ليس بالأخضر يرفع الحظر

ليس بالأخضر يرفع الحظر 

بقلم - عدي المختار 

حالنا حال جميع العراقيين الذين يتسامون دوماً على جراحاتهم ويحسنون الظن ويبادرون لكل ماهو جميل مع الاخر كنّا فرحين بمباراة العراق والسعودية في بصرة الشهداء التي طرت كل شوارعها بمشاعل الشهادة ضد ( داعش) ولكن مهما كانت بشاعة ماضي هذا الاخر ودوره التخريبي على مدى سنوات لدرجة مساهمته الفعليه بالدلائل مادياً ومعنوياً في اراقة الدم العراقي وهذا ما لا ننساه الا اننا نغض الطرف عنه مؤقتاً حتى تثبت صدق نوايا الاخر معنا الا إننا لازلنا نؤمن بالبدايات الجديدة .

اننا نؤمن بأن الانفتاح على المستقبل يتطلب من الجميع طوي تلك الصفحة المظلمة والبدء بمرحلة جديدة من العلاقات من فرط ايماننا بأننا نؤمن بالمستقبل الذي تلونه طيف السلام لا قتامة المواقف المخزية ولهذا وجدنا في كل خطوات الانفتاح على دول المحيط العربي او الخليج العربي رياضياً بداية لتغيير مستقبل هذه العلاقات لان الرياضة هي للحب والسلام ويجب ان تعمل الرياضة كضاغط على الحكومات لإنهاء الأزمات ( الطائفية- السياسية) وكلنا لمسنا شعبيا واعلاميا كيف كانت لوحة هذا اللقاء في بصرة العراق وهو مؤشر حقيقي لبوادر جديدة قي الانفتاح الرياضي العراقي على الجميع الا اننا لابد ان لا ننسى 

رغم كل مظاهر البهجة والاحتفاء والاحتفال التي رافقت المباراة الا انها لا تعدوا ان تكون مهرجان احتفالي رياضي لترطيب العلاقات العراقية السعودية الجافة لسنوات ولا علاقة لها بقناعة الفيفا إطلاقاً هي انعاكس للمشهد السياسي مابين محوري الصراع في المنطقة السعودية وقطر.

 ونتمنى ان لا تكون رياضتنا نرد شطرنج في رقعة هاتين الدولتين اللتان تتدافعاً لكسب العراق كحليف رياضي ، فقطر تريدنا لفك العزلة عن نفسها وزيادة تحالفاتها الرياضية في المنطقة ، والسعودية تريدنا حليفاً لها لزيادة العزلة القطرية ونحن نريد ان نتحالف مع الجميع من اجل رفع الحظر عن رياضتنا وهذا لا يكون الا بالانفتاح على الجميع .

عسى ان يكون هذا الانفتاح هو الضوء الذي في نهاية نفق الحظر على الرغم من قناعتنا الشخصية بأنها لا تعدوا ان تكون مهرجان اعلامي لا اكثر لان ليس بالأخضر او غيره يرفع الحظر بل في منظومة رياضية متكاملة تبدأ من الإصلاح الاداري الرياضي ومروراً باكمال كافة المنشآت الرياضية الحقيقية وليس انتهاءاً بترسيخ مفهوم الرياضة حب وسلام في الشارع الرياضي .

نحتاج في كل هذه بناء حقيقي داخلياً لرياضتنا في كافة المجالات والاهم من هذا الى نوايا صادقة بلا غايات واهداف من قبل جميع المتحالفين مع العراق رياضياً لبناء رياضة العراق ومساعدتها على فك الحصار عنها .

راس الخيط:

ان حسن النوايا لا تضمن دائما حسن النتائج

تم عمل هذا الموقع بواسطة