Stig
تاليف / عدي المختار
منظر المسرح :
....سواتر حرب مبعثرة...يتعامل الممثل معها وفق رؤية المخرج ....يدخل شاب من خلف الجمهور وهو يصيح بصوت عال...
الشاب : ( يبحث في المسرح وبين الجمهور ) .. احمد .... محمد ...علي ...اينك يا احمد .....على ماذا اتفقنا ..... علي ..ها ....اين انت ياعلي هي هيج صارت ...وانت محمد...مشكور ....شكرا لكم هذا ونحن من اتفقنا..( بتهكم ) هو ياتفاق يفيد وياكم ..( بصوت عال) انتم مثل أولائك الذين قالوا للحسين(ع) ..أن اقبل فقد اينعت الثمار .....( بسخرية موجعة ) هههههههههههه تعال ....وماذا بعد .......وماذا بعد ....( يستدرك) ....( يستعيد توازنه ) كل سنة نلطم ....ونمشي اليه ...وانتم ...اي ...اي ..انتم ياصدقائي في كل سنة لكم مسرحية اليه .....( بحزم وهمس ) مسرحيات ....مسرحيات ههههههههههههههه والله خطيه احنه ...نقيم مسرحيات له الا اننا لا نتعلم منه شيء...( بهستيريا ) بس نحجي نحجي نحجي .....( صمت ) كلام فقط ...( بحزن ) اي فقط كلام وبكاء ..بس لا يؤلم الجرح الا من به الم ......( بهمس ) الصواب البغيرك شدخ ... ( يستدرك ) المشكلة نحن اتفقنا والاتفاق نصف الوفاق ياخوتي ...( يصيح بامتعاض) والله هاي مو خووووووووش دكه ...تعرفون الكلام فقط ولا تطبقون منه شيء ...تمسرحون مشهدا للعباس على الماء وتبكون عليه ؟؟..عاد تعلموا منه...(يتحول المسرح كأنه الطف ويجسد دور العباس ع على المشرعة ) ...
يا نفس من بعد الحسينِ هوني وبعده لا كنت أن تكوني
هذا الحسينِ وارد المنون وتشربين بارد المعين
يانفس من بعد الحسين ....( ينادي ) هــــــــي هل تسمعون ماذا قال؟...يانفس من بعد الحسين ..وهو ظمآن ...وإمام ليس بمعصوم بالعصمة الاولى ..والشمر يناديه ..تعال واترك أخيك..ويمد يديه للماء والماء بااااااااااااارد وهو عطشان ..ولكنه لم يشرب..هل تعرفون ايها الخونة لم لم يشرب الكاء؟ لان منطي كلمة ..والعباس من ينطي كلمه معناه نحر ... نعم ..نعم .... كلمة العباس تعني كفوف وراية ونحر ...( بهمس حزين ) وتعني .......تعني زينب ..
( بحزم ) كلمة العباس تعني زينب ..( يستدرك بضجر ) ولكم مامعصوم الا انه وفى بالعهد لان الله طهرهم من الرجس ....ولكم اليخلف بالوعد هذا رجس خل يلعن شيطانه هههههههههههههه..اترككون من لعباس كي لا تقولوا هذا يتفلسف وان العباس اكبر من اي يكون مثال لخونة العهد والوعد ( يستدرك) ..وجون ... اي نعم جون ( للجمهور) لم تستغربون..... هل تعرفون ماذا يعني ان تشعر بأنك تختلف عن الكل بلونك ؟ يعني كسرت خاطر ...
( بتمرد ورفض ) لا لا لا مو بديكم ..لا تقولوا لي الله ينظر لقلوبكم ولا فرق بين ....وهاي السوالف ...لان الناس عذاب الناس .. لو مو قرآن ورسول .......ههههههههه لو كنا نلتزم بالقران وبالرسول ماكنا قد وصلنه لهذا الحال......(يتحول المسرح كأنه الطف يجسد دورين الامام الحسين وجون ) ...
( يعطي ظهره للجمهور يمثل دور الحسين ع ): هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ...
( يجلس على ركبتيه ليمثل دور جون بصوت مختلف ) :يا ابن رسول الله، أنا في الرخاء ألحس قصاعكم، وفي الشدّة أخذلكم، والله إنّ ريحي لمنتن، وحسبي للئيم، ولوني لأسود، فتنفّس عليّ بالجنّة، فيطيب ريحي، ويشرف حسبي، ويبيض وجهي، لا والله لا أفارقكم حتّى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم.
