نص مسرحية
المحنة وسنوات الغضب
لروح الشهيد الاول محمد باقر الصدر ( قدس ) ونحن نقترب من ذكرى استشهاده
تأليف : عدي المختار
كتبت عام 2004
الفصل الاول – المشهد الاول
المنظر1:شارع عام لاحد شوارع النجف الاشرف.
(تظهر مجموعة من الشباب تحمل الاعلام السوداء وهي تردد(لو قطعوا ارجلنا واليدين .... نأتيبك زحفا سيدي ياحسين )
تحيط بهم قوات الامن العراقية وتعتقل عدد كبير منهم وخلف الكواليس يعلوا اصوات الرصاص) .. (اطفاء)
المشهد الثاني
المنظر2:معتقل الامن العامة.
(يظهر عدد كبير من الشبان وهم في معتقل مصلوبين والشرطة تجلد بهم بالاحزمة)(يدخل احد ضباط الامن السابق وبصحبته ثلاثة من افراد الشرطة ).
الضابط : (يضحك). أوباش...اين الحسين . فاليأتي لنجدتكم.. اين هو (يضحك بصوت عال ). هل تحبون الحسين ؟؟ سأأتي لكم بالحسين ليجلدكم..(ينادي على احد الشرطة الذين معه ) ريس عرفاه حسين يحبونك.. داريهم .. ومن الحب ماقتل ..(يضحك )(يمسك احد المعتقلين من شعره ويتقدم به لمقدمة المسرح) ها عبد الصاحب .. هل لازلت مصمما على عدم الاعتراف؟؟
عبد الصاحب: عن ماذا اعترف؟؟
الضابط :أتغشم نفسك عبد الصاحب!!!.. حسنا من يقف وراءكم؟؟؟
عبد الصاحب:(وهو ينظر للسماء) الله الذي لا اله الا هو ..
الضابط :(يعض شفتيه) حسنا اين مقر اجتماعاتكم؟؟
عبد الصاحب: هنا (يشير لصدره ) اذ استطعت ان تصل الى هنا فستجد من يقف وراؤنا..
الضابط : (بعصبية) سأهشم صدرك بالله الذي تؤمن به!!
عبد الصاحب : قل لن يصيبنا الا ماكتبه الله لنا .
الضابط: (يسترجع توازنه بعض شفتية مجددا ) حسنا .. ما علاقتكم بأيران والخميني ..
عبد الصاحب : (يسكت)
الضابط: تكلم فهذه فرصتك الاخيرة.
عبد الصاحب: انهم اخوة في الدين والمعتقد .
الضابط: (بعصبية ) انهم فرس؟؟ ويكرهون مجلس قيادة الثورة.
عبد الصاحب :( لافرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى)
الضابط: لماذا القيادة والحزب؟؟؟ هل هذا جزاء ماقدمته من منجزات .
عبد الصاحب : (وماظامناهم ولكن كانو انفسهم يظلمون ) انتم تروناها منجزات ونحن نراها مدمرات
الضابط: صدقني ان لم تعترف سأريك مالم تراه يوما .. سأريك الاجساد كيف تشوى في النار.
عبد الصاحب :الحمد لله والشكر على نعمته هذه .
الضابط : ( يعض شفتيه ) عبد الصاحب سأعطيك ماتريد .. بيت .. سيارة .. مال .. كل ماتشتهيه النفس .. بشرط ان تخبرنا .(صمت) من يقف ورأكم من مراجع الحوزة الخونه .. ها ماذا قلت ..
عبد الصاحب : (قل يايها الكافرون لااعبد ماتعبدون).
الضابط : (بعصبية) انك كمن يرمي بنفسه في التهلكة..
عبد الصاحب : علمنا الحسين ان نموت ونحن احرارا.
الضابط ( يهدد) سأرميك في هذا البرميل المملوء تيزاب .
عبد الصاحب : ( اذا جاء اجلهم لايستقدمون ساعة ولايستأخرون ساعة).
الضابط (بتشنج ينادي ) مفوض ياسر ... ياسر .
المفوض : نعم سيدي .
