رؤية في صراع العصائب والحكمة

رؤية في صراع العصائب والحكمة 

بقلم - عدي المختار 

نتفق جميعاً على ان الصراع الدائر بدأ إعلامياً بعيداً تماماً عن اي تصادم سياسي او خلاف سياسي مابين توجهات الجهتين وكان الاجدر ان يبقى الصراع ضمن هذه الدائرة دون ان يتطور لصدام سياسي قد لا يحمد عقباه .

 

الخطأ الاعلامي السياسي في العراق 

بداية علينا ان نعرف تماماً ان الاعلام السياسي الموجه في كل العالم هو لترسيخ مفاهم وأدبيات الحزب او الجهة السياسية دون النزوح الى تحويل الاعلام ساحة لتصفية الخصوم وتحديداً في العراق الذي لا يحترم فيه الاعلام والاعلاميين خلال تأدية واجباتهم وبالتالي زج الاعلاميين بهذه التصفيات هو تعريضهم للخطر بالدرجة الاساس لاسيما وان الاعلام السياسي الموجه في العراق يسير وفق المثل المصري القائل ( العيار المايصيب يدوش) والا من غير الممكن عرض اعترافات او استقاء معلومات والترويج لها دون ان تخرج من البوابة الأمنية كناطقية لوزارة داخلية او بالدرجة الاساس ادانة قضائية تدين الفعل بالدلائل وماعداه يكون تصفية خصوم لا اكثر .

 

تداعيات الأزمة 

ان قلنا جدلاً ان ثمة توجيه سياسي دفع بالاعلام لاشعال فتيل الأزمة لتصفية الخصوم فأننا لابد ان نتابع تداعياتها والتي بدأت باتهامات متبادلة حول النفط كنقطة خلاف  ( سومو ) و ( مصفى بيجي) اي الصراع هو صراع مس الجانب الاقتصادي للجهتين ولم يكن ملف مقتل صاحب المطعم هو اساس المشكلة وبالتالي كان لابد ان يبقى هذا الصراع وفق هذه الدائرة بعيد تماماً عن الصراع السياسي ككل .

 

تطور الأزمة كارثي 

كشف الصراع الدائر بين الجهتين جملة من الاخطاء أهمها عدم وجود استشاريين محترفين يقودون الازمة للحل بل ماظهر للعيان اثبت عدم حكمة الطرفين والا هو صراع اعلامي كان يفترض ان يبقى في إطار الاعلام لإثبات المخطيء عبر مساحات إعلامية مهنية لكشف الإشكالات بالدلائل والحجج والبينة لا بتبادل الاتهامات المشفوعة بالإساءة والتهديد والوعيد .

 

بيانات رقم (١) 

ان الأزمة لا تستدعي ان يتبادل الطرفان بياناتهم المشحونة التي تزيد تأزيم الشارع بدلاً من ان تستدل الضوء في نهاية النفق ولا يحتاج الامر الى استغلال اسم الحشد كونه ليس ملك لاحد بل هو للعراق ومسؤوليته من صلاحيات رئيس الوزراء حصراً وكذلك لا يستدعي من الطرف الاخر اللجوء للنزول للشارع كورقة ضغط فالوضع العراقي لا يحتاج الى تعقيدات وازمات اكبر يتقاتل فيه ابناء العم فيما بينهم ، كان الاجدر ان يلجأ عقلاء القوم من الطرفين لإيجاد حلول حقيقية للمشكلة كون المشتركات اكثر من الاختلافات بين الطرفين كما كان على ناطقي الطرفين اعلاميا ان ياخذوا دورهم في حل القضايا بأكثر حكمة ومهنية إعلامية دون بيان من هنا وتغريدة من هناك .

 

الحل الأمثل 

الحل في ان يحترم الطرفين العراق والعراقيين ودماء الشهداء التي هي من جعلتهم الان في هذه الاماكن وتحكيم العقل في حلحلت مشاكل البيت السياسي الشيعي من قبل الجميع دون الجلوس على التل من قبل البعض ، لان الأزمة ان مضت ابعد من ذلك فستحرق الأخضر واليابس ولا رابح فيها اطلاقا ، لذا ارتقوا باختلافاتكم وخلافاتكم بمايضمن التنافس الشريف لان الاخر (داخليا وخارجيا ) يريد للعراق ان يكون ممزقاً وقواه الشيعية والسنية في تناحر مستمر عبر تجزيء المجزء ، فالمؤمرة اكبر مما تتوقعون ياسادة .

تم عمل هذا الموقع بواسطة