مابين طائفية عدنان حمد ووطنيته اعتذار !!

مابين طائفية عدنان حمد ووطنيته اعتذار !!

بقلم - عدي المختار 

اثارت تصريحات احد الزملاء في لقاء متلفز عن المدرب عدنان حمد الكثير من الجدل والانقسامات مابين مؤيد لهذه التصريحات ومعارض لها ، فنقسم الشارع الرياضي حولها مابين احقية الزميل فيما قال ، ومابين من وجد فيها تصريحاً طائفياً ، ومابين هذا وذاك ثمة حقيقة لا يختلف عليها اثنان بأن مواقف حمد منذ قرار حل المكتب التنفيدي للجنة الاولمبية وتصريحاته حينها وماتلاها لم تندرج ضمن اطار الرؤية الوطنية للعراق الجديد .

لا اختلف تماماً حول ماقاله الزميل حسين علي حسين بل هي الحقيقة التي لا يريد ان يقتنع بها الاخر ممن لا يرى في مواقف حمد وتصريحاته اي دافع طائفي ، كما اني اقف ايضاً مع الدعوات التي يوجهها الطرف الاخر في محو الماضي وفسح المجال امام حمد وغيره للبدء بصفحة جديدة وفقاً للمتغيرات السياسية التي تصافح فيها ((القاتل ))مع (((المجاهد )))ودخلوا في سباق انتخابي محموم من اجل الكراسي لاسيما وان مواقف بعض السياسيين الذين تم احتضانهم اكبر بكبير من المواقف والتصريحات التي نؤاخذ حمد عليها .

لهذا ارى ان الرياضي لابد ان يتحرك دائماً وفق الرؤية الرياضية وان لا يزج بنفسه في وحل السياسة ومواقفها المترنحة فالسياسين يملكون قابلية تغيير جلدهم من اجل المصالح والمكاسب عكس الرياضي الذي لا يملك سوى تاريخه الرياضي الذي لابد ان يحافظ عليه ويبقى لا ينتمي الا للرياضة فقط ، وهذا ماوقع فيه حمد عبر مواقفة انذاك والتي دعمها بموقف لا يليق باي رياضي مثله وهو دعم المخيمات التي اسست لظهور (((داعش )))وسقوط المدن الغربية بيد هذه العصابات الاجرامية وسقط معها بالتأكيد كل من وقف ودعم تلك المرحلة السوداء من تاريخ العراق ، وان كان ثمة من يدافع عن تلك المخيمات سيئة الصيت فعليه ان يتذكر ان بمقربة منها كان ابنائنا في الاجهزة الامنية ينحرون بدم بارد ، فضلاً عن مشاركة حمد في المؤتمرات الطائفية التي كان ينظمها (((الضاري ))) خارج العراق للنيل من التغيير الجديد على الرغم طبعاً من تحفظنا على الاخطاء المرتكبة من قادة التغيير انذاك لكن هذا لا يعطي الحق لاي شخص كان ان يركن للخراب ويكون واجهة للطائفيين وصناع ((داعش )).

لهذا اقول ان حمد اخطأ كثيراً في مواقفه وتصريحاته مع احترامي لتاريخه الرياضي وعقليته التدريبية الفذة فهو رياضي متطور في الفكر الرياضي والعمل وادائه الرياضي ومشواره  يشهد على ذلك وهذا ما لا يختلف عليه اثنان اطلاقاً لكن مافائدة كل ماذكرت دون احترام حمد لها والتزامه بالصف الرياضي لا غير ، لهذا اجد ان الجدل القائم فيه فائدة كبرى في تنبيه اي رياضي من السقوط مستقبلاً في وحل السياسة وايضاً في فتح صفحة جديدة لحمد وغيره وهذا لا يكون الا عبر اقتناع حمد بأنه اخطأ بحق تاريخه الرياضي اولاً ، وبحق وطنه وما عليه سوى التسامي على كل هذا والشروع ببداية حقيقية يقتنع تماماً في الشروع بها عبر اعتذار للرياضة والوطن عن كل ذلك ، فمثلما الوطن يحتاج ابناءه فالمواطن يحتاج للتصالح مع وطنه بروح راضية مرضية.

ارى ان الرياضة العراقية تحتاج لخدمات حمد وعقليته الرياضية مثلما هي بحاجة لكل عقول ابنائها  خارج العراق وهذا لا يكون الا بتقديم المواطن تنازلات من اجل وطنه واضعف تلك التنازلات هي الاعتذار ، كما ادعو مخلصاً كل الزملاء والشارع الرياضي بالتفاعل الايجابي مع المواقف الايجابية وترك المواقف السلبية التي لم تجني منها رياضتنا غير الخراب ، لهذا احترم كل المواقف لكن الوطن يحتاج لاحترام ابناءه له اولاً واخيرا.

 

الزبدة : اذا كان الاعتذار ثقيلا على نفسك فتذكر ايضا ان الاساءه ثقيله على نفوس الاخرين..

تم عمل هذا الموقع بواسطة