الضابط : احملوه وارموه في هذا البرميل .
(يحملونه وهو يلهج )
عبد الصاحب : اشهد ان لااله الا لله واشهد ان محمدا عبده ورسولة وال بيته حجج الله في الارض .
( يرمونه وسط ضحكات الضابط وهو يكلم الباقون)
الضابط: ستنالون ماناله .. مالم تعترفوا ... تكلمو اوباش..
(يقف بجانب احد المعتقلين ويسأله)من يقف ورأكم ؟؟؟ من يمدكم بالمال ؟؟؟ اننا نعلم بان الخائن محمد باقر الصدر .. هو من يقف ورأكم ويمد عملياتكم بالمال !!! لكننا نريد ان نتأكد . قل .. هل هذا الخائن هو من يقف ورأكم؟؟؟
(يضع اذنه بالقرب من فم السجين فيبسق السجين بوجهه يمسح البسق وبعصبية يعلو صوته قائلا ) كلاب .... جميعكم كلاب .. سأجعل عذابكم كعذاب يوم القيامة . (ينادي ) مفوض ياسر ... ياسر
المفوض : نعم سيدي
الضابط : هؤلاء الاوباش قطعوهم اربا اربى .. جربوا عليهم كل تجارب العالم .. اجعلوا من اجسادهم القذره مختبرا للتجارب (يضحك بهستيرية )
( اطفاء انارة المسرح )
المشهد الثالث:
المنظر1 : بيت السيد الشهيد الاول .
(يظهر السيد الشهيد وهو يهم بأنهاء صلاة المغرب .. وبعد الانتهاء)
الشهيد : (يبكي) ولله اني ارى الجنة قد فتحت ابوابها لتستقبل قوافل الشهداء .
الخادم: أي زمن هذا الذي يبكيك مولاي ابا جعفر .
الشهيد : (نهض وهو يمسح دوعة ويحمل سجادتة ومسبحته ) انه زمن الظلم والجور ... فولله لو ان البعثيين خيروني بين اعدام اولادي الخمسة وبين اعدام هؤلاء .لاخترت اعدام اولادي وضحيت بهم . فان الاسلام بحاجة لهؤلاء لا لاولادي .
الخادم : هنيئا لهم الجنة يامولاي.
الشهيد :( يرفع يديه للسماء وبصوت حزين ) بأبي انتم وامي ايها السعداء.. جزاكم الله عن الاسلام خيرا.. هنيئا لكم سبقتموني الى لقاء لله ..(يدعو)الاهي بحق اجدادي الطاهرين الحقني بهم سريعا واجمع بيني وبينهم في جناتك ( يمسح دموعة ) .
(ينقطع التيار الكهربائي وتعلوا اصوات اقدام تركض ).
الخادم: (يلتفت يمينا ويسار) مالذي يجري هنا ........... انه لامر غريب .الكهرباء تنقطع ؟؟...... وما هذا الصوت ( ينظر عبر ثقب الباب) سيدي ..... سيدي .. تعال ونظر .. انهم يطوقون المكان .(يخرج)
الشهيد :( يبتسم ) ان كفني اضحى لي اقرب من حبل الوريد .(صوت امه وهي تعاني من السعال الحاد )(يتألم الشهيد ) اعانك الله على هذا المرض اماه!!
الخادم: (يدخل ) مولاي ابا جعفر الامو تتأزم يوما بعد يوم ... بالامس قطعوا الماء عن الدار واليوم الكهرباء وحتى الطعام نفذ من الدار.
الشهيد : (بحزن) وهل تراني فرحا بهذا ؟؟؟؟ يابني الا ترى امي قد هدها السعال واولادي يتضورون جوعا ؟؟
(صوت امنه بنت الهدى من خلف الكواليس وهي تقول له بثقة )
امنه: لا ياخي لاتشكوا .... فالشكوى لغير لله مذله .. اما نحن فان اراد لنا لله الحياة فسنعيش بك مرفوعي الراس وان اراد لنا الموت فسنكون قد ادينا الامانه المحمدية .وشهداء ان شاء الله .
