وبات للطفولة فرجة
بقلم - عدي المختار
سنوات عجاف مرت على طفولتنا وهي تعاني من التهميش المقصود وغير المقصود احياناً و الذي اضاع من الكثيرين طفولتهم واخرون غادروها مضطرين مبكراً وذلك نتيجة لانعدام التخطيط المنهجي والعلمي لبناء بيئة صحية لعالم الاطفال والذي كان لابد ان تعمل عليه الدولة بكل وزاراتها ومؤسساتها الرسمية وشبه الرسمية ولم يتحقق للاسف ، فجاء الموقف التنويري للمؤسسة الدينية التي يعتقد الكثيرون انغلاقها العبادي فقط !! ، الا انها عملت منذ ٢٠٠٣ على انجاز الكثير من النشاطات والفعاليات والمهرجانات الثقافية والفنية التي انفتحت فيها على المجتمع بطريقة مميزة منتمية الى الابداع حصراً ومنها طبعاً هذا المهرجان الذي نشهد دورته الخامسة (مهرجان الحسيني الصغير الدولي الخامس لمسرح الطفل ) والذي يقدم في كل عام عروض عراقية وعربية وعالمية تنتمي للطفل ولهذا العالم الجميل بشكل مسؤول.
هذا المهرجان بات اليوم قبلة المشتغلين بمسرح الطفل الملتزم عراقيا وعربيا وعالمياً في محاولة ذكية من قسم رعاية وتنمية الطفولة في العتبة الحسينية المقدسة في سد الفراغ الذي احدثه غياب الدولة ووزارة الثقافة عن اقامة مهرجانات وعروض لمسرح الطفل تنهض به جمالياً وفكرياً وثقافياً وفنياً وهذا مايحتاجه الطفل اليوم بالتأكيد وسط غياب الاهتمام بعالمه الفني في المؤسستين( التربوية والثقافية) وحتى في المحافظات ايضاً وهذا الجمال طبعاً ترجمه تفاعل الاطفال مع العروض التي قدمت في المهرجان ومرحهم وضحكاتهم .
يبقى ان نقول كلمة للتاريخ ان هذا المهرجان هو علامة فارقة في عالم الطفل والمسرح العراقي ككل وذلك لاصرار القائمين عليه على الاستمرار والتطوير والنضج والمسؤولية سنة بعد اخرى ، لذا كل عبارات الشكل قاصرة عن الشكر للاصدقاء في قسم رعاية وتنمية الطفولة ومن خلفهم العتبة الحسينية المقدسة على هذا البهاء والعطاء الذي بات يشعرنا كعراقيين بالفخر امام كل العرب والاجانب المشاركين فيه .
اخوتي .. شكرا لكم لانكم تؤسسسون للجمال برقي وفخامة وهيبة ومن نجاح الى اخر ان شاء الله .