كربلاء قبلة الوفاء والعطاء .. مهرجان الحسيني الصغير انموذجاً

كربلاء قبلة الوفاء والعطاء .. مهرجان الحسيني الصغير انموذجاً 

بقلم - عدي المختار 

لم تعد كربلاء مدينة للمراثي فقط او قداسة للانغلاق مثلما يتصورها الكثيرون ممن هم بعيدون عنها وعن مايدور فيها من حراك ثقافي وفني وابداعي متميز ، فما رثائها الدائم الا عنوان وفاء وماقداستها الا وعي ونضج ومسؤولية وهذا ماترجمته المدينة طوال السنوات الاخيرة مابعد ٢٠٠٣ حتى الان عبر مهرجانات مختلفة في مجالات الفن والثقافة والتي ابرقت خلالها الف رسالة للاخر بأن كربلاء هي مدينة الحياة المقدسة بقبابها الذهبية ونشاط مبدعيها.

كنت شاهداً فيها على اول مهرجان للمسرح التجريبي ومهرجانات وزارة الشباب المختلفة فضلا عن المهرجانات والمسابقات الثقافية والفنية للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين ، ومن دواعي الشرف والفخر اني  كنت حاضراً على مدى خمس سنوات من عمر مهرجان الحسيني الصغير الدولي لمسرح الطفل الذي ستنطلق فعالياته نهاية الاسبوع الجاري .

هم كبير ومسؤولية كبيرة تقلدها وبشجاعة كل العاملين في قسم رعاية وتنمية الطفولة في العتبة الحسينية المقدسة طيلة خمس سنوات مرت من عمر هذا المهرجان الذي بات اليوم وبفخر كبير قبلة الطفل العراقي اولاً والمشتغلين في مسرح الطفل عربياً ودولياً ثانياً ، لماوصل له المهرجان من نضج عالٍ ومسؤولية ونجاح في التنظيم والعرض لجملة من الاعمال المسرحية التي تتميز بالوعي والهم التربوي والاخلاقي والترفيهي المسؤول للطفل العراقي الذي يعاني منذ زمن طويل من غياب الدعم والرعاية.

مايقدم في هذا المهرجان سنوياً بات فخر ليس للعاملين فيه بل لكل المسرحيين في العراق كونه خطط لنجاحه بشكل علمي ومدروس ومنهجي للارتقاء بذائقة الطفل الجمالية وتفجير قدراته الذهنية والابداعية الكامنة فيه عبر اعمال مسرحية تنوعت في المضامين واساليب الطرح وتوحدت في الهدف الاسمى الا وهو المسرح ( المسؤول للطفل)  وهذا بالفعل مانحتاجه اليوم والذي نجحت في تقديمه بشكل مميز العتبة الحسينية المقدسة عبر قسم رعاية وتنمية الطفولة لخمس سنوات مضت من النجاحات المتلاحقة .

وهنا لابد ان نشكر كل القائمين عليه والداعمين له والمشاركين فيه من فرق ولجان وضيوف مع تمنياتنا ان تشهد الدورة الخامسة نجاح كبير يضاف لتلك النجاحات المتواصلة طيلة السنوات الماضية .

تم عمل هذا الموقع بواسطة