الشهيد :معاذ الله ياختاه .. (يستدرك حزنا ) اني حينما ارى اطفالي وهم يأكلون الخبز اليابس واسمع صوت امي وهي تتألم من المرض .اشعر باني عاجز امامكم ..
امنه: لايا اخي .. لاتقل ذلك .. فأنت كنت وستيقى لسان اهل البيت الناطق بالحق ... وشعلة وهاجة لكل احرار هذا الشعب المظلوم . فهون عليك .
(صوت طرق في الباب , يفتح الخادم الباب , يدخل منه اثنان من المعمميين)
الاثنين : السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .
الشهيد وعليكم السلام ورحمةالله وبركاتة . تفضلوا اهلا بكم .. عجبا كيف سمحوا لكم بالدخول .
الاول: ( بسخرية ) لقد فتشونا واستجوبونا حينها سمحو لنا بالدخول .
الثاني : انهم يقولون بان هذا الحصار سيدوم الى مالانهاية ..
الشهيد : ان افعالهم هذه تزيد من نقمة الشعب من دون ان يعلموا.
الاول: (بتهكم) اما ان لهذه المسرحية ان تنتهي ؟
الشهيد : (مستغربا) ماذا تقصد ؟؟
الاول : اننا نعلم بان الحجز مسرحية دبرها لك البعثيين . وانت تمثل فيها دورالبطل . الغرض منها اعطائك حجما كبيرا في اوساط الامة. اننا نعلم بانك عميل للامريكان ولن تنفعك هذه المسرحية !!
الشهيد ( يقبض على لحيته ويبكي ) لقد شابت هذه من اجل الاسلام أفؤتهم بالعمالة لامريكا وانا في هذا الموقع ؟؟
الاول : (بسخرية ) كفاك تمثيلا .. ستجرنا جميعا للتهلكة .. اصبح كل من ينتمي للحوزة متهم بالخيانة وكل هذا بسببك !!
الشهيد : ( بثقة ) انك تناقض نفسك بنفسك ؟؟ كيف اكون عميلا لهم بنظرك وخائنا بنظرهم .. غفر لله لكم . واعلموا ان قتلوني اليوم فسيقتلونكم غدا ..
الثاني : (يكلم الاول ) ارجوك .. ماهكذا تحل الامور.
الشهيد : تحل الامور بشروط ؟
الاول : اية شروط ؟؟
الشهيد : اطلاق حرية ارادة الشعب وعدم منعهم من ممارسة شعائرهم وعدم اكراه الشعب على الانتماء لحزبهم الكافر وترك ايران وشأنها .
الاول : انك تحلم .. تريد ان تموت
الشهيد : انا لااحلم .. انا اريد ان اجبر السلطة على قتلي عسى ان يحرك ذلك الجماهير للاطاحة به واقامة حكم القران في العراق.
الثاني : تريد حكومة اسلامية ؟؟
الشهيد : نعم هذا طريقها عسى ان يستثمر الشعب دمي لاقامتها وبهذا خدمنا الاسلام حتى لوكان ثمنه حياتنا ولا افكر ابدا بنصر سريع .
الاول : انظر لعائلتك قليلا .. انها تموت جوعا ؟؟
الشهيد :اني اعلم بانهم سيموتون جوعا بسببي . ولكن مادام في خدمة الاسلام فاناسعيد به و مستعد لما هو اعظم منه ..
الثاني : اباجعفر .. نحن جئنا لحل الازمة سلميا .
الشهيد : من كلفكم بهذه المهمة ؟
الاول : القيادة
الشهيد : ماذا تقصد بالقيادة ؟
الاول : رئيس الجمهورية وارفع القيادات في حزب البعث .
الشهيد : ( يبتسم ويهز براسة ) الازمة سببتها الدولة ..انها لاتتحمل مجيء وفود لي ولم يرفعوا شعارا ضدها
الاول : كلا فالحكومة لاتعتبر ذلك جرما وهم قالوا لي .. ابلغ السيد بامكانة فتح بابه ويستقبل اي شخص.
