الملاعب لا تبني وطناً للشباب يامعالي الوزير
بقلم - عدي المختار
شيء مفرح جداً ان تعمد وزارة الشباب والرياضة على إكمال المشاريع المتلكئة في وزارته وتحديداً الملاعب في عموم المحافظات ، ولا ننسى بانه جزء من المسؤولية الملقاة على عاتق الوزارة وليس انجازاً شخصياً للوزير وليس متفضلاً بها علينا بل هي مسؤوليته ومسؤولية اي وزير ، ان نجح عبطان في هذا الملف من دون سواه من الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الشباب والرياضة فذلك عائد لهمة الوزير وايمانه بالمسؤوليات المهمة في وزارته اي الامر منوط بهمة من يتم استيزاره لهذه الوزارة ولا علاقة لها بإنجاز فردي لهذا الوزير دون غيره كما يطبل الآخرون .
ان مانجز هو جزء من مهامه وبقي الجزء الأكبر والاهم مغيب في الأهداف العامة للوزارة ، ولولا مانجز من ملاعب في عهده لكان حاله حال غيره لذلك نقول ان ماقدم يبقى جزء يسير من ملف كبير وشائك في المهام الكبرى للوزارة اذا مالتفتنا للعنوان فهي وزارة ( شباب + ورياضة ) اي يأتي الملف الرياضي مابعد الملف الشبابي وهنا يتبادر للذهن جملة من الاسئلة .
أين الانجاز الشبابي في عمل وزارة الشباب ؟ ، لماذا الاهتمام بمنشأت العمران دون بناء الانسان ؟ لماذا غيبت النشاطات الشبابية وغاب معها دور منتديات الشباب كافة في احتضان وتطوير ورعاية شباب العراق ؟ ماذا حل بملف إعمار وتأهيل منتديات الشباب كافة ؟ لماذا باتت خاوية منتديات الشباب التي كانت عامرة بالشباب إبان نظام البعث ؟، أين الخطط والبرامج التي تنهض بالشباب العراقي ؟ لماذا ترك الشباب بلا اهتمام فتحول الواقع الشبابي الى فوضى وتشتت مابين استقلالية بلا دعم وشباب في ركاب المؤسسات الحزبية ؟ لماذا بات الشباب العراقي اليوم بلا مؤسسة حكومية ترعاها او منتديات ودور تحتضنه؟ ، لماذا هجر الشباب منتدياتهم وغاب الدعم لأنشطتهم ومواهبهم ؟ أين الأنشطة الشبايية والمهرجانات والمسابقات التي كانت تستقطب الشباب في المنتديات ؟ أين مسارح الشباب والفنون والكتابة والابداع الذي من وأجب الدولة رعايته وتنميته؟ لماذا بات شبابنا اليوم بلا ثقافة او فكر ؟.
كل هذه اسئلة يطرحها المنصفون وليس المطبلون لإنجازات شخصية للوزير !! وكان يجب ان يلتفت لها الوزير مبكراً للنهوض بالمؤسسة الشبابية في العراق ، فكل نسب الجريمة والمخدرات والضياع الذي يلف شريحة الشباب فضلاً عن تغيب نشاطات الشباب وإبداعاتهم تتحملها الوزارة وشخص معالي الوزير كونهم هم المسؤولين عن رعاية الشباب وبناء جيل واعٍ ومتطور وتنمية قدراتهم وإبداعاتهم وثقافتهم الشخصية بدلاً من رميهم في جحيم ( سوشيال ميديا) !!.
عذراً معالي الوزير ليس بالملاعب يبنى وطن للشباب !! الاوطان تبنى بالأجيال الواعية المحصنة التي تلقى حقها ونصيبها من الرعاية والدعم والتطوير من حكومتها متمثلا بوزارة الشباب فتغييب دور الشباب في مهام عملك هو كارثة نجني عارها وشنارها يومياً من خلال زيادة عدد الجريمة والمخدرات وضياع الهوية وغياب الثقافة والفكر بين أوساط الشباب .
ختام القول ... وزير الشباب مطالب اليوم بإعادة الحياة للعمل الشبابي ليكون للشباب مؤسسات حكومية ينتمون لها يتعلمون فيها مالم تعلمهم إياه المؤسسة التربوية وينمون فيها مواهبهم وقدراتهم عبر خطط وبرامج وزارة تعيد الهيبة للمنتديات الشبابية واكمال بناها، وتكليف العاملين فيها بالعمل الجاد لاحتضان الشباب ورعايتهم ، وهذا لا يكون الا من خلال مؤتمر يناقش فيه سبل تطوير المؤسسة الشبابية في عمل وزارة الشباب وعدم اللجوء للأنشطة والأفكار والتنظير السطحي بل لابد ان يستند التخطيط والتنفيذ للتقيم ومعرفة مدى تحقيقها للاهداف كي يعاد الحياة للأنشطة الشبابية في المنتديات العامة والخاصة وخلافاً لذلك سيذكر التاريخ ان ثمة وزير بنى مجده على بناء العمران ونسي بناء الانسان .
الزبدة : الاوطان تعمر بالانسان لا بالعمران .