ربحنا منتخب وهو الاهم وكفى ...
بقلم - عدي المختار
شعورنا كمراقب رياضي حال شعور كل الشارع الرياضي في العراق قبيل منافسات البطولة الآسيوية وهي الخسارة والخروج من البطولة مبكراً وذلك نتيجة لجملة من المعطيات أهمها عدم وضوح خارطة الاستعدادات والفوضى التي مرت بها منتخباتنا الوطنية بعيد احراز كأس اسيا عام ٢٠٠٧ ومااعقبه من خسارات وتخبط وعشوائية كانت تعصف بالمنتخب الوطني العراقي لكرة القدم حتى بعد ان تم التعاقد مع المدرب الجديد لم تتغير القناعات لدى الشارع الرياضي بأن القادم سيكون افضل الا ان وصولنا لهذه المرحلة من المنافسة الآسيوية وماقدمه الاسود غير القناعات بالتأكيد .
فمع بداية المنافسات كشف لنا المدرب الجديد عن الكثير من المفاجأة التي اعادة للشارع الرياضي الامال مجدداً بعد ان قدم منتخبنا الوطني اداء مميز في البطولة جاء عبر اختيار دقيق لعناصر المنتخب الوطني الذين قدمهم المدرب كجيل جديد ومميز للكرة العراقية ، فبرزت اسماء لمع نجمها في عالم كرة القدم بشكل حقيقي ارعبت الخصوم حتى بات المنتخب الاهم والأكثر احترافية في الأداء خلال البطولة الآسيوية ، شباب صنعوا الفرح العراقي بمهارتهم وروحهم الوطنية التي ترجمتها اقدامهم في المباريات وهذا بالضبط ماكان يحلم به الجميع وهو ولادة جيل حقيقي يعيد للكرة العراقية هيبتها وصدارتها عربيا وآسيويا .
لذا اختلف مع كل المشاعر المشروعة التي خيبتها نتيجة (العراق وقطر )لان المراقب الحقيقي للكرة العراقية يعرف تماماً ان كرة العراق كانت بحاجة الى بداية حقيقية تعود بها للساحة الرياضية العربية والآسيوية وان تكون كرتنا معافاة كما كان بشكلها الحقيقي في المنافسات وهذا ما اكسب المنتخب الاهمية بين المنتخبات من ناحية المهارات والاداء والروح القتالية في الملعب في محاولة حقيقية لمحو تلك الصورة الضبابية لمستقبل منتخبنا الوطني التي أفرزتها تلك الخسارات التي منينا بها من قبل ، لذا المهم كان ان نعود الاسود وعدنا .
لا احد يختلف ان كرة القدم الى جانب التخطيط فهي حظ والا فأن مباراتنا الاخيرة مع قطر كان الملعب عراقياً بأقدام اسودنا الأبطال الا ان الحظ لعب لعبته مع القطريين فحالفهم وهذا يدعونا جميعاً ان نكون مع منتخبنا الجديد في الفوز والخسارة لاننا بالنتيجة قد ربحنا منتخباً مشرفاً لم يشبعنا حزناً وآهات وخسارات مبكرة كما كان سائداً من قبل وان خسارتنا للبطولة فهي بالتأكيد ليست اخر المطاف رياضياً .
ختامها قول لابد منه.. أننا فخورين بمنتخبنا الوطني بكل عناصره كونهم كانوا أهلاً للمسؤولية الرياضية والوطنية التي أنيطت بهم وكانوا مشرفين ويليقون بكل فخر بالعراق وتاريخ كرتنا العراقية التي نأمل ان تنهض من جديد بهذا الجيل المميز وستبقى القلوب تهتف لهم وتنبض حباً بهم لماقدموه من اداء مميز ، مبارك للعراق بميني مهند علي وعلي عدنان وعلي حصني وهمام طارق وبشار رسن وربين سراقه وجلال حسن وحسين علي ومحمد دَاوُدَ وعلاء مهاوي وصفاء هادي وأمجد عطوان واحمد ابراهيم وعلي فائز ورفاقهم الآخرون الذين كانوا بحق اسود لوطنهم وأوفياء لكرتهم التي بأمس الحاجة لهم اليوم وغداً .
الزبدة: ان تأتي متأخراً افضل من ان لا تأتي ..