هذا هو جون يا اصدقائي الماوفيتو ... هذا جون كانت الكلمة لديه وفاء.. ياريت ...ياليت لوكانت الوجوه البيضاء مثل قلب جون ابييييض ...
( يعاود البحث عن اصدقاءه )....
( يستدرك) وانا هالان بهذا الاختبار عرفتكم .... اي نعم عرفتكم .. وياسفا للعشرة..وياوسفة الوسفة ....لازلت اقف ولم اسقط وهانتم تخليتم عني...من اين ااتي لكم بعقل مثل عقل زهير ...لا ...لا ...لا تقولوا شجاب زهير بالسالفة فهو معنى لكل مثال .....يملك مال الدنيا وترك كل هذا المال خلف ظهره كي يموت بين يدي الحسين ( بامتعاض ) انا وانتم هكذا نفسره مووووت ...الا ان زهير رأى مالم نراه...اي ..نعم ....شاف الماشفناه ....فهو راى كل كنوز الدنيا تراب ..وتراب وطريق الموت مع الحسين ذهب ...
(يمثل دور زوجة زهير بحزن ): اتترك مال الدنيا وتقتفي اثر الموت يازوجي العزيز ..ومن للمال من بعدك..
(يمثل دور زهير ): والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت ، حتى أقتل كذا ألف ، وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفس الحسين عليه السلام وعن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيته...
هذا هو زهير يانكارين العشرة ... الكلمة عنده موت الف مره ...ترك الدنيا كله ولم يخن عهده ...( بخيبة ) وانتم بهذه السرعة بعتوني ...
( بحزم) مهلا ..مهلا...قولوا لي بكم بعتوا عشرتنا .. بغالي برخيص ....هههههههههههه اي نعم فقط في بلدي هذا ... الي الله صايح عليه من فوك ...نباع فيه بسوق كبييييير والمشتري واحد ..شراي ... ليس لديه يدين... راسه جهنم ...ويديه سيوف ورقابنا ..رقابنا مثل حبات السنابل تتمايل خجلا ...نعم ..نعم .. خجلا ..فالذاكرة ثقبتها الفتاوى....
( بحزن ) ولكم عيب ..كلش عيب ..وزحمه ...اخي يقتلني بفتوى من لقيط..... والله ندمه اي والله ندمه ...كلما مايذبحني اسلمه الوريد ..واقول له ..خذ ...خذ ..حتى ترضى ...( يترجل تمردا بحزن ) يالهي ...يالهي كفى فلا يوجد في عيوننا مانبكيه...ففي كل صباح ومساء نودع عزيزا ونرثيه...وياريت ..ياريت بكامل قيافته ....هناك ..هناك ....كبر الشهيد مصطفى ثائر اللامي ابن العمارة ابو ركبة الحلوه .
(يمثل دور ارهابي ): ولك يولو..انت شيعي ....
(يمثل دور مصطفى ): انا عراقي ....
( يذبحه )..قال له انت شيعي... قال له انا عراقي .. مصطفى ياحبيبي كيف تخطيء هكذا هم يعرفون ان العراق هو الحسين وجاءوا لذبحه...اخ يا مصطفى جرحك اكبر من عمرك ..... ( يبكي ) وهم ماكو جسد ..ماكو شي تشمه امه او يبوسه ابوه ....كل مكان في بيته يضج بالاه وذكرى ... ( يبكي )
وهناك ..اي هناك ..كبر الشهيد مروان عمارة طيار يحب يشوف العراق من فوككككككك.
(يمثل دور ارهابي يتصل): ولك يولو..انت رافضي....سنسقطك.
(يمثل دور مروان ): رافض كلشي يدمر بلدي ....
قال له رافضي سنسقطك.... ياحبيبي يامروان هل يعقل انهم لايعرفون بانك ترفض حتى ملامسة الورد كي لا يذبل ..هيج انت شفاف .. هددوك بارقام غريبة وفتحت لهم صدرك مثل عابس وقلت (لو قدرت على أن أدفع عنك الضيم والقتل ...بشيء أعز على من نفسي ودمي لفعلته )...
