وزير الشباب ...وإعادة صناعة الجيل
بقلم - عدي المختار
حطت الحرب أوزارها وتحقق الحلم الأكبر بتحرير المحافظات الغربية من عصابات ( داعش) بهمة الأبطال والتضحيات الجسام للاجهزة الأمنية والحشد الشعبي والعشائر والتي ضرب فيها العراقيون اجمع ملاحم من البطولة والفداء ليعود النبض الغربي من البلاد محرراً معافى بعد اعلان النصر وتحرير كافة الاراضي العراقية من دنس الاٍرهاب ولَم يتبقى الا البدء الفعلي بالصفحة الثانية من التحرير وهي المهمة الاصعب في كل مراحل الشعوب التي تحررت من الاٍرهاب عسكرة وبقيت تناضل من اجل التحرير من الاٍرهاب فكراً وسلوكاً وذاكرة.
سنوات مرت والأجيال بشتى أعمارهم في هذه المناطق عاشت كل صنوف الاٍرهاب حتى بقيت تلك الصور الدامية في ذاكرتهم وستبقى ، مالم يكن هناك عمل جدي لمحوها من ذاكرة الأجيال وسلوكهم المستقبلي وهذا لايكون الا بعمل حكومي حقيقي تتظافر فيه كل الجهود من اجل اعادة صناعة الجيل من جديد وخصوصاً الأطفال منهم لان سلوكيات القتل والارهاب والدموية فضت بكارة البراءة في مخيلة هذه الأجيال ونحن بحاجة ماسة لإعادة تأهيل الجيل من جديد كي لا تنسل لمستقبلنا هذه الأفكار والسلوكيات .
وهنا ادعو معالي وزير الشباب والرياضة لتأسيس ( مجلس اعلى لإعادة بناء الجيل في المناطق المحررة ) تمثل فيها وزارات ( الشباب والرياضة - الثقافة- التربية - العمل والشؤون الاجتماعية - ووزارة الداخلية ) يضع خلالها منهاج عمل لإعادة بناء المنشآت الرياضية والدور الثقافية والإبداعية والتربوية ويقدم فيها برامج وخطط رياضية وثقافية وتربوية على يد مختصين في مجال التنمية البشرية والنفسية والتربوية للعمل على أولاً- اجراء غسل دماغ للجيل عن كل ماشاهدة من قتل ودموية وتنقية سلوكياته نحو الاعتدال والحب والجمال والوطنية والانتماء الحقيقي للوطن بعيداً عن تعقيدات الدين واشتباكات الوطن السياسية ، وثانياً - بناء منظومة من العمل الرياضي والشبابي لانعاش الواقع الرياضي والإبداعي في هذه المناطق .
اننا نعي بأن المهمة صعبة وليست مجرد كلمات او اماني الا ان مستقبل الجيل في هذه المناطق يتطلب العمل الجدي والفعال لإنجاز ما تم ذكره أعلاه ، فضلاً عن ان ابناء هذه المناطق هم ابناء الوطن ومن حقهم ان تقدم لهم الحكومة كل ماتملك من جهد وعمل وامكانيات لتلحق بباقي المحافظات التي تعافت رياضياً وشبابياً ولو بشكل مقبول .
املنا كبير بأن تجد هذ الحروف صداها لدى معالي وزير الشباب والرياضة كي يكتحل النصر الذي تحقق بنصر جديد الا وهو بناء الانسان والعمران معاً.
رأس الخيط:
تعمر الاوطان بتعمير الانسان