الشهيد : والمقابل ؟؟
الاول : انت تعلم بان الحوزة تحتاج الى تغيير وبناء جديد
الشهيد : نعم انها بحاجة لذلك .
الاول : وخاصة الحوزة العلمية العربية .. فانها تحتاج لذلك ولااحد غيرك يستطيع فعل ذلك .
الشهيد : الحوزة كيان واحد لاتتجزء . ليس لدينا حوزة عربية او ايرانية او باكستانية بل لدينا حوزة شيعية يتساوى فيها الجميع كما تساوى الحر والعبد في الاسلام .
الاول : لكن العجم قد سيطروا عليها و............
الشهيد : (مقاطعا) الاجواء في الحوزة حره . وكل من يثبت لياقة وجدارة يتقدم .
الثاني : السلطة لاتريد الا تاييد بسيط لها .
الشهيد : وان لم افعل ؟
الثاني : ولله انهم يفكرون باعدامك
الشهيد : قبل لحظات كنت انا ممثل في مسرحية ( يبتسم ويهز راسة ) عموما انا لا اتنازل ابدا عن موقفي ... وان هم يفكرون باعدامي فانا مستعد .
الثاني : اما من امل في التراجع من موقفك هذا ؟
الشهيد : اطلاقا ..
الثاني : (يبكي ) سأترك العراق لااريد ان ابقى هنا لاشاهد جنازتك ( يودعه السيد ويخرجون )
(يغلق الخادم الباب ويطرق مره اخرى فيدخل مدير الامن وموفد الحكومة) (بعد السلام )
مدير الامن : نعتذر لزيارتكم في هذه الظروف . وكنا نرغب ان لاتكون في هذا الوضع .
الشهيد : اي وضع ؟
مدير الامن : الاحتجاز
الشهيد : هذا .. انتم سببه
موفد الحكومة : انت لاتعلم ماذا حصل في رجب انها ثورة حقيقية ( يصمت ) نحن نعلم بان ظروفك غير طبيعية وتحتاج للمال ..
الشهيد :لا احتاج المال فالله اغناني بالقناعة .
مدير الامن: سيدي الفاضل ا.........
الشهيد : ( مقاطعا ) تفضل وان تقصد الحجز فانا غير متضايق منه .
مدير الامن : لا اعني الحجز بل الحالة برمتها غير طبيعية .......
موفد الحكومة : (مقاطعا ) سيدي انا مخول من قبل القيادة بالتفاوض معك ..
الشهيد : تفضل .
موفد الحكومة: ان ماحصل في رجب ومااعقبها من بيانات وفتاوى تحرم الانتماء للحزب . شيء ليس بالهين والسهل على القيادة .
مدير الامن: مالذي يربطكم بالخميني ؟؟
الشهيد : علاقة العالم بالعالم .
موفد الحكومة : لما تؤيدونه ؟
الشهيد : انه موقف ينسجم مع موقفكم فانتم ايضا ايدتمو الثوره .
مدير الامن : كان عليك ان تعلم السلطة بذلك !!
موفد الحكومة : لدي بعض الشروط التي حملتها اياي لك القيادة ان نفذت ستعيش بسلام وامان في بيتك .
الشهيد : وهي ؟؟؟
مدير الامن : عدم تاييد ثورة الخميني في ايران والاعتذار رسميا عن ما صدر منك من تاييد والعدول عن فتاويك التي تحرم الانتماء للحزب .
الشهيد : وان لم استجب لهذه المطاليب ؟؟
مدير الامن : الاعدام مصيريك .
الشهيد : انا الان مستعد للذهاب معكم لبغداد لتنفيذ حكم الاعدام .
موفد الحكومة :هل اعتبره قرارك الاخير؟؟؟ .
الشهيد : نعم ولا قرار عندي غيره .
مدير الامن : فكر جيدا مولاي
الشهيد : فكرت ولن اتخلى عن الشهادة .
موفد الحكومة : (يستدرك) حسننا هناك شيء اخر ؟
الشهيد : ماهو ؟؟
موفد الحكومة : اترك تلك المطالب ولك هذا المطلب الذي ان وافقت علية فسوف تنجو .. وهو اجراء مقابلة تلفزيونية تؤيد فيها مواقف القيادة وتشيد بانجازات الثورة.