مرواااااااااااااان طيار لم يسقط بل ارتفع ولم نجده .. ( يبحث ) مروان ..مروان ...تعال صديقي فاننا ننتظرك كي نذهب لموكب العزاء انا اعرف بانك تحب ان تسمع صوت باسم الكربلائي وهو سينشد اليوم ...يالله خوية وينك مروان ...( للجمهور ) هل رايتم مروان .. ..مروان ..مروان ....حتى انت يامروان تركتني مثلهم ....( يكلم السماء ) ياالاهي اقسم عليك بالحشد ان تجيبني هل مروان ارتفع للسماء ويه دم الرضيع ..( يبكي) وهم ماكو جثة ......الله يلعن( ياشر كحركة صدام ).......مثرامتك بعده ادك ......وتثرم بنا .....ولم تترك لنا شباب .....
هناك ....لا هناك ....لا هنا ...اي هنا ..ارشد السامرائي ...غصن من زيتون المدينة ...هل تعرفون لماذا اني متاكد هوهناك...لاني انا من تعرفت عليه حينما اخرجناه من تحت اقاظ سور شناز بسامراء...هل تعرفون كيف تعرفت عليه... كنا زغار ...ونلعب لعبة الشرطي والحرامي ....هو كان الشرطي ...وانا الحرامي .... هو كان يحرس على البيت ....بيت بيوت تتذكرون مو ....كلكم لعبتموها في الصغر ....وانا حرامي لكن لست بحرامي غريب ....لا ...لا ...انا حرامي البيت ....هم سامعين بحرامي البيت ....اكيد سامعين ..هذا انا ...ولكي اسرق البيت ويدخلون حرامية الجيران كان لابد ان اتخلص من الشرطي ....ادرت بوجهي يسارا يمين ..لم اجد بجانبي غير علم ... وهذا العلم اعطوه الى ابي بمسيرة اجبارية ..تتذكرون حينما كانوا يخرجوننا بمسيرات غصبن ماعلينه ....اي هي هاي ...فأنتزعت سارية العلم...اردت ان اضربه ....فضربني بعيني ...اخ عيني ....طفت ...( بحزن ) وياليتها طفت ذيج الساعة فقد غضبت وضربته برأسه بمسهرية...وانتم تتذكرون مسهرياتنا قبل عبارة عن صاروخ مدفع تصبغها امهاتنا وتضع بها الورود في زاوايا الدار كتعويذه ..حرز لا بل رمز لغائبين والمفقودين والشهداء الذين ذهبوا ولم يعودوا وكلما تلتفت امهاتنا لهذه المسهرية يبكيين بالم ...وانا ايضا بكيت لان ...دم ....دم....دم ...بقه الدم يجري من راسه ......لهذا السبب عرفته من بين الانقاظ ..كان مشوهاً بلا معالم الا من اثار ضربتي... عرفت ضربتي التي كانت في راسه كانت لاتزال ندية فلربما هي ضربة الحرامي البيت الجديد في سامراء .......نعم لا وجه له...لكن المهم هناك شيء نزوره ونبكي عنده ....ارشد من صاحت بصوته اليفزز الليل ..
(يمثل دور السيدة يصيح ): الظليمة ....الظليمة .....
صاااااااااااااح لبييييييييييييك سيدتي زينب ....مد جنحان روحه روحه من قبة العقيلة في الشام ال قبة العسكريين بسامراء ....نعم سامراء ....( يقاتل ) رادوا يفجروا القبتين ويعيدون القتل والدم من جديد ...ارادوا قطع الطريق ..وتصير الاعظمية دولة ...ومدينة الصدر دولة ..ويصير العراق طف جديد وكربلاء تتحول شواهد مو قبور ..
(يمثل دور ارهابي سني ): انت شيعي ...صير على صفحة .....
(يمثل دور ارهابي شيعي ): انت سني صير على صفحة .....
طاخ ..طاخ ...طاخ ...( يضرب نفسه ويسقط ) والكل مات وبقي فقط الامير الذي افتى بموت كل شيء كي يعيش ويكبر وينتفخ من اهات المكسورين خاطر......اووووووف ياربي جم مصطفى ومروان وارشد بعد ننطي ....
( ينشد بحزن )
اليزرع طيب يحصد للجنازة جتاف .....
اوونين اصحابة يمة يسلطن الميتين ..
