الوطنية نهج الواثقين ..باسل عبد المهدي إنموذجاً
بقلم - عدي المختار
كنت اسمع به لسنوات مضت وكنت كغيري حينها لا يرى فيه سوى عقدة من عقد واقعنا الرياضي التي لا ترضى على الرضا نفسه تجثم على صدر الرياضة العراقية حتى اني كنت اراهق أحياناً في تبني افكار واراء بالضد منه ، نعم كانت ثمة صورة ضبابية تكونت لدي ((عن بعد طبعاً )) عن هذا الرجل حتى التقيته ذات يوم .
فقد جمعتني قبل سنوات مع الخبير الرياضي الدكتور باسل عبد المهدي جلسة واحده دامت لأكثر من ساعة في بيته وكانت بطلب منه آنذاك حول مقال لي وقتها نال اعجابه وان ينال مقال لك اعجاب قامة كهذا الرجل فهي نشوة نجاح لا تضاهيها نشوة، في هذه الساعة الواحدة اختصر لي هذا الرجل معنى ان تكون خبيراً حقيقياً في رياضة تئن وتشكو من العلل ، ساعة واحدة قرأت في عيون الرجل اي تاريخ يحمل وأي رؤى وطنية تعتمر ذلك العقل وتسكن تلك الروح وأي مستقبل يتمنى ان يرى فيه رياضة بلده .
بكياسته المعهودة قدم لي الشاي وراح يرتشف بهم وهو يحدثني عن اهم معضلات الرياضة العراقية وكيفية الخروج منها بأقل الخسائر ان اردنا لها مستقبل معافى ، وكنت اجلس أمامه باستماع أخاذ لماكان يتحدث به وكأنه ترجم واختصر كل مافي داخلي من اماني وامال وطموحات مؤجلة وجب تحقيقها، مؤكداً على دور الاعلام في صناعة الجيل الرياضي الذي بيده التغير ورؤى الإصلاح وأهميته في محاربة الخلل وتصحيح المسيرة نحو الأفضل .
اليوم وبعد غياب قسري عاد الرجل للواجهة وهو طبعاً الذي لم ينقطع عن رياضته اطلاقاً حتى في غيابه هذا بل كان حاضراً في كل شاردة وواردة عبر طروحاته ورسائله المعلنة والمشفرة احياناً طيلة الفترة الماضية ، والغريب ان تلوح في فضاءات الاعلام وأروقة الرياضين خلف الأبواب المغلقة تلميحات وتعليقات تتهم الرجل باستغلال مكانته كأخ للرئيس للدخول للرياضة مجدداً !! فهل خرج منها ليعود مثلاً ؟ هل تحتاج قامة كالدكتور باسل عبد المهدي الخبير المطلع بخفايا الرياضة ماضياً وحاضراً والضليع بايجاد الحلول الناجعة لهمومنا الرياضية اي سلطة او منصب للعودة للرياضة ؟ الا ترون ان الحديث في هذا الامر هو محض سخافة ووقاحة لا تمت للشجاعة بصلة؟ .
ارى كما يتفق معي الجميع ان الرجل لا يحتاج لكل مايثار حوله الان بل رياضتنا هي من تحتاجه وتبقى في حاجة له طالما فيه عرق ينبض وعلى من يهمه الإصلاح الرياضي بحق ان يتحصن برؤى هذا الرجل والمضي بها نحو الإصلاح الحقيقي للمنظومة الرياضية مستقبلاً .
الدكتور باسل عبد المهدي قادر باستشارته المدروسة ان يخرج رياضتنا من الوحل الذي سقطت به لسنوات وان ينهض بالرياضة نحو الأفضل من مكانه بلا اي مسؤولية ، فأنصتوا له واستوعبوه فكراً ونهجاً وتخطيط ففي قارب أفكاره النيرة شراع النجاة واتركوا خوفكم الغير مبرر على كراسيكم العاجية فمستقبل الرياضة العراقية اكبر من اي كرسي .
وانتم من عليكم استغلال مكانته وعقليته وليس العكس في إنقاذ واقعكم وواقع الرياضة من الإنفاق التي أدخلتم بها انفسكم ورياضتنا المصابة بالكثير من العاهات المستديمة ، وهو قادر على المضي برياضتنا نحو بر الأمان الذي نرجوه.
الزبدة : من المؤسف أن يتمنى الإنسان حقه !