرياضة العراقية لا البطولات الكلامية التي لم تجني منها رياضتنا غير التراجع وعسى ان يكف البعض في النفخ بنيران التصريحات مابين الطرفين لانها نار تسري في هشيم رياضتنا بسرعة الضوء وان استمرت في نفخ هذا وذاك لربما تزج بِنَا في نفق لا ضوء يلوح في نهايته .
لذا فأن الطريق للحل المرضي لكل الأطراف ليس مستحيلاً بل هو اسهل من اي حل اخر ان احسنت الأطراف كلها النوايا وجعلت مصلحة الرياضة العراقية نصب أعينها وتسامت على ظاهرة بروز العظلات الكلامية في الاعلام .
فمن اجل الرياضة وحدها ومستقبل رياضيينا الأبطال في كل الالعاب لابد الخروج من نفق الرؤى الحكومية المعقدة نحو ذلك الضوء الذي يلوح في اخره وهو انجاز انتخابات شفافة او المضي بهيئة مؤقتة ترتب الأوراق مجدداً بتوافق كل الأطراف لينجوا الجميع من فترة مظلمة لرياضتنا العراقية قد لا يحمد عقباها .
#الزبدة: إحذر الذي يمدحك كثيراً ... وتذكر دائماً ان الرجل يداعب رأس الحمار ليركبه..