الشهيد : وان لم افعل ؟؟
موفد الحكومة : الاعدام بشرفي لاغير .
الشهيد : وانا مستعد
(صمت على المسرح , يبكي الموفد ويودع الشهيد وهو يقول له )
موفد الحكومة : ياحيف المثلك تاكلة الكاع .( يخرج )
مدير الامن : (ينادي بصوت عال )حرس ؟؟ حرس
الحرس : ( يدخلون باسلحتهم ) نعم سيدي ؟؟
( صوت امنه خلف الكواليس )
امنه :الظليمة ...الظليمة ...انظروا .. اخي وحده بلا سلاح بلا مدافع بلا رشاشات . اما انتم فابلمئات مع كل هذا السلاح .. هل سألتم انفسكم لما كل هذا العدد؟؟ ولما كل هذه الاسلحة ؟؟انا اجيبكم .. ولله انكم تخافون ولان الرعب يسيطر على قلوبكم لانكم تعلمون ان اخي ليس وحدة .. كل العراقيين معه .. قدرايتم باعينكم .. والا فلماذا تعتقلون فردا واحدا لايملك جيشا ولاسلاحا بكل هذا العدد .. انكم تخافون ولولا ذلك لما اخترتم اعتقاله في هذا الوقت . اناس جميعهم نيام ممن تخافون؟؟ اسالو انفسكم .
( تخاطب اخيها الشهيد ).
اذهب يااخي ..فالله حافظك..وناصرك ..فهذا طريق اجدادك الطاهرين . (ثم تتوجه نحو الحضرة الحيدرية وتنادي بصوت عال ) الظليمة ..الظليمة .. ياجداه يامير المؤمنيين .. لقد اعتقلو ولدك الصدر.. ياجداه اني اشكو الى الله واليك مايجري علينا من ظلم واظطهاد.
(تخاطب الجميع في الحضره ).
ايها الشرفاء المؤمنون..هل تسكتون وامامكم سجين ويعذب ؟؟ ماذا ستقولون غدا لجدي امير المؤمنيين ان سالكم عن سكوتكم وتخاذلكم ..اخرجوا ..وتظاهروا .. واحتجوا ..
الشهيد : (بحزن) اللهم اني اسالك بحق محمد وال محمد ان ترزقني الشهادة .
مدير الامن : (لحراسه )خذوه.
الشهيد : انتظر دقائق ..كي اودع اهل بيتي .
مدير الامن :(بتهكم ) لا حاجة لذلك فانك ستعود .
الشهيد: وهل يضركم ان اودع اطفالي واهل بيتي .
مدير الامن : ( يوميء بيده لقبول الفكره)
الشهيد : (يودع اطفاله )ز
مدير الامن : (لحراسه ) خذوه .
(الحراس يأخذوه ويخرجون)
امنه : (وهي تضع يدها على راسها ) الظليمة .... الظليمة.
الخادم : (بعد ان يطمئن لخروج الامن ) هوني عليك ياسيدتي ... ماكان بك ان تهاجميهم هكذا ..فهذا الكلام سيفتح لك صفحة خطيرة في ملفات الامن .
امنه : (بقوه) ان المسؤولية الشرعية والواجب الديني يفرض علي ذلك . ان زمن السكون ولى ..لقد سكتنا طويلا ..وكلما طال زمن السكوت كلما كبرت محنتنا .. لماذا اسكت وانا ارى مرجعنا مظلوما يقع في قبضة هؤلاء المجرمين اليوم ..يوم جهادنا وتضحيتنا .
الخادم : انهم لم يتوانوا ابدا ان اضطروا لذلك بأعدامك سيدتي.
امنه : الله يشهد اني اتمنى الشهادة في سبيله .
(طرق قوي على الباب تفتح امنه الباب)
رجل من الامن : علوية السيد يريدك .
امنه : نعم .. سمعا وطاعة لاخي ..ان كان قد طلبني ..ولا تظن اني خائفة من الاعدام ..ولله اني سعيده بذلك .ان هذا طريق ابائي واجدادي .
