رؤية في مهرجان العراق للمسرح الشبابي 4

رؤية في مهرجان العراق للمسرح الشبابي 4

بقلم - عدي المختار /عضو لجنة التحكيم

حمداً لله لانه يكتب في كل مرة نكلف بها بمسؤولية لجنة التحكيم النجاح فمن بعد تجربتنا الناجحة في مهرجان المسرح الحسيني في ديالى كان التوفيق حليفنا في مهرجان العراق للمسرح الشبابي بنسخته الرابعة لنخرج في التجربتين ببياض الوجه وحكمة التقييم .
#عين_للفن :
بداية لابد ان نثمن لرابطة عيون الفن الثقافية في النجف الاشرف جهودها الجبارة في المواصلة على تحقيق النجاح في كل مهرجان يقيموه فيكلل بالنجاح والابداع من فرط صدق النوايا ونبل الهدف والمسعى الذي يعتمر قلوب العاملين في هذه الرابطة متمثلة بالقدير فارس الشمري وجنوده المجهولين الابطال وهو جهد كبير واستثنائي يستحقون عليه رفع القبعات .

#لجنة_التحكيم :
بتوفيق من الله وحسن اختيار القائمين على المهرجان كان لجنة التحكيم توليفة جميلة ترأسها الدكتور حسين علي هارف الذي لم اجد قلباً بوسع قلبة الجميل وعضوية الفنان ناظم زاهي الذي كان رقي هذا الرجل بتواضعة والدكتور هشام امير الذي تحمل عنادي واصراري برروح محبة وكياسة الجميل روحاً الفنان علي غالب الذي كان لررحة الاثر في ترطيب الاجواء المشحونة في التقييم الذي كان همنا فيه الانصاف وليس سوى الانصاف فتحقق ذلك وقطفنا ثماره بالفرح لغامر للفائزين فكانت بحق لجنة حكم مسؤولة في الطرح والتقييم وان كل الفائزين خضعوا لتقييم حقيقي لحسم فوزهم بجدارة.

#العروض :
بعد وضع المهرجان اوزاره وفاز الجميع بحبهم للمسرح لابد ان نقول كلمة للانصاف في ماقدم من عروض .
فمسرحية( ايها الرئيس ) لفرقة مالتوس من بابل رغم ايقاعها الجميل وطرحها للمسكوت عنه فقد امتازت بالاخراج المحسوب وبملء جغرافية المسرح وبروز ممثلين لهم مستقبل واعد في المسرح الا انها كانت تعاني من الحشو الذي كاد ان يسقط الايقاع المسرحي في بعض الاحيان ولو عمل المخرج على لاختزال في الطرح لجنب العرض الكثير من الحشو واللغط .
ومسرحية ( دمبلة) لفرقة اينانا من بابل كانت تحتاج للكثير من السبك الايقاعي وتجنيب العرض الكثير من الالفاظ والطرح الذي لا ينسجم مع العرض، فالنص فيه مدلولات كثيرة حاول المخرج اختزالها ونجح وفيه ايقاع اخراجي اجتهد المخرج في ان يكون ايقاعاً حيوية مع حفاظه على شغل كل جغرافيا العرض فضلاً عن تقديم العمل لممثل اصيل عساف بشكل جديد غير معهود كسر نمطية هذا الممثل المبدع المتعارف عليها في عروض سابقة له ونجح في ذلك وبقي العرض ساكناً من تفاعل الجمهور الا في ربعه الاخير الذي حقق تفاعلاً جماهيرياً ملحوظ في الخاتمة .
اما مسرحية ( تعلميات ابو جبار ) لفرقة محمد عطية الغريب من ميسان فعلى الرغم من ضعف الرؤية الاخراجية وعدم ملء جغرافية العرض وانحصار النص بفكرة واحدة لم تتطور في شتى الاتجاهات فشكل ضعف ملحوظ في النص الا انه اعتمد على قدرة الممثلين وكاركتراتهم في تحقيق التفاعل مع الجمهور فضلاً عن قرب الموضوعة من الواقع فبرز فيه قدرات تمثيلية جميلة تمثلت في محمد الشمهود وحمودي البشوش.
وفي مسرحية ( بربورات ) لفرقة صدى الحق من كربلاء كان العمل يسير بخطوط كوميدية ملحوظة في استغلال براءة الطفولة في تحقيق التفاعل الجماهيري فضلاً وجود نص واضح المعالم برسائل تربوية واجتماعية مميزة فكان بحق عرضاً كوميدياً تحققت فيه الاشتغلات النصية والاخراجية وكوميديا الموقف وبرز فيه نجوم صغار واعدين تمثل بالطفل حيدر الصغير وعلي كامل .
اما مسرحية ( محنة الجنرال ) لرابطة المسرحيين في ديالى كان يحمل نص جميل فيه مفارقات ممتعة واشتغال اخراجي جيد وممثلين شباب على الرغم من عدم استغلالهم بطريقة جيدة الا انهم قدموا شيء جميل تمثل بالفنان مرتضى الزبيدي غير ذلك لم يحسن المخرج استغلال المفارقات في النص وابطال العرض في تثوير العرض كوميدياً .
وفي مسرحية ( THE GAMEE) لرابطة عيون الفن الثقافية النجف كان هناك اشتغال اخراجي مميز وتوليف نصي جميل واداء مبهر للممثلين رغم مباشرة الطرح وعدم تحقيق نسبة كبيرة من الامتاع الكوميدي الا انه اشتغل على منطقة الكوميديا السوداء ونجح في ذلك .
اما مسرحية ( داء النسيان ) لاتحاد المسرحيين في ديالى فقد كان فيه بانوراما مميزة للاجيال واعداد نصي جميل واداء كوميدي فعال واشتغال اخراجي ذكي وتميز فيه سالم الزيدي واحمد حمود وورود العزاوي بشكل مبهر شكلوا فيه اداء هارموني في الحضور المسرحي على الرغم من سقوط الايقاع في مفاصل مهمة من العرض الا ان العرض حقق تفاعليته الجماهيرية بشكل احترافي 
يبقى ان نقول ان الكوميديا حكاية وموقف وليس اسفاف وابتذال في المفردة والايحاء وعلى المشتغلين فيه اللجوء الى النصوص التي فيها مفارقات وكوميديا الموقف بعيداً عن التعكز على اللهجة او التسطيح او نقل قبح الشارع للخشبة فالمسرح صورة جمالية لقبح المجتمع وليس العكس فضلاً عن الاعتماد على الممثل الذي يمتلك قدرة توليدية للكوميديا تسهم في ابراز العرض بشكل كوميدي مميز 
شكرا للجميع لانهم ينعشون عالمنا بالمسرح

تم عمل هذا الموقع بواسطة