فضيحة المطار ليست اخر فضائحنا!!!
بقلم - عدي المختار
لم تكن السياسة في العراق منذ ٢٠٠٣ وحتى الان وحدها التي تمضي من فضيحة الى فضيحة اخرى !! بل كل مفاصل هذا البلد يعيش في أتون الفضائح التي لا عد لها او حصر !! ووحدنا نحن ابناء مهنة المتاعب من ندونها كعناوين خيبة في سفر هذا الوطن المستباح في كل شيء ومن كل شيء وفِي شتى المجالات وإلا فليذكر لي أحداً مجالاً ما في العراق مضى بعيداً عن اي فضيحة مالية سواء كانت او ادارية !!!وهذا كله ناتج ليس لغياب القوانين والانظمة بل لعدم أهلية من تصدوا للقيادة في بلدي ممن يفترض ان يطبقوا هذه القوانين والانظمة بشكلها الصحيح ويكونوا المدافعون عنها وحماتها لنشرّع بحق في بناء دولة المؤسسات لا دولة الأفراد والاتجاهات.
الرياضة في العراق واحدة من هذه المجالات التي كانت تنتعش فيها الفضائح والخيبات والانكسارات بابهى صورها والذي نتج عن غياب الرؤية والأهلية القيادية وانعدم التخطيط والمتابعة والصرامة في التنفيذ وتطبيق القوانين والانظمة الامر الذي غيب فيه الانجاز الرياضي وبرزت للواجهة التحالفات المريبة والتخندقات الرياضية الشخصية والتقاطعات التي أسفرت لنا عن جيل من قادة التصريحات والتنظير الذي كل همهم المنافع الشخصية وليس رسم خارطة لمستقبل الرياضة لتحقيق الإنجازات والنهوض بالرياضة نحو الأفضل اداءاً وعطاءاً!!! فعاشت كل الألعاب الرياضية في حلقة مفرغة لم يمنحها من تصدوا لإدارتها اي تطور فني واداري يكون الطريق لتحقيق الانجاز !!! وما التراجع الذي تعيشه رياضتنا اليوم في كل الألعاب الا دليل لذلك التخبط وعدم الأهلية الرياضية لقادة الرياضة مع الاسف !!.
ليس اليوم فقط نحن نواجه فضيحة في كرة القدم تمثلت بتزوير إعمار اللاعبين ، لا بل هي آفة استفحلت لسنوات دون رادع لها على الرغم من تحذيرات الاعلام والمختصين ازاء هذه الافة الخطيرة التي لازمت رياضتنا بكل الألعاب وليس كرة القدم وحدها ولسنوات خلت ، لا بل هي واحده من فضائح عدة كنّا ولازلنا نحذر منها جهاراً نهارا دون ان تلتفت الجهات المعنية في هذه الاتحادات لها !! ولم تستمع حتى لتلك الأصوات التي حذرت منها!!! ، بل مضى الجميع في رفض الفكرة او مجرد الحديث عنها ليس من باب عدم وجودها بل لنفيها ( لطمطمتها) دون ان تكلف الاتحادات نفسها قليلا في البحث فيها !! حتى وصل الامر الى ماوصلنا اليه اليوم من فضيحة مدوية تم خلالها اعتقال (٩) لاعبين من منتخبنا الوطني للناشئين في مطار بغداد امام مسمع ومرآى العالم كله !! فأي فضيحة هذه التي احرقت اخضر الرياضة ويابس المزورين؟؟ ، فمن يتحمل مسؤولية هذه الفضيحة ؟ لماذا لم يستمع الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم لتلك الأصوات التي حذرت من هذه الافة لسنوات مرت؟ كيف نقنع العالم غداً بأن رياضتنا صالحة ؟ .
ان المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية الوطنية العراقية ومن خلفه الاتحاد العراقي لكرة القدم مطالبين اليوم بالاجابة عن هذه الاسئلة وتطبيق القوانين النافذة فيما يخص هكذا حالات كي لا يمر الامر مرور الكرام بل لا يمكن الاكتفاء بالعزل والإعفاء بل تقديم مرتكبي هذه الفضيحة للقضاء العراقي ليكونوا عبرة للآخرين ، بقي ان نقول إن كان اللاعبين قد أخطأوا مرة فادارة المنتخب واتحاد الكرة اخطأ مرات كونهم هم المسؤولين عن تدقيق أوليات كل لاعب ، والتنصل والهروب من مواجهة هذا الموقف هو فضيحة اخرى ولعنة ستبقى تطارد كل قيادة الرياضة العراقية الى ما لا نهاية .
فضيحة المطار نريدها بوابة للمراجعة والتدقيق ومحاسبة النفس لكل قادة الرياضة كونهم هم قادتها والمسؤولين عن عللها وتعافيها وإلا لو كان الامر قد جرى في اي دولة لاستقالت قيادات وتنحت اخرى الا في العراق فالهروب والتنصل من المسؤولية هو سيد المشهد في فضائح عده والدلائل كثيرة لا مجال لذكرها.
الزبدة : من أمن العقاب ... اساء الأدب .