رجل الامن : لا علوية بشرفي هو من اراد رؤيتك .
امنه : (بأستهزاء والم ) صدقت ..بدليل ان قواتكم طوقت بيتنا من جديد ... دعني قليلا وسوف اعود ..ولا تخف فانا لا اهرب .
(عادت امنه وهي تضع حزام حولها وتكلم الخادم )
اخي ابو علي لقد ادى اخي ماعليه وانا ذاهبه لكي اوادي ماعلي ان عاقبتنا على خير ..اوصيك بأمي واولاد اخي لم يبقى لهم احد غيرك ... ان جزائك عند امي فاطمة الزهراء عليها السلام خير ..السلام عليك (تودعه )
الخادم : لا تذهبي معهم
امنه : لا ولله حتى اشارك اخي في كل شيء حتى الشهادة .
(تخرج .اطفاء انوار المسرح )
ضهور السيد محمد صادق وسط ضوء وسط المسرح والى جانبيه تابوتين وصوت الشهيد الاول خلف الكواليس (وصور داخليه لعملية مطاردة صدام حسين ).
الشهيد الاول : ولله لن تلبثوا بعد قتلي الا اذلة خائفين تهول اهوالكم وتتقلب احوالكم ويسلط الله عليكم بايديكم من يجرعكم مرارة الذل والهوان وصاب الهزيمة والخسران ..حتى يؤول بكم شرما ال جموعا مثبورة صرعى في الروابي والفلوات وفلولا مدحورة وطلب السلامة والنجاة حتى اذا نقض عديدكم وفل حديدكم دمدم عليكم فدمر عروشكم وترككم ايادي سبا اشتاتا بين من اكلتهم بواثره ومن هاموا على وجوههم في الاقطار وولوا مذعورين على شتى الامصار واورث الله المستضعفيين ارضكم ودياركم واموالكم فاذا اقد امسيتم لعنة تتجدد على افواه الناس وصفحة سوداء في احشاء التاريخ .
(ياخذ السيد محمد صادق كفن الشهيد ويضعه على نفسه بنفس لبس الكفن الذي لبسه في ارض الكوفه وصوت قطار واطفاء انارة المسرح ).
المشهد الاخير
المنظر: مسجد الكوفه في وقت الصلاة يوم الجمعة .
الشهيد الثاني (على منبر الكوفة ) نعم ..نعم ..للجمعة
الجميع : نعم ...........نعم للجمعة
الشهيد الثاني : كلا ......... كلا للشيطان
الجميع : كلا ......... كلا للشيطان
الشهيد الثاني : كلا ......... كلا .. امريكا
الجميع : كلا ......... كلا .. امريكا
الشهيد الثاني : اني اعلم علم اليقين بأن الشهادة قد دنت مني ,وهي اقرب من حبل الوريد .. لذا اوصيكم بصلاة الجمعة .فهي ذمة في اعناقكم .. ولا تتراجعوا .. بأرادتكم تهزمون اعتى الطغاة وكما قال الشهيد الاول (الجماهير اقوى من الطغاة مهما تفرعن الطغاة قد تصبر لكنها لا تستسلم .
(اطفاء انارة المسرح )
(صوت وصور من خلف الكواليس لعملية اغتيال الشهيد الثاني )
(ظهور جموع من الناس تلطم )
الجموع : هلله ... هلله .. الصدر وينه ........................ابكربلة ومكطعينه
(ظهور امن وفدائيوا صدام لقمع الانتفاضة )
(صوت الاذان )
(يسقط المتظاهرون صورة كبيرة لصدام ويرفعون بدلا عنها صورة كبيرة لعلماء الحوزة ومفكري ومبدعي العراق )
(يخرج المخرج ليقول ) (*)كذب من قال قد قتلنا صدركم .......... فالف صدر من صدرنا سيولدوا.
الختام (نشيد باقر الصدر منا سلاما )
يزدل الستار
(*) هذا بيت شعري من قصيدة للشاعر مزهر الهاشمي