ها يصحباني ....هذا من يزرع طيب ....ونين أصحابه يسلطن الميتين...رحمك الله شكد شريف ... حينما راى حبر القصائد قد شارف على الانتهاء حنه الورق بالوريد ... علي رشم صغير بعمر الورد يكتب قصائد غزل ..والغزل في بلدي محظور وبيه بس حي على النعاوي...مرات الغزل يعني رثاء ... ياصحابي الاوفياء كان الغزل لدى علي يعني الوفاء ... علي لايشبهنا ..علي عرف ان الكلام والبكاء مايفتحله ساتر... فمد روحه من الشام لجرف الصخر تلا مثل تل العقيلة كي تكبر من عليه المظالم لربها ...ويحتمي فيه وطن مجروح من ولده ...علي بطل يكتب شعر لان كلما يكتب مطلع قصيدة تكب الخيام ....
(يمثل دور علي رشم وينشد ):
انـه بـخـصرالسنابـل جـم حـلم ضـميـت
وطـعـم شـبكـة المـنجل من رحـت ضـكـته
النـدى عـمره مسافـه ومن يـطيح يـمـوت
وانـه بعـمرالنـدى وفـجـرك وصـل وكتـه
(يصفق) الله ...الله عليك....( بحزن ) انت ندى الشهادة ...وجرف الصخر صارلك عنوان ....علاوي ياحبيبي نعم فراكك خضر شيب بس انت اهون ...على الاقل ستقابل ربك وانت بكامل قيافتك..وقبرك مليان بحروفك وحلو رسومك ..واهلك راوك وحضنوك ودفنون جسداً وردي... بس ايويلي على الباقين كبور حزنانه مابيه دفه ..
( مستفسراً ) حقا يالهي الذي يرتفع لك بلا قيافة كاملة هل تقبل حضوره في الجنة ؟ ام يعيروه هناك مثلما هنا ويقولوا له ....هي هي مخبل ........
هل تعلم يالهي كم من مكسور خاطر ارتفع لك ؟..اهوووووووووووو كلششششششش هواي ..احدهم في قبره فقط قدمين والاخر يدين ومنهم فقط راس ...واحد ولا شيء قبر فارغ الا من دموع امه...بتنا يالهي ننباع ونشترى بسوق يبدأ من نهر العلقمي ... ولا ينتهي عند الخيام ..نعم لاينتهي .. لان كلما ترتفع راية تلصف عيون الامير ....تعرفون الامير ؟....هذا الهجين الي يريد ان يجعل منا حمير ويحكم بما انزل الجحش احفاد الطليق.
( يكلم نفسه ) اهووووووو كافي شبيك ..كفى الا تتعب كل يوم تجرح نفسك وتقول جرحت ... ( يطالع عمق المسرح وينشد ):
ليصير مرايتك يندل حسرتك وين
ويعرف وين بيك مجودره الوجعه
( بحزن) ياصدقائي ..ابقوا مكانكم انا انا ايضا لا اريدكم ...( للجمهور ) كنت بالامس في بيتي بعد شهر من القتال واتصلت بهم فقالوا علينا تعرض وحينما تأتي صباحا نكمل معك تمارين المسرحية بعدما ان نصنع من الساتر خشبة مسرح (Stig)....نعم مسرحية من المؤمل ان نعرضها في حفل النصر العظيم ...اوووف تعبنا بها منذ معركة جرف النصر ومرورا بالانبار وسامراء وصلاح الدين والان في الموصل ونحن نتدرب عليه ..هي أوشكت على النهاية فقط بقي المشهد الأخير ...متى يعودون لنكمل المشهد الأخير ...سانتظركم اكيد
يخرج راديو ويسمع
علينا ان نستمع لاخر المستجدات (صوت العبادي بيان النصر ) يالله ..يالله ...واخيراً خلصت ..علي ان اكمل البيان لانه حتما سيشكرنا ...( ينتهي البيان ...صمت...يشعر بالصدمة ) ليش .....لماذا ( ينادي وهو يبحث في كل مكان حتى يصل للمواضع ) ياصدقائي ..ياحبتي اكتمل المشهد الاخير من دوننا ( يبحث ) اين انتم لا حاجتي لي بكم ..فالمشهد اكتمل من دوننا ( يصل خلف الموضوع فيصدم ومن ثم يبكي ) احبتي ..اخوتي ...سامحوني ..انتم وفيتم بالوعد وانا لم انل هذا الشرف ( يبكي ) اكملتم لمشهد بدمائكم وهم أكملوه من دوننا يا احبتي ( يبكي )
يبحث بحزن فيعيد رفع العلم العراقي ومن ثم يبحث فيجد رشاش كتابة فيكتب على الموضوع اسماء الشهداء وعبارة كبيرة ...
المشهد الاخير ...بهذه الدماء تحررت الأرض
النهاية