شرار وشجاعة الاعتذار
بقلم - عدي المختار
مرت سنوات طويلة على الصداقة التي تربطني بالكابتن شرار حيدر ، كتبت عنه نقداً مرات واثنيت عليه اكثر من مره ، ولم اجده في كل الحالات الا ذلك الرياضي المتفهم لدور الاعلام الرياضي في التنبيه والنقد البناء لاصلاح المنظومة الرياضية ،لذلك استغربت كثيراً حينما طالعت خلال الفترة الاخيرة مانشر عن الأزمة التي تدور رحاها مابينه وبين الاعلام الرياضي نتيجة لتصريحات حيدر الاخيرة عن الاعلام الرياضي واتهامه للصحفيين الرياضيين بأوصاف واتهامات لم اعهدها في ادبيات الرجل من قبل .
التعميم في الاتهام واحدة من الخطاء التي يرتكبها البعض بقصد او بدون قصد الا انها تبقى علامة استفهام كبيرة تحتاج لتوضيح حتى اطلعت على اخر اتصال متلفز معه فأيقنت ان ثمة سوء فهم في الامر .
الصحافة الرياضية بكل فرسانها ارفع من اي اتهام او توصيف غير لائق مهما كان نوع او شكل الاتهام ومهما كان حجم ووزن المنتقد ، الا اننا علينا ان نقرأ الأزمة بمنظور أخر نابع من إيمان مطلق بشراكة الجميع في بناء الرياضة ، وهنا أريد ان اتحدث خلافاً لكل ماذكره الزملاء الذين وجهوا نقدهم لشرار حيدر ،ليس انتقاداً لهم لا بل انصافاً واحترماً لكل الأصوات الصادقة التي انتصرت للمهنة وآثارت حفيظتها تلك التصريحات وكتبت ماكتبت من مقالات طيلة الايام الماضية ، لأننا نؤمن إيمان مطلق بان كل الزملاء الذين انتقدوا تصريحات الكابتن شرار حيدر سواء بالقسوة او القسوة المفرطة هم الفرسان الحقيقيين الذين لم يرتضوا وبكل شجاعة ان يشملهم الاتهامات انتصاراً لمهنيتهم وصدق أقلامهم الحقيقية وتاريخهم في بلاط صاحبة الجلالة ولذلك أقول .
من حقنا ان ننزعج وان نعبر عن استياءنا ورفضنا لكل ماجاء من اتهام ، وان نرد وفق مبدأ (حق الرد مكفول ) لكن قبل كل هذا علينا ان نقرأ التصريح الاخير الذي وضح وجهة اتهامه وقال فيه ( كان اتهامهنا لمجموعة من الدخلاء على المهمنة ) وبهذا التوضيح قد حدد الكابتن شرار حيدر وجهة اتهامه لمن ، ومن المقصود ، أولئك الذين نعرفهم جيداً نحن معشر القلم انهم من دخلوا المهنة من بابها الخلفي ، ليسوا الفرسان الحقيقيين للمهنة بل من جاء للمهنة بلا وعي او نضج او حتى دراية بدور الاعلام الرياضي في صناعة الانجاز الرياضي ونقد الاخطاء من منطلق الحرص لا التسقيط والاستهداف او الغايات النفعية الشخصية او البحث عن الشهرة من باب توجيه النقد دون وضع الحلول ، فمهمتنا كإعلام رياضي لا تكمن بتوجيه النقد فحسب بل في اضاءة أماكن الحلول والاستدلال لها .
لذلك اتمنى مخلصاً ان تنتهي الأزمة بحوار مسؤول من قبل جميع الأطراف ، فالرياضة العراقية اليوم بأمس الحاجة للأصوات الصحفية الرياضية الحقيقية في بناء العمل وتقويمه وفق منهجية اعلام رياضي مسؤول ، ومن دون شك ان مساحة المسؤولية لدى فرسان الصحافة الرياضية كبيرة جداً ولدينا اقلام صحفية رياضية نفخر بها ونحترمها مثلما ايضاً لدينا من يدعي الوصل بالمهنة وهو بعيد عنها ، وهذا مايجب الاعتراف به وتطويقه ومحاربته لتحصين البيت الداخلي للمهنة من مغامرات المراهقين ، وهذا لا يعني ان يكون باباً للآخرين لتعميم الاتهامات بل لا بد ان ( يبعض) في الطرح مستقبلاً وان تسمى الأشياء بمسمياتها.
زملائي الأعزاء .. يامن احمل لكم كل الحب والتقدير جميعاً لابد ان ينتهي الجدل بحوار شفاف يقوده العقلاء في المهنة مع الكابتن شرار حيدر ليستوضح كل طرف وجهة نظر الاخر ، فمهما كان الخطأ لابد ان نتسامى وان نؤكد له ولقادة الرياضة بالفعل اننا صناع راي للتقويم ولسنا في ساحة حرب نتجاذب فيها أطراف الاتهامات وننسى دورنا الاساس وهو الشراكة الحقيقية في الإصلاح المرجو لرياضتنا العراقية ، وماهذه الخلافات والاختلافات الا هدر لوقت الإصلاح المطلوب فلنترفع ونعمل سوية من اجل مستقبل رياضتنا .
وهنا أوجه دعوتي للكابتن شرار حيدر( وبزعل محب ) ان يطيب نفوس الصحفيين الحقيقين ممن جرحتهم اتهاماته بقصد او بدون قصد بالاعتذار وان يعمل هو وهم من اجل توحيد الرؤى والهدف الاسمى نحو رياضة حقيقية ، فأن الاعتذار للصحفيين الحقيقيين هو من شيم الأنقياء ، مثلما اتمنى من الزملاء ذات الطلب لأننا غداً مطالبين بتقديم توضيح للجيل الآني عن ماذا قدمنا للرياضة سواء رياضيين او صحفيين رياضيين ، وأملي بالطرفين كبير جداً .
الزبدة: الاعتذار ياشرار ...من شيم الاخيار.